General Discussion

General DiscussionAyy lmao

Ayy lmao in General Discussion
Chiwa

    Цей коментар був відредагований
    dioxgamingpro
      Цей коментар був видалений модератором
      arin

        arin

          Dafuq

          damn i saw that person in your profile pic like 20 times but i still can't remember her name
          while i'm at it i've never figured out wherher she's a guy or not

          Цей коментар був відредагований
          J-Man

            Dio's dream girl:

            dioxgamingpro
              Цей коментар був видалений модератором
              J-Man

                Arin's girl:

                J-Man

                  My girlfriend:

                  arin

                    what is that supposed to mean
                    that's just one my nazi anime girls i've promised

                    Цей коментар був відредагований
                    dioxgamingpro
                      Цей коментар був видалений модератором
                      J-Man

                        I know, but judging by your streak of posting dominating women, I'm pretty sure you're submissive.

                        D the Superior
                          Цей коментар був видалений модератором
                          dioxgamingpro
                            Цей коментар було видалено
                            arin

                              literally what?
                              only dominating things i'm posting are my opponents, crushing my godawful teammates

                              btw did you print that satsuki poster on your own

                              J-Man

                                I got that imported from Japan. Back when I had money, I payed 60 dollars for that poster.

                                Respectful figure in Kill la Kill. My ideology and hers line up. Although her last actions in Kill la Kill after the final confrontation seemed to be out of character. That could be me over analyzing things.

                                Цей коментар був відредагований
                                dioxgamingpro
                                  Цей коментар був видалений модератором
                                  Chiwa

                                    damn i saw that person in your profile pic like 20 times but i still can't remember her name
                                    while i'm at it i've never figured out wherher she's a guy or not

                                    I dont remember where i got this photo lol

                                    J-Man

                                      Well considering you posted, and deleted 3 different things, I'm pretty sure you did give up Dio

                                      dioxgamingpro
                                        Цей коментар був видалений модератором
                                        J-Man

                                          I have shit taste, but I feel like you have a shittier taste Dio.

                                          Nothing of value was lost.

                                          D the Superior
                                            Цей коментар був видалений модератором
                                            D the Superior
                                              Цей коментар був видалений модератором
                                              J-Man

                                                you and your crappy sergal's

                                                J-Man

                                                  Alright I'm done trolling around. Gonna do some videos now.

                                                  one syllable anglo-saxon

                                                    مرحلة الحكم الإمبراطوري لروما في تلك الفترة بـالحكم الاستبدادي، وقد خلف الحكم الإمبراطوري 500 عام من الحكم الجمهوري لروما (510 ق. م - القرن الأول قبل الميلاد) الذي كان قد ضعف بسبب النزاع بين جايوس ماريوس وسولا والحرب الأهلية من يوليوس قيصر ضد بومبي، ليس هناك تاريخ محدد يبين انتقال روما من الجمهورية إلى الإمبراطورية، ولكن يمكن اعتبار بداية الإمبراطورية الرومانية من بداية تعيين يوليوس قيصير دكتاتوراً دائماً لروما سنة 44 ق. م، في المرحلة التي انتصر فيها أوكتافيين وريث يوليوس قيصر في معركة أكتيوم (32 سبتمبر 31 قبل الميلاد)، وكذلك منح مجلس الشيوخ الروماني عبارات التعظيم لأوكتافيين عبارات التعظيم وتلقيبه (أغسطس العظيم) في (16 يونيو 27 ق. م).

                                                    محتويات

                                                    من فرنسا عام 1412،[5] وتوفيت في 30 مايو 1431، وتُعدّ بطلة قومية فرنسية وقديسة في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. ادّعت جان دارك الإلهام الإلهي، وقادت الجيش الفرنسي إلى عدة انتصارات مهمّة خلال حرب المئة عام، ممهدةً بذلك الطريق لتتويج شارل السابع ملكاً على البلاد. قُبض عليها بعد ذلك وأُرسلت إلى الإنجليز مقابل المال، وحوكمت بتهمة "العصيان والزندقة"،[6] ثم أُعدمت حرقاً بتهمة الهرطقة عندما كانت تبلغ 19 عاماً.[7]

                                                    أذن البابا كاليستوس الثالث بعد خمس وعشرين سنة من إعدامها بإعادة النظر في محاكمتها من قِبل لجنة مختصة، التي قضت ببراءتها من التهم التي وُجّهت إليها وأعلنتها بناءً على ذلك شهيدة.[7] تم تطويب جان دارك عام 1909، أعقب ذلك إعلانها قديسة عام 1920. جان دارك هي إحدى القديسين الشفعاء لفرنسا إلى جانب القديس مارتين، ولويس التاسع، وغيرهم. ادّعت جان دارك بأنها رأت الله في رؤيا يأمرها بدعم شارل السابع واستعادة فرنسا من السيطرة الإنجليزية في أواخر حرب المئة عام. بعثها الملك غير المتوّج شارل السابع إلى حصار أورليان، حيث حققت هناك أولى انتصاراتها العسكرية الكبيرة،[8] تبعها عدة انتصارات سريعة أخرى أدّت في نهاية المطاف إلى تتويج شارل السابع في ريمس.

                                                    أنشأ الكتاب والسينيمائيون والملحنون العديد من الأعمال عن جان دارك منذ وفاتها باعتبارها إحدى أكثر الشخصيات شعبيةً، وما زالت تظهر في السينما، والمسرح، والتلفزيون، وألعاب الفيديو إلى يومنا هذا.

                                                    محتويات

                                                    1 خلفية
                                                    2 حياتها
                                                    2.1 بزوغها
                                                    2.2 القيادة
                                                    2.3 الأسر
                                                    2.4 المحاكمة
                                                    2.5 الإعدام
                                                    3 فترة ما بعد وفاتها
                                                    3.1 إعادة المحاكمة
                                                    3.2 التقديس
                                                    4 الإرث
                                                    5 الرؤى
                                                    6 انظر أيضًا
                                                    7 مصادر
                                                    8 المراجع
                                                    9 وصلات خارجية

                                                    خلفية

                                                    تصف المؤرخة كيلي دايفرس الفترة التي سبقت ظهور جان دارك : "إذا كان شيءٌ ما قادر على إحباطها، فحالة فرنسا كانت كفيلةً بذلك". اندلعت حرب المئة عام 1337 نتيجةً لمطالبة الإنجليز بحق العرش الفرنسي وتخللتها فترات متقطعة من السلام النسبي. شهدت الأراضي الفرنسية وقوع جميع معارك الحرب عليها تقريباً، وأدّى استخدام الجيش الإنجليزي لتكتيكات اعتمدت على ما عُرف فيما بعد باسم سياسة الأرض المحروقة إلى تدمير الاقتصاد الفرنسي.[9] لم يكن الفرنسيون قد تعافوا بعد من الموت الأسود الذي عصف بهم في القرن السابق في ذلك الحين، كما أن التجار كانوا منعزلين عن الأسواق الخارجية. وفي الوقت الذي ظهرت فيه جان دارك، كان الإنجليز على وشك تحقيق هدفهم المتمثل بالسيطرة على العرش الفرنسي، بينما فشل الجيش الفرنسي في تحقيق أي انتصار كبير لمدة جيل كامل. وعلى حد تعبير دايفرس : "لم تكن مملكة فرنسا في ذلك الحين حتى ظلاً لما كانت عليه في القرن الثالث عشر".[10]

                                                    عانى شارل السادس ملك فرنسا في ذلك الحين من نوبات من الجنون،[11] وكان عاجزاً عن تولي شؤون الحكم في غالب الأحيان. فتصارع لويس دوق أورليان شقيق الملك الصغير مع ابن عمه جون الأول دوق بورغندي على الحصول على حق الوصاية على حكم فرنسا وعلى أطفال العائلة المالكة، وتصاعد هذا الصراع إلى حد توجيه الإتهامات بوجود علاقة غرامية بين لويس دوق أورليان وزوجة الملك المريض شارل السادس، بالإضافة إلى الإتهامات بخطف أطفال العائلة المالكة.[12] بلغ الصراع ذروته باغتيال دوق أورليان عام 1407 بأوامر من غريمه جون الأول،[13] ( الملقب بجون الذي لا يخاف).

                                                    استغل هنري الخامس ملك إنجلترا هذه الإضطرابات في غزو فرنسا، وانتصر انتصاراً حاسماً في معركة أجينكور عام 1415، ليتمكن بذلك من السيطرة على العديد من المدن الواقعة في شمال فرنسا.[14] أصبح الملك المستقبلي شارل السابع ولي العهد وهو في الرابعة عشر من عمره بعدما توفي أشقاؤه الأربعة الكبار.[15] كانت أول أعمال شارل الهامة إبرامه لمعاهدة سلام مع دوق بورغندي عام 1419، لكن نهاية هذا العمل كانت كارثية، حيث قام أنصار لويس دوق أورليان باغتيال جون الذي لا يخاف دوق بورغندي خلال لقاء له مع شارل السابع تحت ضمان تقديم شارل الحماية له. ألقى فيليب الثالث دوق بورغندي الجديد اللوم على شارل السابع ودخل في تحالف مع الإنجليز، وغزت القوات المتحالفة مناطق واسعة من فرنسا.[16]

                                                    في عام 1420، وقعت الملكة إيزابو زوجة شارل السادس معاهدة تروا التي منحت حق خلافة العرش الفرنسي لهنري الخامس وورثته بدلاً من ابنها شارل. أعادت هذه الإتفاقية الإشاعات التي تقول بأن الملكة كانت على علاقة غرامية مع لويس دوق أورليان، مما أثار الشكوك حول كون شارل السابع ابناً غير شرعي وليس ابن الملك.[17] توفي هنري الخامس وشارل السادس في غضون شهرين عام 1422، ليصبح هنري السادس -الذي كان ما يزال طفلاً رضيعاً- ملكاً على كل من المملكتين، بينما كان عمه جون دوق بدفورد الوصي على الحكم.[18]

                                                    بحلول عام 1429، كانت جميع الأجزاء الشمالية من فرنسا تقريباً وبعض أجزاء جنوب غرب البلاد واقعةً تحت السيطرة الأجنبية. إذ سيطر الإنجليز على باريس وروان، بينما سيطر البورغنديون على ريمس التي كانت الموقع التقليدي لتتويج ملوك فرنسا. فرض الإنجليز الحصار على أورليان، إحدى المدن القلائل التي استمرت في موالاتها للعرش الفرنسي، كما كانت تمثل موقعاً استراتيجياً هاماً على طول نهر اللوار، وشكلت بذلك العقبة الأخيرة في وجه الهجوم الإنجليزي على ما تبقى من المعاقل الفرنسية. وعلى حد قول أحد مؤرخي العصر الحديث : "كان مصير المملكة الفرنسية معلّقاً بشكل كامل حول مصير أورليان".[19] ولم يكن من المتوقع بتاتاً أن تصمد المدينة طويلاً في وجه الحصار المفروض عليها.[20]
                                                    حياتها
                                                    مكان ميلاد جان دارك هو متحف في الوقت الحاضر.

                                                    جان دارك هي ابنة جاك دارك وإيزابيل روميه.[21] كان والداها يعملان بالفلاحة في قرية صغيرة تُدعى دومريميه الواقعة آنذاك في دوقية بار، أو ما يُعرف حالياً بإقليم فوج في منطقة لورين غرب نهر الميز، في حين كان الجزء الآخر من الدوقية (شرق النهر) تابعاً للإمبراطورية الرومانية المقدسة. سُمّيت قرية دومريميه بعد انضمام دوقية بار إلى منطقة لورين باسم (Domrémy-la-Pucelle) تكريماً لجان دارك.[22] كان لوالدا جان ما يقارب العشرين هكتاراً من الأراضي الزراعية، وكان والدها، بالإضافة إلى عمله بالمزرعة، بمثابة المسؤول عن القرية، يقوم بتحصيل الضرائب ويترأس لجنة الرقابة المحلية.[23] كانت عائلة دارك تعيش في رقعةٍ معزولةٍ في شرقيّ فرنسا، محافظة على ولائها للتاج الفرنسي على الرغم من إحاطة أراضي البورغنديين بها. تعرضت دومريميه لعدة غارات خلال طفولة جان أدّت إحداها إلى إحراق القرية.

                                                    قالت جان دارك أثناء محاكمتها أنّ عمرها كان 19 عاماً، مما يعني أنها ولدت في حوالي عام 1412م. كما قالت أنها رأت أول رؤيا لها عام 1424 عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، حيث رأت عندما كانت وحيدةً في أحد الحقول رئيس الملائكة ميخائيل، وكاترينا الإسكندرانية، والقديسة مارغريت الذين طلبوا منها إجلاء الإنجليز من البلاد وإعادة ولي العهد إلى ريمس من أجل تتويجه ملكاً. وقالت جان دارك بأنها بكت حين غادروا، إذ كانوا غايةً في الجمال.[24]

                                                    عندما بلغت السادسة عشرة من عمرها، طلبت جان دارك من أحد أقربائها -دوران لاسوا- اصطحابها إلى قرية فوكوليغ المجاورة، لتطلب من قائد الحامية الكونت روبر دو بودريكور الإذن لها بالذهاب إلى البلاط الملكي في شينو الواقعة غرب البلاد. كان رد الكونت على طلبها رداً ساخراً، إلا أنه لم يردعها من الهدف الذي جاءت من أجله.[25] عادت جان دارك إلى هناك مرةً أخرى بعد عدة شهور وحصلت على تأييد اثنين من أصحاب المكانة والنفوذ، هما جان دو متز وبرتران دو بولِنجي.[26] شاركت جان دارك نتيجةً لذلك في إحدى الإجتماعات وعادت مشاركتها عليهم بالنفع، حيث تنبأت بحدوث انسحاب عسكري بالقرب من أورليان.[27]
                                                    بزوغها
                                                    1415-1429
                                                    أراضي تحت حكم هنري السادس ملك إنجلترا
                                                    أراضي تحت حكم فيليب الثالث البورغندي
                                                    أراضي تحت حكم شارل السابع ملك فرنسا
                                                    المعارك الرئيسية
                                                    الهجوم الإنجليزي عام 1415 رحلة جان دارك من دومريميه إلى شينو رحلة جان دارك إلى ريمس عام 1429

                                                    منح روبِر دو بودريكور جان دارك فرصة مرافقته لشينو بعد سماعه لخبر تحقق نبوءتها بالانسحاب العسكري. قطعت جان دارك هذه الرحلة عبر أراضي البورغنديين متنكرةً بهيئة رجل.[28] أثارت جان إعجاب شارل السابع فور وصولها الديوان الملكي حيث عقد معها اجتماعاً سريّاً. في ذلك الحين، كانت يولاند الأراغونية -حماة شارل- تموّل بعثة إغاثة إلى أورليان، فطلبت جان دارك السماح لها بالذهاب مع القوات المرسلة على هيئة فارسة، واعتمدت على التبرعات في الحصول على الدروع، والخيل، والسيف وغير ذلك. يفسّر المؤرخ ستيفن ريتشي انجذاب جان للبلاط الملكي بأنهم صوّروها على أنها مصدر الأمل الوحيد لنظام كان على وشك الإنهيار:
                                                    ” بعد سنوات من الهزائم المذلّة المتتالية، أصاب الإحباط كلاً من القيادة العسكرية والمدنية في فرنسا وأفقدها مصداقيتها. وعندما طلب شارل من جان دارك الإستعداد للحرب ووضعها على رأس الجيش، كان خياره مستنداً إلى حقيقة أن كل حل عقلاني قد حُكم عليه بالفشل. ولم يكن لجيش أن يلتفت إلى فتاة فلاحة أميّة تزعم بأن صوتاً من الله يرشدها لقيادة جيش بلادها إلّا إن كان هذا الجيش قد وصل إلى أعلى درجات اليأس. “
                                                    جان دارك على صهوة جوادها. رسمة من مخطوطة تعود لعام 1505.

                                                    قلبت جان الصراع الإنجليزي الفرنسي الطويل حرباً دينيةً فور وصولها.[29] كان مستشارو شارل قلقين من أن تكون جان زنديقة أو مشعوذة مما يعطي الفرصة للأعداء للقول بأن مملكة شارل هي هدية له من الشيطان. وفي سبيل التخلص من هذه الاحتماليّة، أمر شارل بإرسال فرقة تحقيقات ولجنة اختبار لاهوتية من بواتييه للتحقق من أخلاقيّات جان دارك. في أبريل 1429، أعلنت اللجنة المرسلة بأنها: "لا غبار عليها، مسيحية جيدة تمتلك فضائل التواضع والصدق والبساطة"."[29] لم يصدر اللاهوتين أحكامهم بناءً على ادعائها الوحي الإلهي، بل أبلغوا شارل أنه سيكون من الجيّد إضفاء الطبيعة الإلهية على مهمة جان دارك. كان هذا كافياً بالنسبة لشارل، لكنهم أعادوا الكرة إلى ملعبه عندما أخبروه بأنه يجب أن يُخضع جان لاختبار، حيث قالوا: "إن الشك فيها أو التخلي عنها دون دليل على شرّها سيكون نبذاً للروح القدس ولن يستحقوا حينها مساعدة الله".[30] وسيكون اختبار حقيقة ادعاءاتها متمثلاً في رفعها للحصار عن أورليان.

                                                    وصلت جان إلى أورليان في 29 أبريل 1429، لكن جان دو دنوا القائم بمهام رئيس الأسرة الدوقيّة استبعدها في البداية من مجالس الحرب ولم يبلغها عندما اشتبكت قواتهم مع الأعداء.[31] على الرغم من ذلك، لم تمنع هذه الإستبعادات من وجودها في معظم المجالس والمعارك.

                                                    إن مدة القيادة العسكرية الفعلية لجان دارك هي موضع جدل تاريخي. يقول المؤرخون التقليديون -أمثال إدوار بيروي- أنها كانت مجرّد حاملةّ للواء الجيش ترفع من معنويات الجيش بشكل رئيسي.[32] يعتمد هذا القول غالباً على شهادتها في المحكمة عندما قالت بأنها تفضل حمل اللواء على السيف. بينما هناك دراسات حديثة تؤكد على أن قادة الجيش كانوا يكنّون لها الاحترام باعتبارها مخططة ماهرة ومحللة إستراتيجية خبيرة. من الأمثلة على هذه الدراسات ما قاله ريتشي: "لقد قادت الجيش إلى سلسلة من الانتصارات المذهلة التي غيّرت من مجرى الحرب"."[28] وفي الحالتين، يتفق المؤرخون على أن الجيش حقق نجاحاً كبيراً خلال مسيرتها الوجيزة.[33]
                                                    القيادة
                                                    «أريد أن أُعلمكم أنه هنا، وفي غضون ثمانية أيام، طردنا الإنجليز من جميع المناطق الواقعة على اللوار من خلال الهجوم أو غيره من الوسائل، لقد قتلنا منهم ومنهم أخذنا أسرى وتمكنا من إحباطهم. صدّقوا ما سمعتم عن إيرل سافولك، واللورد لابول وشقيقه، واللورد تالبوت، واللورد سكيلز، والسير فاستولف، والعديد من الفرسان والقادة الذين هزمناهم.[34]»
                                                    رسالة جان دارك إلى أهل تورناي، 25 يونيو 1429.

                                                    رفضت جان دارك سياسة الحذر التي تميّزت بها القيادة الفرنسية خلال الحملات السابقة. حيث أنه خلال الشهور الخمسة السابقة لوصولها قام المدافعون عن أورليان بتصعيد حربي واحد فقط وانتهى بنتيجة كارثية عليهم. في الرابع من مايو، هاجم الفرنسيون حصن سان لوب واستولوا عليه، تبعتهم جان في اليوم التالي واستولوا على حصن سان جان لو بلان الذي كان خالياً حين وصولهم. في السادس من مايو، عارضت جان دارك دان دو دنوا خلال مجلس حرب مطالبةً بشن هجوم آخر على العدو. أمر دو دنوا بإغلاق أبواب المدينة لتأمين عدم وقوع معارك أخرى، لكن جان دارك استدعت سكان المدينة وجنودها وأجبرت الرئيس على فتح البوابات. وبمعونة قائد واحد فقط تمكنت جان من الاستيلاء على حصن سان أوغستين. علمت جان في تلك الأمسية أنها قد استُبعدت من أحد مجالس الحرب حيث قرر القادة انتظار وصول التعزيزات قبل القيام بأي تصرف آخر. وبغض النظر عن صدور هذا القرار، أصرت جان على الهجوم على معقل الإنجليز الرئيس الذي يُدعى لي توريل في السابع من مايو.[35] أقرّ المعاصرون لها ببطولتها بعد إصابتها في عنقها بسهم وإكمالها القتال.[36]

                                                    أدّى الانتصار المفاجئ في أورليان إلى العديد من المقترحات لاتخاذ مزيد من الإجراءات الهجومية. وتوقّع الإنجليز محاولةً فرنسية لاستعادة باريس أو هجوماً على نورماندي. في أعقاب الانتصار المفاجئ، أقنعت جان شارل أن يمنحها حق مشاركة قيادة الجيش مع دوق ألونسون جان الثاني، كما حصلت على إذن ملكي للسماح لها بتنفيذ خطتها المتمثلة في استعادة الجسور الواقعة على طول اللوار تمهيداً لاستعادة ريمس وتتويج شارل السابع. كان هذاالإقتراح جريئاً لأن ريمس كانت تبعد ضعف المسافة التي تبعدها باريس تقريباً، كما أنها كانت في عمق أراضي الأعداء.[37]
                                                    دخول جان دارك إلى ريمس.

                                                    استعاد الجيش الفرنسي جارجو في الثاني عشر من يونيو، ثم من سيور لوار بعدها بثلاثة أيام، ثم بوجنسي بعدها بيومين. وافق دوق ألينسون على جميع قرارات جان دارك، كما أُعجب بها القادة الآخرون أمثال جان دو دنوا الذي أُعجب بأدائها في أورليان ليصبح أحد مؤيديها. كما دان لها دوق ألينسون بحياته بعدما أنقذته في جارجو، حيث حذرته من هجوم مدفعي وشيك.[38] وخلال المعركة نفسها صمدت جان أمام ضربة مدفعية موجهة إليها أثناء صعودها على أحد السلالم. وكما كان متوقعاً، وصلت قوة إغاثة إنجليزية إلى المنطقة في الثامن عشر من يونيو بقيادة السير جون فاستولف. هاجمت طلائع الجيش الفرنسي الإنجليز قبل أن ينهي الرماة الإنجليز استعداداتهم الدفاعية، تبع ذلك إلحاق هزيمة ساحقة بالجيش الإنجليزي الذي قُتل وأُسر معظم قادته. تمكّن فاستولف مع فرقة صغيرة من الجنود من الفرار واتخذوه كبش فداء لهزيمة الإنجليز المذلّة، بينما كانت الخسائر الفرنسية محدودةً جداً.[39]
                                                    جان لدى تتويج شارل السابع، بريشة جان أوغست دومينيك آنغر (1854). إحدى اللوحات التي حاول فيها الرسَّامون إظهار المعالم الأنثويَّة في شخصيَّة جان دارك. لاحظ الشعر الطويل والتنورة مثلًا.

                                                    انطلق الجيش الفرنسي إلى ريمس من جيان سيور لوار في التاسع والعشرين من يونيو وقبل الإستسلام المشروط الذي أعلنته ، في الثالث من يوليو، مدينة أوكسير التي كانت تخضع لحكم البورغنديين. كما عادت غيرها من البلدات الواقعة في طريق الجيش إلى الولاء للحكم الفرنسي دون مقاومة.واستسلمت تروا -المدينة التي وقعت فيها معاهدة تروا التي نصّت على حرمان شارل السابع من وراثة الحكم- بعد حصار سلمي دام لأربعة أيام.[40] عانى الجيش من نقص من الغذاء حين وصل إلى تروا، لكنّ الحظ حالفه. كان في تروا راهب يُدعى ريتشارد يتجول في أرجاء المدينة يخبر أهلها بقرب نهاية العالم وأقنع السكان المحليين بزرع الفاصولياء وهو محصول سريع الحصاد، وكانت الفاصولياء قد نضجت في حين وصول الجيش الجائع إلى المدينة.[41]
                                                    «يا أمير بورغندي، إني أصلّي من أجلك، وإني أرجوك وأتوسل إليك بتواضع أن لا تبدأ أي حرب أخرى مع المملكة الفرنسية المقدسة. اسحب أناسِك من مناطق وحصون هذه المملكة المقدسة، وبالنيابة عن ملك فرنسا الكريم أقول لك أنه مستعد لإقامة السلام معك على شرفه.[42]»
                                                    رسالتها إلى فيليب دوق بورغندي، 17 يوليو 1429.

                                                    فتحت ريمس أبوابها للجيش الفرنسي في السادس عشر من يوليو، وتمّ التتويج الملكي في صباح اليوم التالي. وعلى الرغم من حثّ جان دارك ودوق ألينسون على مسيرة سريعة إلى باريس، إلّا أن البلاط الملكي فضّل إقامة هدنة مع فيليب دوق بورغندي. خرق فيليب الهدنة مع الفرنسيين، حيث استخدمها كتكتيك للمماطلة بهدف تعزيز دفاعات باريس.[43] سار الجيش الفرنسي عابراً العديد من البلدات التي قبلت الإستسلام بسلام، بينما خرج دوق بيدفورد بقوة إنجليزية للتصدي للفرنسيين ووقعت بينهما مواجهة في الخامس عشر من أغسطس، تلا ذلك هجوم فرنسي على باريس في الثامن من سبتمبر. وعلى الرغم من إصابة جان بسهم في ساقها، إلّا أنها تمكنت من مواصلة قيادة القوات حتى نهاية القتال في ذلك اليوم. وفي صباح اليوم التالي، تلقّت جان أمراً ملكياً بالانسحاب يإيعاز من جورج دو لا تريموا. يُلقي معظم المؤرخين اللوم على جورج -الذي كان يعمل بمثابة مستشار في البلاط الملكي- بسبب الأخطاء السياسية التي ارتكبها في فترة ما بعد التتويج الملكي.[44] حاصر الجيش الملكي عدّة بلدات أخرى واستولى عليها فيما تبقّى من العام 1429، وفي التاسع والعشرين من ديسمبر، مُنحت جان وعائلتها شرف النبالة.
                                                    الأسر
                                                    البورغنديون يقبضون على جان دارك في كومبيين. لوحة جدارية، البانثيون،باريس.

                                                    عقد الفرنسيون هدنةً مع الإنجليز خلال الأشهر القليلة التي تلت الأحداث السابقة، الأمر الذي أدى إلى التقليل من عمل جان دارك. وفي الثالث والعشرين من مارس 1430، أرسلت جان رسالة تهديد إلى الهوسيين، وهم جماعة اختلفت مع الكنيسة الكاثوليكية في عدد من النقاط العقائدية وتمكنوا من هزيمة عدّة حملات كنسية أرسلت ضدهم. وعدت جان في رسالتها بالتخلص من جنونهم وخزعبلاتهم الفاسدة، واعدةً إياهم بالتخلص إمّا من هرطقتهم أو من حياتهم.[45] انتهت الهدنة بين الإنجليز والفرنسيين سريعاً، ورحلت جان إلى كومبيين في مايو للمساعدة في الدفاع عن المدينة في وجه الحصار الإنجليزي البورغندي المشترك. أدى وقوع اشتباك بين الطرفين في الثالث والعشرين من مايو إلى وقوعها في الأسر بعدما حاولت قواتها الهجوم على أحد معسكرات البورغنديين.[46] حيث كانت جان قد أمرت بتراجع قواتها إلى الحصون المجاورة في كومبيين بعد وصول قوة إضافية بلغ عددها 6,000 إلى البورغنديين.[46] تمكّن البورغنديون من الإحاطة بالحرس الخلفي الفرنسي، وأسُقطت جان دارك من فرسها بوساطة أحد الرماة، وتمكنوا من القبض عليها على الرغم من رفضها الإستسلام في البداية.[47]

                                                    كان من المعتاد أن تقوم أسرة الأسير بتقديم فدية مقابل تحريره، لكن جان دارك كانت ظرفاً استثنائياً. ويُدين العديد من المؤرخين شارل السابع لعدم تدخله. حاولت جان الهرب عدّة مرات، قفزت في إحدى هذه المحاولات من برج يبلغ ارتفاعه 21 متراً، ليتم نقلها إلى مدينة أراس البورغندية.[48] تمكّنت الحكومة الإنجليزية بعد المفاوضات من شرائها من فيليب دوق بورغندي. لعب الأسقف بيير كوشون دوراً بارزاً في هذه المفاوضات بالإضافة إلى دوره في محاكمتها لاحقاً.[49]
                                                    المحاكمة
                                                    المكان الذي حُجزت فيه جان دارك أثناء محاكمتها. أصبح يُعرف بعد ذلك ببرج جان دارك.

                                                    كانت محاكمة جان دارك بتهمة الهرطقة محاكمةً ذات دوافع سياسية. حيث ادّعى دوق بيدفورد أحقيته بالعرش الفرنسي بالنيابة عن ابن أخيه هنري السادس، في حين كانت جان دارك الشخص المسؤول عن تتويج غريمه شارل السابع، وبالتالي فإن إدانة جان دارك ما هي إلا محاولة للنيل من شرعية الملك الفرنسي. بدأت الإجراءات القانونية في التاسع من يناير 1431 في روان مقر حكومة الإحتلال الإنجليزي.[50]
                                                    جان دارك يستجوبها الكاردينال وينتشتر في زنزانتها. بريشة هيبوليت ديلاروش، 1824، متحف الفنون الجميلة، روان، فرنسا.

                                                    كانت محاكمة جان دارك غير نظامية للعديد من الأسباب: بموجب القانون الكنسي، لم يكن للأسقف بيير كوشون سلطة للحكم في القضية.[51] خصوصاً وأنه نال منصبه بفضل دعم حزبه السياسي للحكومة الإنجليزية التي موّلت المحاكمة. كما أن كاتب العدل نيكولاس بايلي كُلّف بجمع الأدلة لإدلاء شهادة ضد جان دارك، إلّا أنه لم يجد أي دليل.[52] وبدون هذه الأسباب افتقرت المحكمة لأسباب بدء المحاكمة. لكن المحكمة افتُتحت على الرغم من ذلك، بل وانتهكت القانون الكنسي بإنكارها حق جان بالحصول على مستشار قانوني. وعند افتتاح أول محاكمة عامّة، اشتكت جان من أن جميع الحاضرين كانوا شخصيات حزبية مناهضة لها، وطلبت دعوة رجال الكنيسة من الجانب الفرنسي.[53]

                                                    بيّن سجل محاكمت جان دارك ذكاءً ودقةً ملحوظة اتصفت بهما، ولعل أشهر ما يدل على ذلك سؤالاً وجّه لها كان "هل تعرفين إذا ما كنتِ بنعمة من الله؟" وكانت إجابتها: "إذا لم أكن، فلعلّ الله يضعني هناك. وإذا كنت، فلعلّ الله يحفظني".[54] كان هذا السؤال فخاً فاشلاً من علماء الدين، حيث أن عقيدة الكنيسة تقول أنه لا يوجد أحد يعلم يقيناً إذا ما كان بنعمة من الله. فإن أجابت جان بنعم تكون قد أدانت نفسها بتهمة الهرطقة، وإن أجابت بلا تكون قد اعترفت بذنبها. قال كاتب العدل الذي كان متواجداً حينها أنه في اللحظة التي استمعت فيها المحكمة إلى هذا الرد "شعر الذين كانوا يستجوبونها بالذهول".[55] وفي القرن العشرين، أُعجب جورج برنارد شو بهذا الحوار لدرجة أن أقساماً من مسرحية "القديسة جان" كانت ترجمة حرفية لسجل المحاكمة.[56]

                                                    شهد العديد من موظفي المحكمة فيما بعد أنه تم تغيير أجزاء كبيرة من المحضر ازدراءً لجان دارك. وعمل العديد من رجال الدين في هذه المحكمة مُكرهين ومنهم المحقق ذاته، كما أن بعضهم تلقّى تهديدات بالقتل من الإنجليز. كان من المفترض أن توضع جان في سجن الكنيسة تحت إشراف حارسات (أي راهبات) وذلك وفقاً لمبادئ التحقيق المعمول بها. بدلاً من ذلك، وضعها الإنجليز في سجن غير ديني بحراسة جنود يعملون فيه. كما ورفض الأسقف كوشون نداءات جان للبابا، التي كانت كفيلةً بإيقاف الإجراءات القانونية.[57]

                                                    كانت بُنود الاتِّهام الاثنا عشر المُلخِّصة ما توصَّلت إليه المحكمة تتناقضُ مع السجلَّات المحفوظة المُتلاعب بها أصلًا.[58] فقد وقَّعت المُتَّهمة الأُميَّة على وثيقة تبرُّؤ لم تفهم مغزاها تحت ضغط وتهديد الإعدام الفوري. ثُمَّ قامت المحكمة باستبدال تلك الوثيقة الأصليَّة بأُخرى مُزوَّرة.[59]
                                                    الإعدام
                                                    جان دارك وقت إعدامها على العمود، بريشة هرمان ستيلك (1843).[60]
                                                    تمثال لِجان دارك على مقرِبةٍ من موقع إعدامها، من صنع مكسيم ريال ديل سالتيه، 1928.[61]

                                                    كانت الهرطقة في ذلك الزمن جريمةً يُعاقب عليها بالإعدام فقط إن أصرَّ المُتهم عليها وكررها أكثر من مرَّة. وافقت جان دارك على ارتداء ملابس نسائيَّة بعد أن تمَّت تبرأتها، وبعد بضعة أيَّام أخبرت أحد أعضاء المحكمة أنَّ "لوردًا إنجليزيًّا كبيرًا دخل عليها في زنزانتها وحاول الاعتداء عليها واغتصابها".[62] فعادت إلى ارتداء الملابس الرجاليَّة كي تحول دون انتهاك حرمة جسدها، ويُشيرُ البعض إلى أنَّها ارتدت ملابس الرِّجال مُجددًا خلال شهادة جان ماسيو لأنَّ ثوبها سُرق منها ولم يكن لديها ما ترتديه.[63] أشار رجالُ الدين الفُقهاء خلال المُحاكمة أنَّ سلامة المُتهمة كانت تقتضي أن تتنكَّر بملابس غُلامٍ أو وصيفٍ لفارس كي تعبر أراضي العدو بأمان، وأنَّ نفس المبدأ يُجيزُ لها ارتداء الدرع خلال المعارك. تُشيرُ مجموعة سجلَّات العذراء (بالفرنسية: Chronique de la Pucelle) أنَّ ارتدائها الدرع برره الكهنة وجعلوه مشروعًا في حالتها لأنه كان سيدفع عنها مُحاولات التحرّش من الجنود طيلة فترة العسكرة في أرض المعركة. وأشار رجالُ الدين الذين أدلوا بشهادتهم بعد إعادة المُحاكمة التي تمَّت بعد إعدام جان دارك، أنَّ الأخيرة فعلًا استمرَّت ترتدي ملابسًا رجاليَّة طيلة فترة سجنها خوفًا من أن يعتدي عليها أحد الحُرَّاس بالاغتصاب، أو أن يتحرَّش بها على الأقل.[64] فقد أُشير إلى أنَّ ارتدائها هذه الملابس من شأنه أن يدفع أي شخص يُفكّرُ بالاعتداء عليها، فإمَّا أن يُخطئها ويعتقدها رجل، أو ينفر منها بسبب مظهرها غير المألوف.[65]

                                                    ذكرت جان دارك وقائع الأحداث التي خاضتها كاملةً إلى مبعوثي بواتييه عندما أتوها يستفسرون عن الأمر، وعلى الرُغم من أنَّ الوثائق الخاصَّة التي دوَّنها رجالُ الدين البواتييون اندثرت جميعها، غير أنَّ بعض المؤرخين يُشيرُ إلى أنَّ بعض الوقائع تُفيد بموافقة هؤلاء على مُمارسات جان دارك، وبتعبير مُبسَّط يقول هؤلاء: أنَّها كانت تقوم بدورٍ ينبغي على رجلٍ أن يقوم به، لذا كان من المُلائم لها أن ترتدي ما يتلائمُ مع هذا الدور.[66] أيضًا فقد حافظت على شعرها قصيرًا طيلة معاركها وطيلة فترة بقائها في السجن. وكان بعض مؤيديها، مثل العلَّامة الكاهن جان جيرسون يُدافع عن قصَّة شعرها الذكوريَّة، وكذلك فعل المُحقق بريهال خلال إعادة المُحاكمة.[67] على الرُغم من ذلك، أُدينت جان دارك بتُهمة الهرطقة خلال المُحاكمة سنة 1431م، وحُكم عليها بالإعدام.

                                                    وصف شهودٌ عيان إعدام جان دارك حرقًا بالنَّار يوم 30 مايو 1431م، فأُشير إلى أنَّها رُبطت بعمودٍ طويل في السوق القديم بمدينة روان، وقبل إضرام النار فيها طلبت من كاهنين هُما: الأب مارتن لادفينو والأب إيسمبارت دي لا بيير أن ينصبا صليبًا مُقابلها. كما قام جُندي إنجليزي بصنع صليبٍ صغير وضعته قرب ثوبها. وبعد موتها، قام الجنود الإنجليز بإزالة الحطب المُتفحِّم ليكشفوا جسدها المُتفحِّم كي لا يقول أحد العامَّة أنها هربت بمُعجزة دون أن يُصيبها ضرر، ثُمَّ أُحرقت الجُثَّة مرَّتين حتى استحالت رمادًا، في سبيل منع الناس من الاحتفاظ بأيِّ أثرٍ من الفتاة يتخذونه للتبرُّك. ثمَّ قام الإنجليز برمي الرَّماد في نهر السين من على الجسر الوحيد المُسمّى "ماتيلدا".[68] أشار الجلَّاد جيفري ثريدج في وقتٍ لاحق أنَّه خاف خوفًا عظيمًا من أن يلعنه الله بعد فعلته هذه.[69]
                                                    فترة ما بعد وفاتها

                                                    استمرت حرب المئة عام 22 عاماً بعد وفاة جان دارك، نجح خلالها شارل السابع في المحافظة على شرعية ملكه لفرنسا على الرغم من التتويج الذي أُقيم لغريمه هنري السادس في ديسمبر 1431 والذي صادف بلوغ الملك الإنجليزي سن العاشرة. خسرت إنجلترا تحالفها مع البورغنديين بموجب معاهدة أراس عام 1435 قبل أن تتمكن من إعادة بناء قوتها العسكرية التي خسرتها عام 1429. بالإضافة إلى ذلك، توفي دوق بيدفورد الوصي على العرش في سبتمبر من العام ذاته ليصبح بذلك هنري السادس أصغر ملك إنجليزي يحكم بلا وصي، وكانت قيادته الضعيفة أحد أهم العوامل التي أنهت الصراع. أثر استخدام جان دارك المكثف للمدفعيات وأسلوب المجابهة وجهاً لوجه على التكتيكات الفرنسية لبقية الحرب على حد تعبير المؤرخة كيلي دايفرس.[70]

                                                    في عام 1452، وخلال التحقيق في قضية إعدامها، أعلنت الكنيسة أن مسرحية دينية ستُقام على شرفها في أورليان وسيكون من شأنها منح الغفران للحضور من خلال جعل هذا الحدث موقعاً للحج.
                                                    إعادة المحاكمة

                                                    فُتحت ملفات محاكمة جان دارك مرةً أخرى بعد أن وضعت الحرب أوزارها. أذن البابا كاليستوس الثالث ببدء هذه الإجراءات -التي عُرفت باسم "بطلان المحاكمة"- بناءً على طلب المحقق العام جان بريال وإيزابيل روميه والدة جان دارك. كان الهدف من إعادة المحاكمة هو التحقيق في ما إذا كانت قد تمّت بشكل عادل ووفقاً للقانون الكنسي. بدأ بريال بالتحقيق عام 1452، وتمّ استئنافه رسمياً في نوفمبر 1455. شملت التحقيقات المستأنفة رجال دين من جميع أنحاء أوروبا واتّبعت الإجراءات القضائية المعمول بها في المحاكم، وقام فريق من اللاهوتيين بتحليل شهادة 115 شاهد. أعلن بريال ملخص ما توصل إليه في يونيو 1456، وهو اعتبار جان دارك شهيدة وكذلك ضلوع الأسقف الراحل بيير كوشون بالهرطقة بسبب إدانته لإمرأة بريئة في سعيه لتحقيق ثأره. وكان السبب الفعلي لإعدامها هو ما يتعلق بقانون اللباس في الكتاب المقدس.[71][72]
                                                    التقديس

                                                    أصبحت جان دارك رمزاً للرابطة الكاثوليكية في فرنسا خلال القرن السادس عشر. وعندما أصبح فيليكس دوبانلوف أسقف أورليان عام 1849، قام بإغداق المديح على جان دارك مما جذب انتباه كلٍ من إنجلترا وفرنسا على حدٍ سواء، كما قام بجهودٍ توّجت بتطويب جان دارك عام 1909. ثمّ أعلن البابا بندكت الخامس عشر جان قديسةً في 16 مايو 1920، لتصبح واحدة من أكثر القديسين شهرةً في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.[73]
                                                    الإرث
                                                    توقيع يحمل اسم جان.

                                                    باتت جان دارك شخصيةً شبه أسطورية لأربعة قرون بعد وفاتها. كان المصدر الوحيد للمعلومات المتعلقة بها مستسقاً من سجلات تاريخ السيَر. كما ظهرت خمس مخطوطات أصليّة لمحاكمة إدانتها في أرشيفات قديمة خلال القرن التاسع عشر. كما وجد المؤرخون سجلات إعادة المحاكمة كاملةً، احتوت على شهادات مأخوذة من 115 شاهد، بالإضافة إلى المدونات الفرنسية الأصلية المتعلقة بمحضر محكمة الإدانة المخطوط باللاتينية. ظهرت بالإضافة إلى ما سبق العديد من الوثائق المعاصرة الأخرى ثلاثة منها يحملون توقيع جان (Jehanne) بخط يدل على عدم إلمام كاتبه بالكتابة.[74] هذا الغنى غير العادي من المصادر الأوليّة هو أحد أسباب قول المؤرخة دايفرس الذي معناه: "لم يكن هناك موضوع دراسة لأي شخص عاش في العصور الوسطى سواءً كان ذكراً أو أنثى كما كان لجان دارك".[75]

                                                    جاءت جان دارك من قرية مجهولة وبرزت على الساحة عندما كانت في سن المراهقة كفلاحة غير متعلمة. وبينما برر الملوك الفرنسيون والإنجليز الحرب الجارية بتأويلاتهم للقانون السالي ذا الألف عام، إلا أن الصراع في الحقيقة كان يتمحور حول الوراثة بين الملوك. وقالت جان بخصوص هذا الشأن ما معناه: "أليس من الواجب أن يكون ملكنا من مملكتنا، أم هل يجدر بنا أن نكون إنجليزاً؟".[26] وعلى حد تعبير ستيفن ريتشي: "فقد حولت جان دارك ما كان مجرّد شجار بين الأسر الحاكمة لم يسبّب للناس سوى المعاناة إلى حرب ذات شغف شعبي بالتحرر الوطني."[76] كما يقول ريتشي:[28]

                                                    جان دارك تحدث الناس الذين عاشوا على مدار الخمسة قرون التي تلت وفاتها عن جان واصفين إياها بكل شيء: متعصبة للشيطان، روحانية متصوفة، ساذجة وأداة استُخدمت بشكل مأساوي، رمز الوطنية الشعبية الحديثة، بطلة معشوقة، قديسة. أصرت جان دارك بالرغم من تهديدها بالتعذيب ومواجهتها للموت حرقاً على أنها كانت تسترشد بأصوات من الله. وسواءً كان ذلك صحيحاً أم لا، تُجبر إنجازاتها أي شخص يعرف قصتها بأن يهز رأسه في دهشة وعجب.

                                                    جان دارك
                                                    تمثالٌ من الذهب لِجان دارك في قصر الأهرام بباريس، من تصميم عمانوئيل فريميه.

                                                    لطالما كانت نظرة النساء إلى جان دارك نظرة إيجابية باعتبارها مثالاً للمرأة الشجاعة وذلك منذ زمن كريستين دي بيزان وحتى الوقت الحاضر.[77] قدمت النساء في حياة جان بعضاً من أهم المساعدات التي قُدمت لها، فوالدة شارل السابع -يولاندا الأراغونية- أكدت على عذرية جان وكانت هي من موّل رحلتها إلى أورليان. كما أن جان عمة كونت لوكسمبورغ كانت المرأة التي وضعت جان دارك بعهدتها بعد أسرها في كومبيين، كما ساعدت في تخفيف الأوضاع التي واجهتها جان دارك أثناء الأسر، بالإضافة إلى كونها سبب في تأخير عملية بيع جان دارك للإنجليز. وأخيراً آن دوقة بيدفورد وزوجة الوصي على العرش الإنجليزي، التي أعلنت عذرية جان خلال التحقيقات التي سبقت محاكمتها،[78] مما كان سبباً بطريقة أو بأخرى في عدم اتهام المحكمة لجان دارك بممارسة السحر. كل هذا كان جزءاً من الأساس الذي انطلق منه تقديس جان دارك والدفاع عنها.

                                                    باتت جان دارك رمزاً سياسياً في فرنسا منذ عهد نابليون بونابرت. وبينما ركّز الليبراليون على أصولها المتواضعة، كان تركيز المحافظين الأوائل على دعمها للنظام الملكي، بينما شدّد المحافظون فيما بعد على القومية التي اتصفت بها الفتاة الفرنسية. استخدمت كل من حكومة فيشي والمقاومة الفرنسية جان دارك في شعاراتها خلال الحرب العالمية الثانية. ففي حين اعتمدت دعاية حكومة فيشي على التذكير بحملتها ضد الإنجليز من خلال ملصقات تُظهر الطائرات الحربية البريطانية تقصف روان لإظهار العواقب المشؤومة التي يحملها الإنجليز للفرنسيين الذين "دائماً ما يعودون إلى مسرح جرائمهم"، إلا أن المقاومة شددت على محاربتها للمحتل الأجنبي أياً كان، كما شددت على جذورها التي تعود إلى لورين التي كانت قد سقطت في قبضة الحكم النازي.
                                                    تمثال لِجان دارك على صهوة حصانها رافعةً سيفها في إشارةٍ للنصر، في ساحة قصر كتيبة الشرف في سان فرانسيسكو.

                                                    سُمّيت ثلاث سفن منفصلة في البحرية الفرنسية باسم جان دارك تيمناً بها، من ضمنها حاملة مروحيات، التي تم التخلص منها في سبتمبر 2010.[79] كما أن ثاني أحد من مايو هو عطلة مدنية في فرنسا تكريماً لجان دارك.[80]

                                                    كان فيليب ألكسندر أول مؤرخ يكتب عن تاريخ جان دارك بالكامل.[81] انصب اهتمام فيليب على جان دارك في الوقت الذي كانت فرنسا لا تزال تكافح من أجل تحديد هويتها الجديدة بعد ما واجهته إبان الثورة الفرنسية والحروب النابليونية. اعتُبرت جان دارك شخصيةً وطنيةً في نظر جميع الفرنسيين باختلاف طبقاتهم وأفكارهم، فكانت رمزاً لأنصار الحكم الملكي لكونها من أشد مؤيدي الملك حينها، كما أنها كانت نموذجاً يُحتذى به بالنسبة للمتطوعين المنحدرين من طبقات اجتماعية دنيا والذين أهدوا النصر لفرنسا الثورية عام 1802 بصفتها شخصية وطنية من عوام الناس. كما أنها كانت شخصيةً شعبيةً بين أفراد الطائفة الكاثوليكية التي مثلت الغالبية الساحقة من المجتمع الفرنسي باعتبارها شهيدةً دينيةً.

                                                    أُلّفت العديد من الأعمال الفنيّة التي تتحدث عن جان دارك منذ وفاتها سواءً كانت أفلاماً أو كتباً أو غير ذلك. ومن أشهر هذه الأعمال مسرحية هنري السادس الجزء الأول لويليام شكسبير، ومسرحية عذراء أورليان لفريدريش شيلر، ومسرحية القديسة جان لجورج برنارد شو، وقصيدة عذراء أورليان لفولتير، وغيرها. كما أن ظهورها في السينما والمسرح والتلفزيون وألعاب الفيديو والموسيقى ما زال متواصلاً حتى يومنا هذا.
                                                    الرؤى
                                                    جان دارك، بريشة يوجين ثيريون (1876)، تُظهرُ الفتاة اليافعة في رؤيا مع رئيس الملائكة ميخائيل. إنَّ اللوحات العائدة لأواخر القرن التاسع عشر مثل هذه غالبًا ما كانت تحملُ إيحائات سياسيَّة بسبب تنازل فرنسا عن بعض الأقاليم لصالح ألمانيا في سنة 1871.

                                                    ظلّ موضوع ادّعاء جان دارك مشاهدتها لرؤى دينيّة موضع اهتمام حتى وقتنا الحاضر. ففي حين أجمع العلماء على صدق إيمانها، حيث أنها قالت بأن القديسة مارغريت، والقديسة كاترينا، والقديس ميخائيل كانوا مصدر الوحي المُنزل عليها، إلّا أن هناك بعض اللبس والغموض فيما يتعلّق بنواحٍ أخرى. يرى بعض الكاثوليك أن رؤياها كانت إلهاماً إلهياً.

                                                    واجه المؤرخون إشكاليةً في تحليل رؤى جان دارك بسبب كون المصدر الرئيسي للحصول على المعلومات حول هذا الموضوع هو محضر محاكمتها الذي تحدت فيه الإجراءات المتبعة فيما يتعلق بيمين الشاهد ورفضت فيه الإجابة على أي سؤال يتعلق بالرؤى. قالت جان دارك بأنها لا تستطيع قبول اليمين بسبب أنها قد أقسمت قبلاً على الحفاظ على سريّة لقاءاتها مع الملك. لا يزال من غير المعروف مدى التلفيقات التي دخلت على سجلات المحكمة التي ما زالت باقية من قِبل الموظفين الفاسدين، أو حتى احتمالية كذب جان دارك في سبيل حماية أسرار بلادها.[82] لا يهتم بعض المؤرخين بحقيقة رؤى جان دارك من عدمها مؤكدين على أن إيمانها فيما قامت به أكثر أهميةً من التساؤلات المطروحة حول مصدر الرؤى التي ادّعت رؤيتها.[83]

                                                    حاول بعض الباحثين في العصر الحديث تفسير رؤى جان دارك من ناحية نفسية أو عصبية. شملت التشخيصات المحتملة الصرع، والصداع النصفي، والسل، والفصام.[84] لكنهم لم يُجمعوا على أي من هذه التشخيصات المحتملة، ولعلّ سبب ذلك يرجع إلى قلّة المعلومات المتاحة عن حياة جان. كما استبعد بعض الخبراء فرضية إصابة جان بالسل وذلك يعود إلى نمط حياة جان وأنشطتها، فمن المستحيل أن تكون مصابةً بمرض بالغ الخطورة كالسل دون أن يؤثر عليها بشكل يمنعها من فعل ما فعلته خلال حياتها.[85] ورداً على النظرية القائلة أن جان عانت من مرض السل البقري نتيجةً لشربها الحليب غير المبستر، قال المؤرخ بيرجين بيرنو إن كان الحليب غير المبستر سينتج فائدة لأمّتنا كما حصل مع جان دارك، فيجدر بالحكومة الفرنسية وقف بسترة الحليب.[86]
                                                    سكان تروا يسلّمون مفاتيح المدينة إلى شارل السابع وجان دارك.

                                                    تناقض حقيقة نَيْل جان تأييد بلاط الملك شارل السابع الفرضيات القائلة بأن جان عانت من أمراض عقلية، حيث أن شارل كان بالتأكيد قادراً على تمييز "الجنون"، خصوصاً بعد معاناة والده -شارل السادس- منه. كان شارل السادس معروفاً شعبياً بلقب "شارل المجنون"، ويُعزى التراجع السياسي والعسكري الذي عانته فرنسا خلال فترة حكمه إلى الفراغ الذي عانته السلطة بسبب سلسلة نوبات الجنون التي تعرض لها الملك الفرنسي، الذي كان يعتقد أنه مصنوع من زجاج. ظهرت حينها مخاوف من أن يُعاني شارل السابع من الجنون كما حصل مع أبيه مما كان عاملاً مساعداً في محاولة حرمان شارل السابع من وراثة الحكم في تروا. ظلّ هذا الاعتقاد مستمراً بحيث أن الذين عاصروا الجيل التالي نسبوا الجنون الذي تعرض إليه هنري السادس ملك إنجلترا عام 1453 إلى عامل الوراثة، إذ أن شارل السادس هو جد هنري السادس من أمه.[87]

                                                    كان بلاط الملك شارل السابع حذراً ومشككاً في الموضوع المتعلق بالصحة النفسية.[88][89] حيث قالوا بأنه لا ينبغي تغيير أي سياسة ولو كانت طفيفة بسبب محادثة مع فتاةٍ فلاحةٍ تعيش في وهم، كما أنه لا ينبغي لنا أن نجعل من أنفسنا محط سخرية في أعين الأمم الأخرى.

                                                    لم تُظهر جان دارك أية أعراض من الأعراض المصاحبة للأمراض النفسية التي تم مناقشتها، مثل الفصام على سبيل المثال. حيث يثبت التاريخ أن جان حافظت على مهاراتها حتى وفاتها، وشهادة محاكمتها التي أظهرت ذكاءً عجيباً من جان خير دليل على ذلك. حيث أن القضاة كانوا ينتقلون من سؤال إلى آخر ومن موضوع إلى غيره للإيقاع بها، لكن وعلى الرغم من ذلك، أجابت جان على أسئلتهم بحكمة تاركةً وراءها ذكرى لا تُنسى.[90] وبسبب ردودها الدقيقة والحكيمة أثناء الاستجواب، اضطرت المحكمة إلى التوقف عن عقد الجلسات العلنية.[55]

                                                    على الرغم من أن المرض العقلي لا يتضمّن بالضرورة الضعف الإدراكي الشديد، إلا أن مختلف الحالات النفسية التي تم طرحها لشرح حالة جان دارك تشتمل على أعراض معينة تُعد معياراً للتشخيص. على سبيل المثال، يقول الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الذي أصدرته الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين أن للفصام آثار جانبية ملحوظة تتمثل في الكلام غير المنظم، السلوك الجامودي أو غير المنظم، عدم القدرة على التعبير جيداً، التسطح العاطفي والوجداني، وانعدام الإرادة، وغيرها.[91] ومن الواضح أن هذه الأعراض لا تظهر بتاتاً في جان دارك.
                                                    انظر أيضًا

                                                    شارل السادس ملك فرنسا
                                                    شارل السابع ملك فرنسا
                                                    هنري الخامس ملك إنجلترا
                                                    ماري الأنجويَّة
                                                    يولاند الأراغونيَّة
                                                    قائمة أشخاص أعدموا حرقا بتهمة الهرطقة
                                                    فيراجو (إمرأة سليطة)

                                                    1 تأسيس مدينة روما التاريخية
                                                    2 الرومان وأصلهم
                                                    3 قيام الإمبراطورية الرومانية
                                                    4 الصراع الروماني القرطاجي
                                                    4.1 انتصارات حنبعل
                                                    4.2 هزيمة حنبعل
                                                    5 عصر التوسع الروماني
                                                    6 الحكم الروماني في مصر والشام
                                                    6.1 الحكم الروماني في مصر
                                                    6.2 الحكم الروماني في الشام
                                                    7 نكبة الدولة الرومانية وانحطاطها
                                                    8 تقسيم الامبراطورية الرومانية
                                                    9 عهد قسطنطين
                                                    10 الحقبة الهوهنشتاوفنية في الإمبراطورية الرومانية المقدسة
                                                    11 العداء العربي الروماني
                                                    12 المراجع
                                                    13 الهوامش
                                                    14 انظر أيضاً
                                                    15 وصلات خارجية

                                                    تأسيس مدينة روما التاريخية

                                                    Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: تاريخ الإمبراطورية الرومانية

                                                    ليس هناك وثائق أو إثباتات تاريخية تحدد مجيء الرومان إلى شبه الجزيرة الإيطالية وتأسيسهم مدينة روما وإنما يعتمد المؤرخون على مجموعة من الأساطير والروايات التي تناقلها الأشخاص الذين درسوا التاريخ القديم على مر العصور. وتؤكد الاكتشافات الأثرية والمستندات التاريخية وقائع تأسيس القرية الصغيرة كان حول النزاع الأول بين الاخوين رومليوس وريموس حول تاسيس مدينة روما والنزاع الثاني القائم بين رية سلفا وابيها ايمليوس حول مصير الطفلين فقامت الأم برمي التوأمين في النهر التيبر ويروى كذلك ان التوامين قد رضعا الذئبة لمدة تزيد عن اسبوع.ثم عثر عليهما راعي كان يرعى بالمنطقة ونقلهما مباشرة إلى زوجته اين قاما بتربيتهما حتى بلغا السن 18 عاما روما نسبة إلى مؤسسها روميلوس ونصب نفسه ملكاً عليها كأول ملك على روما والمناطق المحيطة بها، وأسس بذلك سلسلة من الملوك، بلغ عددهم سبعة حكموا روما. وتشير الروايات إلى أن روميلوس ركز خلال تأسيس الدولة على النواحي العسكرية وقد وضع إستراتيجية تتلخص في الآتي:

                                                    السيطرة على الأراضي المحيطة بروما.
                                                    أرسى القواعد الأولى للشرائع والديانة الرومانية.
                                                    التوسع والسيطرة على الأقاليم القريبة والمجاورة.

                                                    الرومان وأصلهم

                                                    الرومان هم شعب هاجر من شرق أوروبا إلى الجزر الإيطالية ابتداء من 1200 ق.م أي القرن الثاني عشر قبل الميلادي وقاموا بتأسيس مدينة روما القديمة، ثم عمل هذا الشعب على تنظيم وتطوير مؤسساته السياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية وبدأ بالتوسع التدريجي وأسس دولة سيطرت في بادئ الأمر على شبه الجزيرة الإيطالية ثم اتسعت هذه الدولة وسيطرت على معظم العالم القديم وأصبحت حدودها شاسعة امتدت من الجزر البريطانية وشواطئ أوروبا الأطلسية غرباً إلى بلاد ما بين النهرين وساحل بحر قزوين شرقاً ومن وسط أوروبا حتى شمال جبال الألب والى الصحراء الإفريقية الكبرى والبحر الأحمر جنوباً، وبذلك كانت مثالاً على مفهوم الدولة الجامعة ذات الطابع الاستعماري.
                                                    قيام الإمبراطورية الرومانية

                                                    Crystal Clear app kdict.png طالع أيضًا: قائمة أكبر الإمبراطوريات

                                                    خريطة توضح أقصى امتداد للدولة الرومانية وذلك في عهد تراجان

                                                    أسقطت ثورة الشعب الروماني الملك الطاغية طقعينوس واعتبر الرومان عام 509 ق.م مفترقاً أساسياً في حياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأطلقوا عليه اسم عام المجد وكان ذلك بعد سلسلة من الأحداث السياسية والعسكرية التي لا تزال غامضة حتى وقتنا الحاضر، وتوصل الشعب الروماني إلى تنظيم جديد للسلطة في روما، وابتداءً من ذلك التاريخ بدأت العملية الفعلية لبناء الإمبرطورية الرومانية، فعملوا على التوسع الجغرافي حيث وضعوا نصب أعينهم هدفاً أساسيا ينحصر في التوسع الجغرافي باستخدام القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية، ورؤوا بأن هذه الطريقة هي الأفضل لتحقيق طموحات هذه الدولة الفتية، فبدؤوا بحروب شبيهة بالغزوات القبلية المحدودة تستهدف إخضاع العشائر والعائلات المحيطة بروما وكان ذلك خلال مراحل قيام الجمهورية الأولى التي قامت بتأسيس الإمبراطورية الرومانية، ثم بدأت مرحلة قيام الجمهورية الثانية التي شهدت تحول الدولة الصاعدة من قوة لاتينية داخل شبه الجزيرة الإيطالية إلى قوة عسكرية عالمية تتأثر بمايجري وتؤثر على في مركز العالم القديم (حوض البحر الأبيض المتوسط) وفي هذه المرحلة انتهت حروب روما داخل شبه الجزيرة الإيطالية، وبدأت حروب الرومان مع الفينيقيين (القرطاجيين) التي كانت مدينة قرطاجة الكائنة في شمال أفريقيا عاصمة لهم، وقد سميت هذه الحروب بالحروب البونية (Punic Wars).
                                                    الصراع الروماني القرطاجي

                                                    Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: الحروب البونية

                                                    بدأ الصراع الروماني - القرطاجي كصراع تجاري ثم أخذ أبعاداً عسكرية وكان أول احتكاك بين الطرفين عندما احتل الرومان جزيرة صقلية عام 264 ق.م واعتبر القرطاجيون هذا الغزو مساساً مباشراً بمصالحهم الاقتصادية والسياسية، وهذه الواقعة كانت البداية الأولى للحرب بين الرومان والقرطاجيين التي استمرت إلى عام 241 ق.م.

                                                    وفي الحروب البونية خاض الطرفان سلسلة من المعارك البرية والبحرية حسم بعضها وبقي الآخر دون نتائج حاسمة ولكن كان غالبية حسم المعارك للرومان وخصوصاً المعارك البرية أما المعارك البحرية فكانت غالباً نتائجها للقرطاجيين حيث كانت معظم قواتهم بحرية بخلاف الرومان الذين كانت قواتهم برية.

                                                    وقد حقق الرومان أول نصر عندما أخرجوا القرطاجيين من صقلية عام 241 ق.م، ثم تلا ذلك أن تمكن القائد الروماني مختاريوس ماركوس ديغولوس من هزيمة الأسطول القرطاجي عام 256 ق.م وكانت هذه المعركة أول معركة بحرية يخوضها الجيش الروماني، ولكن القرطاجيين لم يستكينوا للرومان وقرر قائدهم في هذه الحقبة من الزمن حنبعل الاستمرار في مدّ رقعة السيطرة القرطاجية على الساحل الإسباني وقد وصلوا إلى مرسليا عاقدين العزم على غزو الأراضي الإيطالية من الجهة الشمالية الغربية. وبدأ القرطاجيون حملتهم الجديدة على الرومان، ومن هنا بدأ ميزان القوى يميل ضد روما فبعد أكثر من عشر سنوات من الحروب المستمرة مع أعداء مختلفين على جميع الاتجاهات لشبه الجزيرة الإيطالية قويت حملة حنبعل المدروسة والمعد لها جيداً وأصبحت مثل رأس الحربة في وجه الطموحات الرومانية، خصوصاً أن هذه الحملة قد ظهرت مع ظهور عدد من الأطراف المعادية للرومان وأصبحت الدولة الرومانية في خوف من التحالفات التي قد تهدد وجود دولتهم.
                                                    انتصارات حنبعل

                                                    تمكن حنبعل من تحقيق سلسلة من الانتصارات للقرطاجيين على الرومان تتمثل في:

                                                    الانتصار على الجيش الروماني في معركة معركة كاناي.
                                                    الاستيلاء على مدينة ساعونتوم حليفة روما.
                                                    قطع نهر تريبيا.

                                                    وقد سبق تلك الفترة تحالف بين الملك المقدوني فيليب الخامس وهانيبال ضد الرومان، وزاد الطينة بلة انفصال سيراكوز في صقلية عن السلطة المركزية في روما ومن هنا أصبحت روما على حافة الهزيمة
                                                    هزيمة حنبعل
                                                    أنقاض مدينة وليلي في المغرب

                                                    تعددت أسباب الهزائم القرطاجية ومنها:

                                                    قدرة القادة الرومان على مواجهة المصاعب بهدوء ورباطة جأش.
                                                    الاستفادة من الدروس العسكرية القتالية المتتابعة بأسرع وقت.
                                                    بقاء معظم حلفاء روما اللاتينيين إلى جانبها في أوقات الأزمات.
                                                    عدم وصول المساعدات والإمدادات إلى قوات هانيبال من قرطاجة.
                                                    كانت الحكومة القرطاجية تعاني من الانقسامات والفساد مما أدى إلى عدم مساندة الحملة الهانيبالية.
                                                    كان القسم الأكبر من جيش (حنبعل) من الخيالة، وكان هذا السلاح فعالاً في العمليات القتالية المتحركة والسريعة، ولكنه غير ملائم لعمليات الحصار واحتلال الأراضي.

                                                    وهذه المواقف والمؤثرات استغلها الرومان فأعادوا تنظيم جيوشهم ونشرها على مختلف الجبهات وقاموا بسلسلة من الحملات التي أدت إلى استعادة كل من مدينتي سيراكوز وكابي، وقرر الرومان فتح جبهة في أسبانيا لمحاصرة قوات هانيبال ومنع التعزيزات من الوصول إليها.

                                                    وقد ألحقت القوات الرومانية هزيمة بالقوات القرطاجية في معركة إيليبا Ilipa في إسبانيا وفي هذه الأثناء تراجع الملك المقدوني فيليب الخامس عن التحالف مع هانيبال فسعى الرومان إلى مصالحته.

                                                    وقد قاد القائد الروماني مختاريوس سيبيو جيشاً قوامه 25 ألف رجل من المشاة المدعمين بالخيالة وقطع به البحر الأبيض المتوسط متجهاً إلى قرطاجة، وأصر القرطاجيون على استدعاء هانيبال من إسبانيا لقيادة الجيوش القرطاجية، والتقى الجيشان في معركة زاما التي هزم فيها القرطاجيون. بعد هذه الهزيمة عقدت معاهدة اتفق فيها الطرفان على أن :

                                                    يدفع القرطاجيون الجزية خمسين عاماً.
                                                    تخفيض سفن القرطاجيين إلى عشر سفن.
                                                    عدم شن أي حرب خارج أفريقيا إلا بموافقة روما.

                                                    كان من نتائج الانتصار الروماني السيطرة الرومانية على الساحل الإسباني الشرقي والجنوبي وتم تقسيم إسبانيا إلى مقاطعتينا تحت سم إسبانيا القريبة وإسبانيا البعيدة.
                                                    عصر التوسع الروماني
                                                    Invasions of the Roman Empire Arabic.png

                                                    إثر الانتهاء من درء الخطر القرطاجي اتجهت أنظار الرومان شرقاً وأصبحوا يفكرون في الاستيلاء على مملكة مقدونيا وبالفعل أعلنوا عليها الحرب وكان لهم أهداف تتمثل في :

                                                    الحد أو القضاء على النفوذ المقدوني في الشرق.
                                                    السيطرة على الجزر الواقعة في شرق حوض البحر الأبيض المتوسط نظراً لأهميتها البالغة على صعيد الملاحة والتجارة.
                                                    الوصول إلى أراضي المملكة السلوقية التي كانت تسيطر على أجزاء من آسيا الصغرى وشمال سوريا.

                                                    شن الرومان سلسلة من المعارك التي انتهت باحتلال كامل للأراضي المقدونية في الشرق وتم السيطرة على بلاد الإغريق اليونان، وبنهاية هذه الحروب أتسعت حدود الجمهورية الرومانية من إسبانيا غرباً إلى السواحل الغربية لآسيا الصغرى شرقاً، بالإضافة إلى الأراضي القرطاجية في شمال أفريقيا، وقسمت هذه الأراضي الشاسعة إلى سبع مقاطعات مرتبطة بالحكومة المركزية في روما.

                                                    وبعد هذه الانتصارات أصبحت الدولة الرومانية دولة عظمى يصعب قهرها وتتحكم بمقدرات العالم القديم الغربي والشرقي، وفي هذه المرحلة بدأ التاريخ الروماني يضج بأسماء القادة والزعماء المنتصرين وتحولوا إلى طبقة حاكمة تؤثر على مجرى الأحداث في روما وخارجها
                                                    الحكم الروماني في مصر والشام
                                                    الحكم الروماني في مصر

                                                    يقول ألفرد بتلر عن الحكم الروماني في مصر:

                                                    الإمبراطورية الرومانية إن حكومة مصر (الرومية) لم يكن لها إلا غرض واحد، وهو أن تبتز الأموال من الرعية لتكون غنيمة للحاكمين، ولم يساورها أن تجعل قصد الحكم توفير الرفاهية للرعية أو ترقية حال الناس والعلو بهم في الحياة أو تهذيب نفوسهم أو إصلاح أمور أرزاقهم، فكان الحكم على ذلك حكم الغرباء لا يعتمد إلا على القوة ولا يحس بشيء من العطف على الشعب المحكوم[6]

                                                    الإمبراطورية الرومانية
                                                    الحكم الروماني في الشام

                                                    Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: سوريا (ولاية رومانية)

                                                    يقول مؤرخ شامي عربي عن الحكم الروماني في الشام:

                                                    الإمبراطورية الرومانية كانت معاملة الروماني للشاميين بادئ بدء عادلة حسنة مع ما كانت عليه ممتلكتهم في داخليتها من المشاغب والمتاعب. ولما شاخت دولتهم انقلبت إلى أتعس ما كانت عليه من الرق والعبودية، ولم تضف رومية بلاد الشام مباشرة ولم يصبح سكانها وطنيين رومانيين، ولا أرضهم أرضاً رومانية، بل ظلوا غرباء ورعايا، وكثيراً ما كانوا يبيعون أبناءهم للرومان ليوفوا ما عليهم من الأموال، ولكم أن تتخيلوا فظاعة ما كان يجري مع أبنائهم من انتهاكٍ للأعراض وغيره، وقد كثرت المظالم والسخرات والرقيق، وبهذه الأيدي عمر الرومان ما عمروا من المعاهد والمصانع في الشام[7]

                                                    الإمبراطورية الرومانية
                                                    نكبة الدولة الرومانية وانحطاطها

                                                    بدأ العد العكسي في حياة الدولة الرومانية اعتباراً من عام 235 م فقد شهد ذلك العام ازدياداً خطيراً في الاضطرابات السياسية والاجتماعية وتصاعدت فيه الهجمات الخارجية وخصوصاً من القبائل الجرمانية وعودة نفوذ الإمبراطورية الفارسية في الشرق التي انتزعت أرمينيا من يد الرومان وسيطرت على أراضي ما بين النهرين وزحف الجيش الفارسي واجتاح إنطاكية وسوريا ولم يستطع الرومان صدّه حتى جاء الإمبراطور ديوكلتيانوس DIOCLETIAN الذي يعتبر مؤسس الإمبراطورية الثالثة وتمكن من إعادة الحكم بحيث يسند إلى أربعة أشخاص يتقاسمون السلطة وهو النظام الذي عرف باسم الحكم الرباعي وقد استمر العمل بهذا النظام حتى عام 305 م ثم تبع ذلك صراع على السلطة استمر طيلة الفترة من 306 إلى 313 م إلى أن جاء إلى العرش الإمبراطور قسطنطين الذي اعتبر حكمه نقطة تحول أساسية في مسار الإمبراطورية الرومانية.
                                                    تقسيم الامبراطورية الرومانية
                                                    إنقسام الإمبراطورية الرومانية عام 450م إلى
                                                    الإمبراطورية البيزنطية (الرومانية الشرقية)
                                                    الإمبراطورية الرومانية الغربية
                                                    ، إضمحلت وإنهارت الأخيرة خلال 80 سنة من هذا الإنقسام

                                                    خلال القرنين الثاني والثالث، حدثت ثلاث أزمات معا هددت بانهيار الإمبراطورية الرومانية : الغزوات الخارجية، والحروب الأهلية الداخلية، وضعف الاقتصاد. وفي غضون ذلك، أصبحت مدينة روما أقل أهمية بوصفها المركز الإداري للامبراطوريه الرومانية. أظهرت أزمة القرن الثالث عيوب النظام المتجانس للحكومة الذي انشأه أوغسطس لإدارة الإمبراطورية الرومانية. أدخل خلفاؤه بعض التعديلات، ولكن الأحداث وضحت أن نظام عالمي جديد موحد أكثر مركزية هو النظام المطلوب.

                                                    بدأ تقسيم الإمبراطورية في أواخر القرن الثالث من قبل ديوكلتيانوس في 286، كانت تهدف إلى السيطرة بكفاءه على الإمبراطورية الرومانية الإمبراطورية الرومانية الغربية (Western Roman Empire) يشير إلى النصف الغربي من الإمبراطورية الرومانية، النصف الآخر من الإمبراطورية الرومانية أصبح يعرف باسم الإمبراطورية الرومانية الشرقية، واليوم تعرف على نطاق واسع باعتبارها الإمبراطورية البيزنطيه

                                                    قسم ثيودوسيوس الأول (يطلق عليه أيضا اسم "العظيم") الإمبراطورية الرومانية لولديه آركاديوس إلى الإمبراطورية الرومانية الشرقية مع عاصمة بلاده في القسطنطينيه وهونوريوس في الإمبراطورية الغربية مع عاصمة بلاده في ميلانو.
                                                    عهد قسطنطين
                                                    الإمبراطور قسطنطين

                                                    خلال الصراع على السلطة شهدت الدولة الرومانية فوضى لم يسبق لها مثيل حيث كان التنافس على زمام الإمبراطورية بين سبعة رجال وهم ماكسيميان وغاليريوس ومكسنتيوس ومكسيمينيوس دايا وليسينيوس وقسطنطين بالإضافة إلى دوميتيوس ألكسندر الذي أعلن انفصاله في أفريقيا، وبدأ الجميع بالانهيار ولم يبق سوى ليسينيوس الذي كان يسيطر على المناطق الشرقية وقسطنطين الذي كان قد قوي وسيطر على المناطق الغربية، وقد توصل الإثنان إلى اتفاق على التعايش والاعتراف لكل من الآخر بسلطته وسيطرته على المناطق التي يحكمها، واستمرت هذه الهدنة حوالي عشر سنوات، وفي عام 324 م وقع صدام بين الرجلين في معركة أدريانويل التي انتصر فيها قسطنطين وبهذا الانتصار قامت قوات قسطنطين بمطاردة قوات ليسينيوس في آسيا الصغرى وتمكن قسطنطين من اعتقال خصمه وإعدامه وأصبح قسطنطين هو الإمبراطور الوحيد في روما.لقد ساهم قسطنطين بتوفير الحرية للمسيحيين في روما بإصداره لمرسوم ميلان الذي وفر للمسيحيين حرية العبادة وقد اتخذ بعض الإجراءات التي تهم الدولة منها:

                                                    إعادة النظام إلى الدولة.
                                                    إدخال الإصلاحات التي رآها ضرورية.
                                                    اعتناقه الديانة المسيحية واعتبارها الديانة الرسمية للدولة الرومانية.
                                                    إنشاء عاصمة جديدة لدولته في منطقة بيزنطيوم على ضفاف البوسفور وسماها nueva roma أي روما الجديدة وقد عرفت فيما بعد باسم القسطنطينية.

                                                    الحقبة الهوهنشتاوفنية في الإمبراطورية الرومانية المقدسة

                                                    هوهنشتاوفن Hohenstaufen أو "هوهينستاوفن" Hehencsteufan أسرة من الأمراء في ألمانيا خلال العصور الوسطى، اعتلت العرش الإمبراطوري بين عامي 1138 و1254 م. وقد استمدت الأسرة اسمها من قلعة عتيقة شُيِّدت في ستاوفن بجنوبي ألمانيا في القرن الحادي عشر الميلادي.ففي عام 1138 م اعتلى أحد أفراد أسرة هوهينستاوفن عرش ألمانيا، وهو كونراد الثالث، كما كان من حكام آل هوهنشتاوفن أيضاً فريدريك الأول بارباروسا، وهنري السادس، وفريديك الثاني.

                                                    الجدير بالذكر؛ أن الحقبة الهوهنشتاوفنية ارتبطت بالمرحلة الأخيرة من تفت الإقطاع في ألمانيا، وانهيار السيادة الألمانية في إيطاليا. ولو حاولنا أن نستقرئ تاريخ الإمبراطورية الرومانية الآتي من خلال الأحداث، لأدركنا أن الحقبة التاريخية كانت صراعاً بين أباطرة الهوهنشتاوفن والبابوية، أما إذا تخطينا هذه الأحداث إلى خلفياتها البعيدة لبدا لنا الواقع صراعاً بين مفهومين للسيادة الواحدة، أحدهما سياسي والآخر روحي، وكان هذا نتيجة حتمية لمفهوم أكثر عمقاً واتساعاً مما كان يقتتل من اجله هنري الرابع وجريجوري السابع، ذلك أن الطرفين أضحى كل منهما يحمل الإدعاء الكامل بالعالمية.
                                                    العداء العربي الروماني

                                                    بدء العداء العربي الروماني في السنة التاسعة من الهجرة غزوة تبوك بقيادة رسول الإسلام محمد وهرقل من الروم . ولم يقم القتال اساسا. وفي عهد الخليفة ابي بكر الصديق ارسل عمرو بن العاص و وخالد بن الوليد في معركة اليرموك ضد الروم. وفي عهد عمر بن الخطاب فتحت مصر من ايدي الروم بقيادة عمرو بن العاص وفي عهد عثمان بن عفان فتح عبد الله بن سعد بن ابي السرح أفريقية وهزم الروم في سبيطلة وذات الصواري.
                                                    المراجع

                                                    Crystal Clear app kdict.png طالع أيضًا: قائمة أكبر الإمبراطوريات

                                                    رأفت عبد الحميد، الفكر السياسي الأوربي في العصور الوسطى، دار قباء للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، القاهرة 2001.
                                                    محمود سعيد عمران، معالم تاريخ أوروبا في العصور الوسطى، دار النهضة العربية، الطبعة الثانية، بيروت 1986.
                                                    موريس بيشوب، تاريخ أوروبا في العصور الوسطى/ ترجمة علي السيد علي، الطبعة الأولى، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة 2005.
                                                    أشرف صالح محمد سيد، قراءة في تاريخ وحضارة أوروبا العصور الوسطى، ط1، بيروت: شركة الكتاب الإلكتروني العربي،2008.
                                                    فتح العرب لمصر (1996). د. ألفرد بتلر، تعريب: محمد فريد أبو حديد. مكتبة مدبولي: القاهرة
                                                    خطط الشام. محمد كرد علي

                                                    dioxgamingpro
                                                      Цей коментар був видалений модератором
                                                      one syllable anglo-saxon

                                                        Dotabuff

                                                        Esports
                                                        Heroes
                                                        Items
                                                        Players
                                                        Matches
                                                        Cosmetics
                                                        Blog
                                                        Forums
                                                        Plus

                                                        what up?

                                                        General Discussion
                                                        General Discussion
                                                        Ayy lmao
                                                        « First
                                                        ‹ Prev

                                                        1311
                                                        1312
                                                        1313
                                                        1314
                                                        1315
                                                        Ayy lmao in General Discussion
                                                        Ken🍭
                                                        Ken🍭
                                                        45 minutes ago

                                                        This comment was edited 33 minutes ago
                                                        dioxgamingpro
                                                        dioxgamingpro
                                                        44 minutes ago

                                                        ░░░░░░░░░░░░░░░▄▄▄▄▄▄▄▄░░░░░░░░░░░░░░░░░
                                                        ░░░░░░░░░▄▄█████████████▄░░░░░░░░░░░░░░░
                                                        ░░░░░░░▄██████████████████░░░░░░░░░░░░░░
                                                        ░░░░░▄██████████████▀▀▀░▀██░░░░░░░░░░░░░
                                                        ░░░░▄██████▀▀▀▀▀▀░░░░░░░░▀██░░░░░░░░░░░░
                                                        ░░░░████████░░░░░░░░░░░░░░▀█░░░░░░░░░░░░
                                                        ░░░░████████░░░░░░░░░░░░░░▄█▄░░░░░░░░░░░
                                                        ░░░░████████░░░░░░░░░░▄░░███▀░░░░░░░░░░░
                                                        ░░░░░██████░░░░░█▀███▀▀░░░░░░░░░░░░░░░░░
                                                        ░░░░░███████░░░░░▀▀▀░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░
                                                        ░░░░░▀█░░▀██░░░░░░░░░░▄░░░░▀░░░░░░░░░░░░
                                                        ░░░░░░▀▄░░▄▀░░░░░░░░░░░▄████▀░░░░░░░░░░░
                                                        ░░░░░░░░░░░░▄░░░░░░░░██▀█▄██░░░░░░░░░░░░
                                                        ░░░░░░░░░░░▀░░░░░░░░░░░▀▀▀▀▀░▀░░░░░░░░░░
                                                        ░░░░░░▄▄▄███░░░░░░░░░░░░░░░░░█▄░░░░░░░░░
                                                        ▄▄▄█████████▀░░░░░░░░▄▄░░░░▄▄█████▄▄▄░░░
                                                        ████████████░░░░░░░░░░██████████████████
                                                        █████████████░░░▀░░░░░▄█████████████████
                                                        ██████████████░░░▄█▀▀█▀▀████████████████
                                                        arin
                                                        arin
                                                        44 minutes ago

                                                        arin
                                                        arin
                                                        43 minutes ago

                                                        Dafuq

                                                        damn i saw that person in your profile pic like 20 times but i still can't remember her name
                                                        while i'm at it i've never figured out wherher she's a guy or not

                                                        This comment was edited 43 minutes ago
                                                        Neko Gamer Soul
                                                        Neko Gamer Soul
                                                        41 minutes ago

                                                        Dio's dream girl:
                                                        dioxgamingpro
                                                        dioxgamingpro
                                                        40 minutes ago

                                                        ....................----------------------------------------:///::------------------:o::::::::::::::
                                                        ....................---------:/++////++++++oooo+/:///++++o+//+++s///::--------------++::::::::::::::
                                                        --------.-..........-----:ooo+/:--::///+++////::/ysssssooys++dddmmmmmmdhs/:---------o:::::::::::::::
                                                        ...-----------:/--.-:+osyyo::/+ooooooooooooooo++/ssysyssssyhmmmmmmmmmmmmmmho+++ooooso:::::::::::::::
                                                        ....---------+hdhoshs+:--:/++/+oooooooooooooooooo++++ydmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmdhhhhhhh/:::::::::::::::
                                                        ....---------shdddo---:/+oooooooossssooooooooossooooohmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmy//:::s::::::::::::::::
                                                        ....---------shdh:--:+oooooooooooossyssoooooooooosssoymmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmd:---:o::::::::::::::::
                                                        ////:--------shh:-:/oooooooooooooooooosyssssssssssosssmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmsoooy+::::::::::::::::
                                                        yyyyo--------/d/-:+ooooosssooooooooo++//osysooooooosssymmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmm+/:oh+++++++++++////::
                                                        yyyys------/shh-:/oooooossssoooooooo/:---:/osysssoosshhdmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmh++++y//////////+++++++
                                                        :::::::::+s//o+-:+ooooooooooooooooo+:-------:ooyysssyyssmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmd+///+s/////////////////
                                                        ///////+y+-:+++:/ooooooossoooooooso/:-------:oosssyyhyshmNmmmmmmmmmmmmmmmmmy+////so/////////////////
                                                        //////oh:--/oooooooooooossoooosyys+/:----::/:oshssoshyhhmmhhmmmmmmmmmmmmdy+//////y+////////////////+
                                                        /////odo-::ooooooooooooossyyhhysooo++:--::::/sdysssohyhhmmhhhdmmmmmmmmyo/////////h/////+oooosooooo/o
                                                        ///oyhs++ooosooooooooossyhyhhsssssooooo++++oyhsssssohdyymmy+/shmmmmmd+ysoooooooo+y/////+o++++++oyo/o
                                                        //shh+:ooossssoooooosssydysyhyyyshyyyssssyyysssssssyyydhmmhyhssymmhhs+:ysooossssyy/+ooo+oo++////+/+o
                                                        /syyy:+ooosysssooooosshdhysoosoyyyhyhyhhyyysssssyydsooshmmhyooohmdoooo+/s::::---+yso++++++ossyso+/o/
                                                        sdyyh/ooooossyyyssyyhhy++osyss+oo+/+oooooyhhhyyyh++hhyssddhyooohmdooooo/s:-soo+so//+ooooooosooyhyss/
                                                        oyhyhsooooooooooo++ohsoooo+/oyyooooyysyhhssssssssh-/dysysoshyooossooooosy+-/ysoss++ooooosssssyyyhho/
                                                        --odssysooooooooo+:-:hsooooo+:+yhhs/::+/++/+oysssd:/dsossooshyo++ooooooosy+/ohyssyysooossssssyyyyd+/
                                                        :::+hsoyssssoooooo+/-oyooooooo/:os::::/++o/::/h/+sosdhsssyyysssoossosooooy+/ossyyosyssssssssyyyyyy//
                                                        ----+dsssssssssooooo//ysoooooooo++soo++++oooo+-/:/o+//+oosssyysso++ssosssyooy+/+osyosssssssyyyyydo//
                                                        /--/y/oysssssssssooooo+sysooooossoo++/+syooso/--/+::oysoo++++oossooo+osyo/oys+o+soshysossyyyyyyhh///
                                                        ssoh+/osyhsssssssssooosooshyssssssssoo+:oosy+::o+-:sys+:-----::/ooooyhsssoss+oyyyyyyyyyysssyyyydo///
                                                        yssyyoossshhssssssssssooshso++///+syssooosso++so//osyo:-------:o+ooosdysyyyysssysyyyyyyyhhyssyhh////
                                                        hyyyhdhhhy++yhyssssssssssoo+//::-::/yssoosoo+oyooooo+---------:/+ooosyyhyyyyyyysyssoosyyyhhhyyh+////
                                                        ddddddddd:---:ohhyssssssssoooooo+/oo///sshssooyoooyo/----------:+oosysosyoo+///+oooooshysoso-/y/////
                                                        /hdddddhs---::::yoyhhhysssssssoooooshhyyhhyssssyooyo+:--------::+oossoso---:/+ooooosyyo++oy:-s+/////
                                                        -+hddddy:::::--:y/+ossyyysssssssssoosdyhssssssssoosho+:-------/++oossoo/::+ssooosyhs+++++y/-/y//////
                                                        --:+oo+::---:+oooooooyossyssssyyssssssyhhssyyyysssoshs+-----/sssysyyyoo+++ooooshhs++++++ss--s+//////
                                                        --:::------/s/:+sssssyssosh++oosyyssyyyyddysyyyyyssssho:----/+oooooshhsooooooshh+++++++sy/-/y///////
                                                        -----------y/+ossssssssyso:----::::::-+mmmmdyysssssshhs-----+oooooooshdsooooshh+++++++oys--so+//////
                                                        ----------/doossssssssh/----:::-------:ydyo++osyyyyhys:----/+oooooooosdsosssds++++++++sy:-/h/+//////
                                                        ::--------ymysssssssyh+-:::--------:+syo+++++++++ohso+---:/+ooooooooosdsoshho++yso+++yso--ys////////
                                                        Neko Gamer Soul
                                                        Neko Gamer Soul
                                                        39 minutes ago

                                                        Arin's girl:
                                                        Neko Gamer Soul
                                                        Neko Gamer Soul
                                                        38 minutes ago

                                                        My girlfriend:
                                                        arin
                                                        arin
                                                        38 minutes ago

                                                        what is that supposed to mean
                                                        that's just one my nazi anime girls i've promised
                                                        This comment was edited 37 minutes ago
                                                        dioxgamingpro
                                                        dioxgamingpro
                                                        36 minutes ago

                                                        ── ── ── ██ ██ ── ── ── ── ── ── ██ ██ ── ── ──
                                                        ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ── ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                        ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ── ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                        ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ── ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                        ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ── ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                        ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ── ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                        ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ██ ██ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                        ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ──
                                                        ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ██
                                                        ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██
                                                        ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██
                                                        ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ──
                                                        ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                        ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                        ── ── ██ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ██ ── ──
                                                        ── ── ██ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ██ ── ──
                                                        ── ██ ██ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ██ ── ──
                                                        ██ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ── ──
                                                        ██ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                        ── ██ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                        ── ── ── ██ ██ ██ ██ ██ ██ ██ ██ ██ ██ ── ── ──
                                                        ── ── ── ── ██ ▒▒ ██ ── ── ── ██ ▒▒ ██ ── ── ──
                                                        ── ── ── ── ── ██ ── ── ── ── ── ██ ── ── ── ──
                                                        ── ── ── ██ ██ ██ ██ ── ── ── ██ ██ ██ ██ ── ── ──
                                                        ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ▓▓ ▓▓ ██ ── ██ ▒▒ ▒▒ ▓▓ ▓▓ ██ ── ──
                                                        ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▓▓ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▓▓ ██ ──
                                                        ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ── ── ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▓▓ ██
                                                        ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ── ── ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▓▓ ██
                                                        ██ ▒▒ ▒▒ ── ── ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▓▓ ██
                                                        ██ ▒▒ ▒▒ ── ── ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██
                                                        ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ──
                                                        ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                        ── ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ── ──
                                                        ── ── ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ── ── ──
                                                        ── ── ── ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ── ── ── ──
                                                        ── ── ── ── ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ── ── ── ── ──
                                                        ── ── ── ── ── ── ── ██ ▒▒ ██ ── ── ── ── ── ── ──
                                                        ── ── ── ── ── ── ── ── ██ ── ── ── ── ── ── ── ──
                                                        ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒
                                                        ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒
                                                        ▒▒ ██ ██ ██ ██ ██ ██ ▒▒
                                                        ▒▒ ██ ░░ ▀▄ ▀▄ ░░ ██ ▒▒
                                                        ▒▒ ██ ▒▒ ░░ ░░ ▒▒ ██ ▒▒
                                                        ▒▒ ▒▒ ██ ██ ██ ██ ▒▒ ▒▒
                                                        ▒▒ ▄▀ ██ ░░ ░░ ██ ▀▄ ▒▒
                                                        ▒▒ ▒▒ ██ ██ ██ ██ ▒▒ ▒▒
                                                        ▓▓ ▓▓ ▀▄ ▓▓ ▓▓ ▀▄ ▓▓ ▓▓
                                                        ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓ ▓▓
                                                        ▓▓ ▓▓ ░░ ░░ ▓▓ ░░ ░░ ▓▓
                                                        ▓▓ ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓
                                                        ▓▓ ▓▓ ░░ ░░ ▓▓ ░░ ░░ ▓▓
                                                        ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓ ▓▓
                                                        ▓▓ ▓▓ ░░ ░░ ▓▓ ░░ ░░ ▓▓
                                                        ▓▓ ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓
                                                        ▓▓ ▓▓ ▓▓ ▓▓ ▓▓ ▓▓ ▓▓ ▓▓
                                                        ──────────────████──████────────────
                                                        ────────────██░░▒▒██░░▒▒██──────────
                                                        ──────────██░░────────▒▒▓▓██────────
                                                        ──────────██──██──██────▓▓████████──
                                                        ──────────██──██──██──────██░░░░▒▒██
                                                        ──────██████──────────────████▒▒▓▓██
                                                        ────██░░░░░░██──▓▓──────▓▓░░░░██████
                                                        ──██░░────░░░░▓▓░░▓▓▓▓▓▓░░──░░▒▒██░░
                                                        ──████──██░░░░░░▒▒░░──────░░░░▒▒██▒▒
                                                        ██░░░░░░░░░░░░░░▒▒▒▒────────▒▒▓▓██▓▓
                                                        ██░░░░░░░░░░░░▒▒▒▒▓▓────────▒▒▓▓████
                                                        ██▒▒░░░░░░▒▒▒▒▒▒▓▓██░░────░░▓▓▓▓████
                                                        ██▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓████░░░░▓▓▓▓██▒▒██
                                                        ──██▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▓▓▓▓██──░░▓▓▓▓██████──
                                                        ────████▓▓▓▓▓▓▓▓██──░░▒▒▒▒▓▓██▒▒██──
                                                        ────────████████████▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓██────
                                                        ────────██▒▒──▒▒██░░░░▒▒──────██────
                                                        ────████▒▒▒▒▒▒████░░░░██──────██────
                                                        ██████──██████──██░░░░████────██────
                                                        ██░░▒▒██──────████░░░░░░████──██────
                                                        ██──▓▓▒▒████████▒▒░░░░██░░████──────
                                                        ██────▓▓▒▒░░░░██▒▒░░────░░██████────
                                                        ──██░░────▒▒▒▒██▓▓▒▒░░░░░░██████────
                                                        ──██░░░░──────░░██▓▓▒▒░░████░░██────
                                                        ────████████████░░██████▒▒████──────
                                                        ────██▓▓▒▒░░░░██▒▒▒▒██████──────────
                                                        ────██▓▓▒▒░░░░██████░░██████────────
                                                        ──██▓▓▓▓▓▓▒▒──░░██▓▓▒▒░░░░──██──────
                                                        ──██▓▓▓▓▒▒░░░░░░██▓▓▓▓▒▒▒▒░░██──────
                                                        ──████████████████████████████──────
                                                        _____________________________________________▄▄█▀
                                                        _________________________________________▄▄█▓█
                                                        ______________________________▓▓▓___▄▄█▓▓▓█▄▄██████████▄
                                                        ___________________________▓▓░░░▓▓█▓▓▓▓▓██▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓███▄▄
                                                        _________________________▓▓░░░░░░▓▓▓▓▓▓█▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓██▄
                                                        ________________________▓░░░░░░░░▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓█▄
                                                        _______________________▓░░░░░░░░░▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓█▓▓
                                                        ____________________▄█▓░░░░░░░░░░▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓░░▓▄
                                                        _________________▄█▓▓░░░▓░░░░░░░▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓░░░▓▓█
                                                        ______________▄█▓▓▓▓░░▓░░░░░░░░▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓░▓░░░▓▒▒█▄
                                                        ____________▄█▓▓▓▓▓░░▓░░░░░░░░░▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒█████████▒▓▓░░░▓░░▓▒▒▒▒█▄
                                                        __________▄█▓▓▓▓▓▓░░▓░░░░░░░░░▓████████████▓▓▓▓▓▓▓▓█▓▓░░░░▓▓▓▒▒▒▒▒▒█
                                                        ________▄█▓▓▓▓▓▓▓░░▓░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░███▓▓▓▓▓▓██▓░░░░░▓▒▒▒▒▒▒▒█▌
                                                        _______█▓▓▓▓▓▓▓▓░░▓░░░░░░░░░░░▌░░░░░░░░░░░░░░██▓▓▓▓▓▓██░░░▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒█
                                                        ______█▓▓▓▓▓▓▒▓░░░▓░░░░░░░░▄░░▌░░░░░░░░░░░░░░░▓█▓▓▓▓▓▓▓█░▓██▒▒▒▒▒▒▒▒█
                                                        _____█▓▓▓▓▓▓▒▒▓░░░▓░░░░░░░░▐░░▀▄▄░░░░░░░░░░░░▓░░█▓▓▓▓▓▓█▓▒▒▒███▒▒▒▒▒█
                                                        ____█▓▓▓▓▓▓▒▒▒▓░░░▓░░░░░░▄░░▀▄▄▌_▀█▄░░░░░░░░░░▓█▓▓▓▓▓▓▓█▒▒▒▓▓▓▓██▒▒▒█
                                                        __██▓▓▓▒▓▒▒▒▒▓░░░░░░░░░░░▀▄▄▄▌______▀█▄░░░░░░██▓▓▓▓▓▓▓█▓▒▓▓▓▓▓▓▓▓█▒▒█▌
                                                        _██▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▓░░░░░░░░░░░░░░▐________▓▓█▄░░░░█▓▓▓▓▓▓▓█░░▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓█▒▒█
                                                        _██▓▓▓▒▒▒▒▒▒▓▓░░░░░░░░░░░░░░▌_______▓▓▓██▄░░█▓▓▓▓▓███░░░▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓█▒█
                                                        _█▒█▓▓▒▒▒▒▒▒▓▓░░░░░░░░░░░░░░▌______▓▓▓███_▀▄░█▓▓▓▓█░░░░░▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▒██
                                                        █▒▒█▓▓▒▒▒▒▒▓▓▓░░░░░░░░░░░░▄▀▌_____▓▓████▌__▀▄░███▓▓██░░░▓▓▓▓▓▒▒▒▓▓▒▒▒█
                                                        █▒▒▒█▓▒▒▒▒▒▓▓░▓░░░░░░░░░░▀░▄▀▄____▓▓████▄___▀▄░▄▓██░░░░░▓▄▓▒▒▒▒▒▓▒▒▒▒█
                                                        █▒▒▒▒█▒▒▒▒▒▓▓░░░░░░░░░░░░░▀░▄▀▄___▓▓███▀▀█▄▄█▀░░█▄▄██▀█▀▒▄▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒█
                                                        _█▓▒▒▒▒█▒▒▒▓▓▓░░░░░░░░░░░░░░▀░░░░░▓▓▓██▄▄███░░░░░▌▓█▌_▐▀▀▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒█
                                                        _█▓▒▒▒▒▒█▒▒▓▓▓░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░██░░░░░▐_▓██▄▓▀▀████▒▒▒▒▒▒█
                                                        _█▓▓▒▒▒▒▒█▓▓▓▓░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░▐▓██_█▓▒▒▒▒▒▒███▀▀▀
                                                        _█▓▓▓▒▒▒▒▒███▓░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░▐▓██▄▓▒▒▒▒▒▒█
                                                        _█▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒████░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░▓▓▓▓▒▒▒▒▓▓█
                                                        _█▒▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒████░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░▓▒▒▓▓█
                                                        __█▒▓▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒██░░░░░░░░░░░░░░░░░░░▓░░░░░▓░░░░▓▒▓▓▓█
                                                        ___█▒▒▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒██░░░░░░░░░░░░░░░░░░▓░░░░░░░░▓▒▒▓▓▓█▌
                                                        ___█▒▒▒▒▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒██░░░░░░░░░░░░░░░░░▓░░░░░▓▓▒▒▓▓▒▓▓█
                                                        ____█▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒█▓▓▓▓▓░░░░░░░░░░░▓▓▓▓▓▓_█▒▒▒▒▒▓▓▓█
                                                        _____█▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▒▒▓▓▓▓▓▒▒█______▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓__________▀█▒▒▒▒▓▓▓█
                                                        ______█▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▓▓▓▓▒█______________________________▀█▒▒▒▓▓▓█
                                                        _______▀█▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓█_______________________________█▒▒▒▓▓█
                                                        _________▀▀█▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▓▓█_______________________________█▒▒▓▓█
                                                        _____________▀█▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▓█_____________________________█▒▒▓█▀
                                                        _______________▀▀▀█▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓█____________________________█▒▓█▀
                                                        ____________________▀▀▀████▒▒▒▒▒▒▒▓█__________________________▄██▀▀
                                                        ________________________█▓▓▓██████▒▒█
                                                        _________________________█▓▓▓▓▓▒▒▒███
                                                        _________________________█▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒█
                                                        _________________________█▓▓▓▒▓▒▒▒▒█
                                                        ________________________█▓▓▓▒▒▒▒▒▒█
                                                        _______________________█▓▓▒▒▒▒▒▒█▀
                                                        ____________________▄█▓▓▒▒▒▒▒█▀
                                                        _______________▄▄▄█▓▓▒▒▒██▀▀
                                                        ____________________▀▀▀▀▀
                                                        Neko Gamer Soul
                                                        Neko Gamer Soul
                                                        36 minutes ago

                                                        I know, but judging by your streak of posting dominating women, I'm pretty sure you're submissive.
                                                        Ashes seldom quibble.
                                                        Ashes seldom quibble.
                                                        34 minutes ago

                                                        dioxgamingpro
                                                        dioxgamingpro
                                                        34 minutes ago

                                                        This comment was deleted 25 minutes ago
                                                        arin
                                                        arin
                                                        34 minutes ago

                                                        literally what?
                                                        only dominating things i'm posting are my opponents, crushing my godawful teammates

                                                        btw did you print that satsuki poster on your own
                                                        Neko Gamer Soul
                                                        Neko Gamer Soul
                                                        31 minutes ago

                                                        I got that imported from Japan. Back when I had money, I payed 60 dollars for that poster.

                                                        Respectful figure in Kill la Kill. My ideology and hers line up. Although her last actions in Kill la Kill after the final confrontation seemed to be out of character. That could be me over analyzing things.
                                                        This comment was edited 30 minutes ago
                                                        dioxgamingpro
                                                        dioxgamingpro
                                                        25 minutes ago

                                                        I give up....
                                                        Ken🍭
                                                        Ken🍭
                                                        24 minutes ago

                                                        damn i saw that person in your profile pic like 20 times but i still can't remember her name
                                                        while i'm at it i've never figured out wherher she's a guy or not

                                                        I dont remember where i got this photo lol
                                                        Neko Gamer Soul
                                                        Neko Gamer Soul
                                                        24 minutes ago

                                                        Well considering you posted, and deleted 3 different things, I'm pretty sure you did give up Dio
                                                        dioxgamingpro
                                                        dioxgamingpro
                                                        20 minutes ago

                                                        trying to draw my pics so they can't block it. :(
                                                        Neko Gamer Soul
                                                        Neko Gamer Soul
                                                        19 minutes ago

                                                        I have shit taste, but I feel like you have a shittier taste Dio.

                                                        Nothing of value was lost.
                                                        Ashes seldom quibble.
                                                        Ashes seldom quibble.
                                                        15 minutes ago

                                                        You and your crappy females.
                                                        Ashes seldom quibble.
                                                        Ashes seldom quibble.
                                                        14 minutes ago

                                                        Maggots.
                                                        Neko Gamer Soul
                                                        Neko Gamer Soul
                                                        14 minutes ago

                                                        you and your crappy sergal's
                                                        Neko Gamer Soul
                                                        Neko Gamer Soul
                                                        12 minutes ago

                                                        Alright I'm done trolling around. Gonna do some videos now.
                                                        what up?
                                                        what up?
                                                        8 minutes ago

                                                        مرحلة الحكم الإمبراطوري لروما في تلك الفترة بـالحكم الاستبدادي، وقد خلف الحكم الإمبراطوري 500 عام من الحكم الجمهوري لروما (510 ق. م - القرن الأول قبل الميلاد) الذي كان قد ضعف بسبب النزاع بين جايوس ماريوس وسولا والحرب الأهلية من يوليوس قيصر ضد بومبي، ليس هناك تاريخ محدد يبين انتقال روما من الجمهورية إلى الإمبراطورية، ولكن يمكن اعتبار بداية الإمبراطورية الرومانية من بداية تعيين يوليوس قيصير دكتاتوراً دائماً لروما سنة 44 ق. م، في المرحلة التي انتصر فيها أوكتافيين وريث يوليوس قيصر في معركة أكتيوم (32 سبتمبر 31 قبل الميلاد)، وكذلك منح مجلس الشيوخ الروماني عبارات التعظيم لأوكتافيين عبارات التعظيم وتلقيبه (أغسطس العظيم) في (16 يونيو 27 ق. م).

                                                        محتويات

                                                        من فرنسا عام 1412،[5] وتوفيت في 30 مايو 1431، وتُعدّ بطلة قومية فرنسية وقديسة في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. ادّعت جان دارك الإلهام الإلهي، وقادت الجيش الفرنسي إلى عدة انتصارات مهمّة خلال حرب المئة عام، ممهدةً بذلك الطريق لتتويج شارل السابع ملكاً على البلاد. قُبض عليها بعد ذلك وأُرسلت إلى الإنجليز مقابل المال، وحوكمت بتهمة "العصيان والزندقة"،[6] ثم أُعدمت حرقاً بتهمة الهرطقة عندما كانت تبلغ 19 عاماً.[7]

                                                        أذن البابا كاليستوس الثالث بعد خمس وعشرين سنة من إعدامها بإعادة النظر في محاكمتها من قِبل لجنة مختصة، التي قضت ببراءتها من التهم التي وُجّهت إليها وأعلنتها بناءً على ذلك شهيدة.[7] تم تطويب جان دارك عام 1909، أعقب ذلك إعلانها قديسة عام 1920. جان دارك هي إحدى القديسين الشفعاء لفرنسا إلى جانب القديس مارتين، ولويس التاسع، وغيرهم. ادّعت جان دارك بأنها رأت الله في رؤيا يأمرها بدعم شارل السابع واستعادة فرنسا من السيطرة الإنجليزية في أواخر حرب المئة عام. بعثها الملك غير المتوّج شارل السابع إلى حصار أورليان، حيث حققت هناك أولى انتصاراتها العسكرية الكبيرة،[8] تبعها عدة انتصارات سريعة أخرى أدّت في نهاية المطاف إلى تتويج شارل السابع في ريمس.

                                                        أنشأ الكتاب والسينيمائيون والملحنون العديد من الأعمال عن جان دارك منذ وفاتها باعتبارها إحدى أكثر الشخصيات شعبيةً، وما زالت تظهر في السينما، والمسرح، والتلفزيون، وألعاب الفيديو إلى يومنا هذا.

                                                        محتويات

                                                        1 خلفية
                                                        2 حياتها
                                                        2.1 بزوغها
                                                        2.2 القيادة
                                                        2.3 الأسر
                                                        2.4 المحاكمة
                                                        2.5 الإعدام
                                                        3 فترة ما بعد وفاتها
                                                        3.1 إعادة المحاكمة
                                                        3.2 التقديس
                                                        4 الإرث
                                                        5 الرؤى
                                                        6 انظر أيضًا
                                                        7 مصادر
                                                        8 المراجع
                                                        9 وصلات خارجية

                                                        خلفية

                                                        تصف المؤرخة كيلي دايفرس الفترة التي سبقت ظهور جان دارك : "إذا كان شيءٌ ما قادر على إحباطها، فحالة فرنسا كانت كفيلةً بذلك". اندلعت حرب المئة عام 1337 نتيجةً لمطالبة الإنجليز بحق العرش الفرنسي وتخللتها فترات متقطعة من السلام النسبي. شهدت الأراضي الفرنسية وقوع جميع معارك الحرب عليها تقريباً، وأدّى استخدام الجيش الإنجليزي لتكتيكات اعتمدت على ما عُرف فيما بعد باسم سياسة الأرض المحروقة إلى تدمير الاقتصاد الفرنسي.[9] لم يكن الفرنسيون قد تعافوا بعد من الموت الأسود الذي عصف بهم في القرن السابق في ذلك الحين، كما أن التجار كانوا منعزلين عن الأسواق الخارجية. وفي الوقت الذي ظهرت فيه جان دارك، كان الإنجليز على وشك تحقيق هدفهم المتمثل بالسيطرة على العرش الفرنسي، بينما فشل الجيش الفرنسي في تحقيق أي انتصار كبير لمدة جيل كامل. وعلى حد تعبير دايفرس : "لم تكن مملكة فرنسا في ذلك الحين حتى ظلاً لما كانت عليه في القرن الثالث عشر".[10]

                                                        عانى شارل السادس ملك فرنسا في ذلك الحين من نوبات من الجنون،[11] وكان عاجزاً عن تولي شؤون الحكم في غالب الأحيان. فتصارع لويس دوق أورليان شقيق الملك الصغير مع ابن عمه جون الأول دوق بورغندي على الحصول على حق الوصاية على حكم فرنسا وعلى أطفال العائلة المالكة، وتصاعد هذا الصراع إلى حد توجيه الإتهامات بوجود علاقة غرامية بين لويس دوق أورليان وزوجة الملك المريض شارل السادس، بالإضافة إلى الإتهامات بخطف أطفال العائلة المالكة.[12] بلغ الصراع ذروته باغتيال دوق أورليان عام 1407 بأوامر من غريمه جون الأول،[13] ( الملقب بجون الذي لا يخاف).

                                                        استغل هنري الخامس ملك إنجلترا هذه الإضطرابات في غزو فرنسا، وانتصر انتصاراً حاسماً في معركة أجينكور عام 1415، ليتمكن بذلك من السيطرة على العديد من المدن الواقعة في شمال فرنسا.[14] أصبح الملك المستقبلي شارل السابع ولي العهد وهو في الرابعة عشر من عمره بعدما توفي أشقاؤه الأربعة الكبار.[15] كانت أول أعمال شارل الهامة إبرامه لمعاهدة سلام مع دوق بورغندي عام 1419، لكن نهاية هذا العمل كانت كارثية، حيث قام أنصار لويس دوق أورليان باغتيال جون الذي لا يخاف دوق بورغندي خلال لقاء له مع شارل السابع تحت ضمان تقديم شارل الحماية له. ألقى فيليب الثالث دوق بورغندي الجديد اللوم على شارل السابع ودخل في تحالف مع الإنجليز، وغزت القوات المتحالفة مناطق واسعة من فرنسا.[16]

                                                        في عام 1420، وقعت الملكة إيزابو زوجة شارل السادس معاهدة تروا التي منحت حق خلافة العرش الفرنسي لهنري الخامس وورثته بدلاً من ابنها شارل. أعادت هذه الإتفاقية الإشاعات التي تقول بأن الملكة كانت على علاقة غرامية مع لويس دوق أورليان، مما أثار الشكوك حول كون شارل السابع ابناً غير شرعي وليس ابن الملك.[17] توفي هنري الخامس وشارل السادس في غضون شهرين عام 1422، ليصبح هنري السادس -الذي كان ما يزال طفلاً رضيعاً- ملكاً على كل من المملكتين، بينما كان عمه جون دوق بدفورد الوصي على الحكم.[18]

                                                        بحلول عام 1429، كانت جميع الأجزاء الشمالية من فرنسا تقريباً وبعض أجزاء جنوب غرب البلاد واقعةً تحت السيطرة الأجنبية. إذ سيطر الإنجليز على باريس وروان، بينما سيطر البورغنديون على ريمس التي كانت الموقع التقليدي لتتويج ملوك فرنسا. فرض الإنجليز الحصار على أورليان، إحدى المدن القلائل التي استمرت في موالاتها للعرش الفرنسي، كما كانت تمثل موقعاً استراتيجياً هاماً على طول نهر اللوار، وشكلت بذلك العقبة الأخيرة في وجه الهجوم الإنجليزي على ما تبقى من المعاقل الفرنسية. وعلى حد قول أحد مؤرخي العصر الحديث : "كان مصير المملكة الفرنسية معلّقاً بشكل كامل حول مصير أورليان".[19] ولم يكن من المتوقع بتاتاً أن تصمد المدينة طويلاً في وجه الحصار المفروض عليها.[20]
                                                        حياتها
                                                        مكان ميلاد جان دارك هو متحف في الوقت الحاضر.

                                                        جان دارك هي ابنة جاك دارك وإيزابيل روميه.[21] كان والداها يعملان بالفلاحة في قرية صغيرة تُدعى دومريميه الواقعة آنذاك في دوقية بار، أو ما يُعرف حالياً بإقليم فوج في منطقة لورين غرب نهر الميز، في حين كان الجزء الآخر من الدوقية (شرق النهر) تابعاً للإمبراطورية الرومانية المقدسة. سُمّيت قرية دومريميه بعد انضمام دوقية بار إلى منطقة لورين باسم (Domrémy-la-Pucelle) تكريماً لجان دارك.[22] كان لوالدا جان ما يقارب العشرين هكتاراً من الأراضي الزراعية، وكان والدها، بالإضافة إلى عمله بالمزرعة، بمثابة المسؤول عن القرية، يقوم بتحصيل الضرائب ويترأس لجنة الرقابة المحلية.[23] كانت عائلة دارك تعيش في رقعةٍ معزولةٍ في شرقيّ فرنسا، محافظة على ولائها للتاج الفرنسي على الرغم من إحاطة أراضي البورغنديين بها. تعرضت دومريميه لعدة غارات خلال طفولة جان أدّت إحداها إلى إحراق القرية.

                                                        قالت جان دارك أثناء محاكمتها أنّ عمرها كان 19 عاماً، مما يعني أنها ولدت في حوالي عام 1412م. كما قالت أنها رأت أول رؤيا لها عام 1424 عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، حيث رأت عندما كانت وحيدةً في أحد الحقول رئيس الملائكة ميخائيل، وكاترينا الإسكندرانية، والقديسة مارغريت الذين طلبوا منها إجلاء الإنجليز من البلاد وإعادة ولي العهد إلى ريمس من أجل تتويجه ملكاً. وقالت جان دارك بأنها بكت حين غادروا، إذ كانوا غايةً في الجمال.[24]

                                                        عندما بلغت السادسة عشرة من عمرها، طلبت جان دارك من أحد أقربائها -دوران لاسوا- اصطحابها إلى قرية فوكوليغ المجاورة، لتطلب من قائد الحامية الكونت روبر دو بودريكور الإذن لها بالذهاب إلى البلاط الملكي في شينو الواقعة غرب البلاد. كان رد الكونت على طلبها رداً ساخراً، إلا أنه لم يردعها من الهدف الذي جاءت من أجله.[25] عادت جان دارك إلى هناك مرةً أخرى بعد عدة شهور وحصلت على تأييد اثنين من أصحاب المكانة والنفوذ، هما جان دو متز وبرتران دو بولِنجي.[26] شاركت جان دارك نتيجةً لذلك في إحدى الإجتماعات وعادت مشاركتها عليهم بالنفع، حيث تنبأت بحدوث انسحاب عسكري بالقرب من أورليان.[27]
                                                        بزوغها
                                                        1415-1429
                                                        أراضي تحت حكم هنري السادس ملك إنجلترا
                                                        أراضي تحت حكم فيليب الثالث البورغندي
                                                        أراضي تحت حكم شارل السابع ملك فرنسا
                                                        المعارك الرئيسية
                                                        الهجوم الإنجليزي عام 1415 رحلة جان دارك من دومريميه إلى شينو رحلة جان دارك إلى ريمس عام 1429

                                                        منح روبِر دو بودريكور جان دارك فرصة مرافقته لشينو بعد سماعه لخبر تحقق نبوءتها بالانسحاب العسكري. قطعت جان دارك هذه الرحلة عبر أراضي البورغنديين متنكرةً بهيئة رجل.[28] أثارت جان إعجاب شارل السابع فور وصولها الديوان الملكي حيث عقد معها اجتماعاً سريّاً. في ذلك الحين، كانت يولاند الأراغونية -حماة شارل- تموّل بعثة إغاثة إلى أورليان، فطلبت جان دارك السماح لها بالذهاب مع القوات المرسلة على هيئة فارسة، واعتمدت على التبرعات في الحصول على الدروع، والخيل، والسيف وغير ذلك. يفسّر المؤرخ ستيفن ريتشي انجذاب جان للبلاط الملكي بأنهم صوّروها على أنها مصدر الأمل الوحيد لنظام كان على وشك الإنهيار:
                                                        ” بعد سنوات من الهزائم المذلّة المتتالية، أصاب الإحباط كلاً من القيادة العسكرية والمدنية في فرنسا وأفقدها مصداقيتها. وعندما طلب شارل من جان دارك الإستعداد للحرب ووضعها على رأس الجيش، كان خياره مستنداً إلى حقيقة أن كل حل عقلاني قد حُكم عليه بالفشل. ولم يكن لجيش أن يلتفت إلى فتاة فلاحة أميّة تزعم بأن صوتاً من الله يرشدها لقيادة جيش بلادها إلّا إن كان هذا الجيش قد وصل إلى أعلى درجات اليأس. “
                                                        جان دارك على صهوة جوادها. رسمة من مخطوطة تعود لعام 1505.

                                                        قلبت جان الصراع الإنجليزي الفرنسي الطويل حرباً دينيةً فور وصولها.[29] كان مستشارو شارل قلقين من أن تكون جان زنديقة أو مشعوذة مما يعطي الفرصة للأعداء للقول بأن مملكة شارل هي هدية له من الشيطان. وفي سبيل التخلص من هذه الاحتماليّة، أمر شارل بإرسال فرقة تحقيقات ولجنة اختبار لاهوتية من بواتييه للتحقق من أخلاقيّات جان دارك. في أبريل 1429، أعلنت اللجنة المرسلة بأنها: "لا غبار عليها، مسيحية جيدة تمتلك فضائل التواضع والصدق والبساطة"."[29] لم يصدر اللاهوتين أحكامهم بناءً على ادعائها الوحي الإلهي، بل أبلغوا شارل أنه سيكون من الجيّد إضفاء الطبيعة الإلهية على مهمة جان دارك. كان هذا كافياً بالنسبة لشارل، لكنهم أعادوا الكرة إلى ملعبه عندما أخبروه بأنه يجب أن يُخضع جان لاختبار، حيث قالوا: "إن الشك فيها أو التخلي عنها دون دليل على شرّها سيكون نبذاً للروح القدس ولن يستحقوا حينها مساعدة الله".[30] وسيكون اختبار حقيقة ادعاءاتها متمثلاً في رفعها للحصار عن أورليان.

                                                        وصلت جان إلى أورليان في 29 أبريل 1429، لكن جان دو دنوا القائم بمهام رئيس الأسرة الدوقيّة استبعدها في البداية من مجالس الحرب ولم يبلغها عندما اشتبكت قواتهم مع الأعداء.[31] على الرغم من ذلك، لم تمنع هذه الإستبعادات من وجودها في معظم المجالس والمعارك.

                                                        إن مدة القيادة العسكرية الفعلية لجان دارك هي موضع جدل تاريخي. يقول المؤرخون التقليديون -أمثال إدوار بيروي- أنها كانت مجرّد حاملةّ للواء الجيش ترفع من معنويات الجيش بشكل رئيسي.[32] يعتمد هذا القول غالباً على شهادتها في المحكمة عندما قالت بأنها تفضل حمل اللواء على السيف. بينما هناك دراسات حديثة تؤكد على أن قادة الجيش كانوا يكنّون لها الاحترام باعتبارها مخططة ماهرة ومحللة إستراتيجية خبيرة. من الأمثلة على هذه الدراسات ما قاله ريتشي: "لقد قادت الجيش إلى سلسلة من الانتصارات المذهلة التي غيّرت من مجرى الحرب"."[28] وفي الحالتين، يتفق المؤرخون على أن الجيش حقق نجاحاً كبيراً خلال مسيرتها الوجيزة.[33]
                                                        القيادة
                                                        «أريد أن أُعلمكم أنه هنا، وفي غضون ثمانية أيام، طردنا الإنجليز من جميع المناطق الواقعة على اللوار من خلال الهجوم أو غيره من الوسائل، لقد قتلنا منهم ومنهم أخذنا أسرى وتمكنا من إحباطهم. صدّقوا ما سمعتم عن إيرل سافولك، واللورد لابول وشقيقه، واللورد تالبوت، واللورد سكيلز، والسير فاستولف، والعديد من الفرسان والقادة الذين هزمناهم.[34]»
                                                        رسالة جان دارك إلى أهل تورناي، 25 يونيو 1429.

                                                        رفضت جان دارك سياسة الحذر التي تميّزت بها القيادة الفرنسية خلال الحملات السابقة. حيث أنه خلال الشهور الخمسة السابقة لوصولها قام المدافعون عن أورليان بتصعيد حربي واحد فقط وانتهى بنتيجة كارثية عليهم. في الرابع من مايو، هاجم الفرنسيون حصن سان لوب واستولوا عليه، تبعتهم جان في اليوم التالي واستولوا على حصن سان جان لو بلان الذي كان خالياً حين وصولهم. في السادس من مايو، عارضت جان دارك دان دو دنوا خلال مجلس حرب مطالبةً بشن هجوم آخر على العدو. أمر دو دنوا بإغلاق أبواب المدينة لتأمين عدم وقوع معارك أخرى، لكن جان دارك استدعت سكان المدينة وجنودها وأجبرت الرئيس على فتح البوابات. وبمعونة قائد واحد فقط تمكنت جان من الاستيلاء على حصن سان أوغستين. علمت جان في تلك الأمسية أنها قد استُبعدت من أحد مجالس الحرب حيث قرر القادة انتظار وصول التعزيزات قبل القيام بأي تصرف آخر. وبغض النظر عن صدور هذا القرار، أصرت جان على الهجوم على معقل الإنجليز الرئيس الذي يُدعى لي توريل في السابع من مايو.[35] أقرّ المعاصرون لها ببطولتها بعد إصابتها في عنقها بسهم وإكمالها القتال.[36]

                                                        أدّى الانتصار المفاجئ في أورليان إلى العديد من المقترحات لاتخاذ مزيد من الإجراءات الهجومية. وتوقّع الإنجليز محاولةً فرنسية لاستعادة باريس أو هجوماً على نورماندي. في أعقاب الانتصار المفاجئ، أقنعت جان شارل أن يمنحها حق مشاركة قيادة الجيش مع دوق ألونسون جان الثاني، كما حصلت على إذن ملكي للسماح لها بتنفيذ خطتها المتمثلة في استعادة الجسور الواقعة على طول اللوار تمهيداً لاستعادة ريمس وتتويج شارل السابع. كان هذاالإقتراح جريئاً لأن ريمس كانت تبعد ضعف المسافة التي تبعدها باريس تقريباً، كما أنها كانت في عمق أراضي الأعداء.[37]
                                                        دخول جان دارك إلى ريمس.

                                                        استعاد الجيش الفرنسي جارجو في الثاني عشر من يونيو، ثم من سيور لوار بعدها بثلاثة أيام، ثم بوجنسي بعدها بيومين. وافق دوق ألينسون على جميع قرارات جان دارك، كما أُعجب بها القادة الآخرون أمثال جان دو دنوا الذي أُعجب بأدائها في أورليان ليصبح أحد مؤيديها. كما دان لها دوق ألينسون بحياته بعدما أنقذته في جارجو، حيث حذرته من هجوم مدفعي وشيك.[38] وخلال المعركة نفسها صمدت جان أمام ضربة مدفعية موجهة إليها أثناء صعودها على أحد السلالم. وكما كان متوقعاً، وصلت قوة إغاثة إنجليزية إلى المنطقة في الثامن عشر من يونيو بقيادة السير جون فاستولف. هاجمت طلائع الجيش الفرنسي الإنجليز قبل أن ينهي الرماة الإنجليز استعداداتهم الدفاعية، تبع ذلك إلحاق هزيمة ساحقة بالجيش الإنجليزي الذي قُتل وأُسر معظم قادته. تمكّن فاستولف مع فرقة صغيرة من الجنود من الفرار واتخذوه كبش فداء لهزيمة الإنجليز المذلّة، بينما كانت الخسائر الفرنسية محدودةً جداً.[39]
                                                        جان لدى تتويج شارل السابع، بريشة جان أوغست دومينيك آنغر (1854). إحدى اللوحات التي حاول فيها الرسَّامون إظهار المعالم الأنثويَّة في شخصيَّة جان دارك. لاحظ الشعر الطويل والتنورة مثلًا.

                                                        انطلق الجيش الفرنسي إلى ريمس من جيان سيور لوار في التاسع والعشرين من يونيو وقبل الإستسلام المشروط الذي أعلنته ، في الثالث من يوليو، مدينة أوكسير التي كانت تخضع لحكم البورغنديين. كما عادت غيرها من البلدات الواقعة في طريق الجيش إلى الولاء للحكم الفرنسي دون مقاومة.واستسلمت تروا -المدينة التي وقعت فيها معاهدة تروا التي نصّت على حرمان شارل السابع من وراثة الحكم- بعد حصار سلمي دام لأربعة أيام.[40] عانى الجيش من نقص من الغذاء حين وصل إلى تروا، لكنّ الحظ حالفه. كان في تروا راهب يُدعى ريتشارد يتجول في أرجاء المدينة يخبر أهلها بقرب نهاية العالم وأقنع السكان المحليين بزرع الفاصولياء وهو محصول سريع الحصاد، وكانت الفاصولياء قد نضجت في حين وصول الجيش الجائع إلى المدينة.[41]
                                                        «يا أمير بورغندي، إني أصلّي من أجلك، وإني أرجوك وأتوسل إليك بتواضع أن لا تبدأ أي حرب أخرى مع المملكة الفرنسية المقدسة. اسحب أناسِك من مناطق وحصون هذه المملكة المقدسة، وبالنيابة عن ملك فرنسا الكريم أقول لك أنه مستعد لإقامة السلام معك على شرفه.[42]»
                                                        رسالتها إلى فيليب دوق بورغندي، 17 يوليو 1429.

                                                        فتحت ريمس أبوابها للجيش الفرنسي في السادس عشر من يوليو، وتمّ التتويج الملكي في صباح اليوم التالي. وعلى الرغم من حثّ جان دارك ودوق ألينسون على مسيرة سريعة إلى باريس، إلّا أن البلاط الملكي فضّل إقامة هدنة مع فيليب دوق بورغندي. خرق فيليب الهدنة مع الفرنسيين، حيث استخدمها كتكتيك للمماطلة بهدف تعزيز دفاعات باريس.[43] سار الجيش الفرنسي عابراً العديد من البلدات التي قبلت الإستسلام بسلام، بينما خرج دوق بيدفورد بقوة إنجليزية للتصدي للفرنسيين ووقعت بينهما مواجهة في الخامس عشر من أغسطس، تلا ذلك هجوم فرنسي على باريس في الثامن من سبتمبر. وعلى الرغم من إصابة جان بسهم في ساقها، إلّا أنها تمكنت من مواصلة قيادة القوات حتى نهاية القتال في ذلك اليوم. وفي صباح اليوم التالي، تلقّت جان أمراً ملكياً بالانسحاب يإيعاز من جورج دو لا تريموا. يُلقي معظم المؤرخين اللوم على جورج -الذي كان يعمل بمثابة مستشار في البلاط الملكي- بسبب الأخطاء السياسية التي ارتكبها في فترة ما بعد التتويج الملكي.[44] حاصر الجيش الملكي عدّة بلدات أخرى واستولى عليها فيما تبقّى من العام 1429، وفي التاسع والعشرين من ديسمبر، مُنحت جان وعائلتها شرف النبالة.
                                                        الأسر
                                                        البورغنديون يقبضون على جان دارك في كومبيين. لوحة جدارية، البانثيون،باريس.

                                                        عقد الفرنسيون هدنةً مع الإنجليز خلال الأشهر القليلة التي تلت الأحداث السابقة، الأمر الذي أدى إلى التقليل من عمل جان دارك. وفي الثالث والعشرين من مارس 1430، أرسلت جان رسالة تهديد إلى الهوسيين، وهم جماعة اختلفت مع الكنيسة الكاثوليكية في عدد من النقاط العقائدية وتمكنوا من هزيمة عدّة حملات كنسية أرسلت ضدهم. وعدت جان في رسالتها بالتخلص من جنونهم وخزعبلاتهم الفاسدة، واعدةً إياهم بالتخلص إمّا من هرطقتهم أو من حياتهم.[45] انتهت الهدنة بين الإنجليز والفرنسيين سريعاً، ورحلت جان إلى كومبيين في مايو للمساعدة في الدفاع عن المدينة في وجه الحصار الإنجليزي البورغندي المشترك. أدى وقوع اشتباك بين الطرفين في الثالث والعشرين من مايو إلى وقوعها في الأسر بعدما حاولت قواتها الهجوم على أحد معسكرات البورغنديين.[46] حيث كانت جان قد أمرت بتراجع قواتها إلى الحصون المجاورة في كومبيين بعد وصول قوة إضافية بلغ عددها 6,000 إلى البورغنديين.[46] تمكّن البورغنديون من الإحاطة بالحرس الخلفي الفرنسي، وأسُقطت جان دارك من فرسها بوساطة أحد الرماة، وتمكنوا من القبض عليها على الرغم من رفضها الإستسلام في البداية.[47]

                                                        كان من المعتاد أن تقوم أسرة الأسير بتقديم فدية مقابل تحريره، لكن جان دارك كانت ظرفاً استثنائياً. ويُدين العديد من المؤرخين شارل السابع لعدم تدخله. حاولت جان الهرب عدّة مرات، قفزت في إحدى هذه المحاولات من برج يبلغ ارتفاعه 21 متراً، ليتم نقلها إلى مدينة أراس البورغندية.[48] تمكّنت الحكومة الإنجليزية بعد المفاوضات من شرائها من فيليب دوق بورغندي. لعب الأسقف بيير كوشون دوراً بارزاً في هذه المفاوضات بالإضافة إلى دوره في محاكمتها لاحقاً.[49]
                                                        المحاكمة
                                                        المكان الذي حُجزت فيه جان دارك أثناء محاكمتها. أصبح يُعرف بعد ذلك ببرج جان دارك.

                                                        كانت محاكمة جان دارك بتهمة الهرطقة محاكمةً ذات دوافع سياسية. حيث ادّعى دوق بيدفورد أحقيته بالعرش الفرنسي بالنيابة عن ابن أخيه هنري السادس، في حين كانت جان دارك الشخص المسؤول عن تتويج غريمه شارل السابع، وبالتالي فإن إدانة جان دارك ما هي إلا محاولة للنيل من شرعية الملك الفرنسي. بدأت الإجراءات القانونية في التاسع من يناير 1431 في روان مقر حكومة الإحتلال الإنجليزي.[50]
                                                        جان دارك يستجوبها الكاردينال وينتشتر في زنزانتها. بريشة هيبوليت ديلاروش، 1824، متحف الفنون الجميلة، روان، فرنسا.

                                                        كانت محاكمة جان دارك غير نظامية للعديد من الأسباب: بموجب القانون الكنسي، لم يكن للأسقف بيير كوشون سلطة للحكم في القضية.[51] خصوصاً وأنه نال منصبه بفضل دعم حزبه السياسي للحكومة الإنجليزية التي موّلت المحاكمة. كما أن كاتب العدل نيكولاس بايلي كُلّف بجمع الأدلة لإدلاء شهادة ضد جان دارك، إلّا أنه لم يجد أي دليل.[52] وبدون هذه الأسباب افتقرت المحكمة لأسباب بدء المحاكمة. لكن المحكمة افتُتحت على الرغم من ذلك، بل وانتهكت القانون الكنسي بإنكارها حق جان بالحصول على مستشار قانوني. وعند افتتاح أول محاكمة عامّة، اشتكت جان من أن جميع الحاضرين كانوا شخصيات حزبية مناهضة لها، وطلبت دعوة رجال الكنيسة من الجانب الفرنسي.[53]

                                                        بيّن سجل محاكمت جان دارك ذكاءً ودقةً ملحوظة اتصفت بهما، ولعل أشهر ما يدل على ذلك سؤالاً وجّه لها كان "هل تعرفين إذا ما كنتِ بنعمة من الله؟" وكانت إجابتها: "إذا لم أكن، فلعلّ الله يضعني هناك. وإذا كنت، فلعلّ الله يحفظني".[54] كان هذا السؤال فخاً فاشلاً من علماء الدين، حيث أن عقيدة الكنيسة تقول أنه لا يوجد أحد يعلم يقيناً إذا ما كان بنعمة من الله. فإن أجابت جان بنعم تكون قد أدانت نفسها بتهمة الهرطقة، وإن أجابت بلا تكون قد اعترفت بذنبها. قال كاتب العدل الذي كان متواجداً حينها أنه في اللحظة التي استمعت فيها المحكمة إلى هذا الرد "شعر الذين كانوا يستجوبونها بالذهول".[55] وفي القرن العشرين، أُعجب جورج برنارد شو بهذا الحوار لدرجة أن أقساماً من مسرحية "القديسة جان" كانت ترجمة حرفية لسجل المحاكمة.[56]

                                                        شهد العديد من موظفي المحكمة فيما بعد أنه تم تغيير أجزاء كبيرة من المحضر ازدراءً لجان دارك. وعمل العديد من رجال الدين في هذه المحكمة مُكرهين ومنهم المحقق ذاته، كما أن بعضهم تلقّى تهديدات بالقتل من الإنجليز. كان من المفترض أن توضع جان في سجن الكنيسة تحت إشراف حارسات (أي راهبات) وذلك وفقاً لمبادئ التحقيق المعمول بها. بدلاً من ذلك، وضعها الإنجليز في سجن غير ديني بحراسة جنود يعملون فيه. كما ورفض الأسقف كوشون نداءات جان للبابا، التي كانت كفيلةً بإيقاف الإجراءات القانونية.[57]

                                                        كانت بُنود الاتِّهام الاثنا عشر المُلخِّصة ما توصَّلت إليه المحكمة تتناقضُ مع السجلَّات المحفوظة المُتلاعب بها أصلًا.[58] فقد وقَّعت المُتَّهمة الأُميَّة على وثيقة تبرُّؤ لم تفهم مغزاها تحت ضغط وتهديد الإعدام الفوري. ثُمَّ قامت المحكمة باستبدال تلك الوثيقة الأصليَّة بأُخرى مُزوَّرة.[59]
                                                        الإعدام
                                                        جان دارك وقت إعدامها على العمود، بريشة هرمان ستيلك (1843).[60]
                                                        تمثال لِجان دارك على مقرِبةٍ من موقع إعدامها، من صنع مكسيم ريال ديل سالتيه، 1928.[61]

                                                        كانت الهرطقة في ذلك الزمن جريمةً يُعاقب عليها بالإعدام فقط إن أصرَّ المُتهم عليها وكررها أكثر من مرَّة. وافقت جان دارك على ارتداء ملابس نسائيَّة بعد أن تمَّت تبرأتها، وبعد بضعة أيَّام أخبرت أحد أعضاء المحكمة أنَّ "لوردًا إنجليزيًّا كبيرًا دخل عليها في زنزانتها وحاول الاعتداء عليها واغتصابها".[62] فعادت إلى ارتداء الملابس الرجاليَّة كي تحول دون انتهاك حرمة جسدها، ويُشيرُ البعض إلى أنَّها ارتدت ملابس الرِّجال مُجددًا خلال شهادة جان ماسيو لأنَّ ثوبها سُرق منها ولم يكن لديها ما ترتديه.[63] أشار رجالُ الدين الفُقهاء خلال المُحاكمة أنَّ سلامة المُتهمة كانت تقتضي أن تتنكَّر بملابس غُلامٍ أو وصيفٍ لفارس كي تعبر أراضي العدو بأمان، وأنَّ نفس المبدأ يُجيزُ لها ارتداء الدرع خلال المعارك. تُشيرُ مجموعة سجلَّات العذراء (بالفرنسية: Chronique de la Pucelle) أنَّ ارتدائها الدرع برره الكهنة وجعلوه مشروعًا في حالتها لأنه كان سيدفع عنها مُحاولات التحرّش من الجنود طيلة فترة العسكرة في أرض المعركة. وأشار رجالُ الدين الذين أدلوا بشهادتهم بعد إعادة المُحاكمة التي تمَّت بعد إعدام جان دارك، أنَّ الأخيرة فعلًا استمرَّت ترتدي ملابسًا رجاليَّة طيلة فترة سجنها خوفًا من أن يعتدي عليها أحد الحُرَّاس بالاغتصاب، أو أن يتحرَّش بها على الأقل.[64] فقد أُشير إلى أنَّ ارتدائها هذه الملابس من شأنه أن يدفع أي شخص يُفكّرُ بالاعتداء عليها، فإمَّا أن يُخطئها ويعتقدها رجل، أو ينفر منها بسبب مظهرها غير المألوف.[65]

                                                        ذكرت جان دارك وقائع الأحداث التي خاضتها كاملةً إلى مبعوثي بواتييه عندما أتوها يستفسرون عن الأمر، وعلى الرُغم من أنَّ الوثائق الخاصَّة التي دوَّنها رجالُ الدين البواتييون اندثرت جميعها، غير أنَّ بعض المؤرخين يُشيرُ إلى أنَّ بعض الوقائع تُفيد بموافقة هؤلاء على مُمارسات جان دارك، وبتعبير مُبسَّط يقول هؤلاء: أنَّها كانت تقوم بدورٍ ينبغي على رجلٍ أن يقوم به، لذا كان من المُلائم لها أن ترتدي ما يتلائمُ مع هذا الدور.[66] أيضًا فقد حافظت على شعرها قصيرًا طيلة معاركها وطيلة فترة بقائها في السجن. وكان بعض مؤيديها، مثل العلَّامة الكاهن جان جيرسون يُدافع عن قصَّة شعرها الذكوريَّة، وكذلك فعل المُحقق بريهال خلال إعادة المُحاكمة.[67] على الرُغم من ذلك، أُدينت جان دارك بتُهمة الهرطقة خلال المُحاكمة سنة 1431م، وحُكم عليها بالإعدام.

                                                        وصف شهودٌ عيان إعدام جان دارك حرقًا بالنَّار يوم 30 مايو 1431م، فأُشير إلى أنَّها رُبطت بعمودٍ طويل في السوق القديم بمدينة روان، وقبل إضرام النار فيها طلبت من كاهنين هُما: الأب مارتن لادفينو والأب إيسمبارت دي لا بيير أن ينصبا صليبًا مُقابلها. كما قام جُندي إنجليزي بصنع صليبٍ صغير وضعته قرب ثوبها. وبعد موتها، قام الجنود الإنجليز بإزالة الحطب المُتفحِّم ليكشفوا جسدها المُتفحِّم كي لا يقول أحد العامَّة أنها هربت بمُعجزة دون أن يُصيبها ضرر، ثُمَّ أُحرقت الجُثَّة مرَّتين حتى استحالت رمادًا، في سبيل منع الناس من الاحتفاظ بأيِّ أثرٍ من الفتاة يتخذونه للتبرُّك. ثمَّ قام الإنجليز برمي الرَّماد في نهر السين من على الجسر الوحيد المُسمّى "ماتيلدا".[68] أشار الجلَّاد جيفري ثريدج في وقتٍ لاحق أنَّه خاف خوفًا عظيمًا من أن يلعنه الله بعد فعلته هذه.[69]
                                                        فترة ما بعد وفاتها

                                                        استمرت حرب المئة عام 22 عاماً بعد وفاة جان دارك، نجح خلالها شارل السابع في المحافظة على شرعية ملكه لفرنسا على الرغم من التتويج الذي أُقيم لغريمه هنري السادس في ديسمبر 1431 والذي صادف بلوغ الملك الإنجليزي سن العاشرة. خسرت إنجلترا تحالفها مع البورغنديين بموجب معاهدة أراس عام 1435 قبل أن تتمكن من إعادة بناء قوتها العسكرية التي خسرتها عام 1429. بالإضافة إلى ذلك، توفي دوق بيدفورد الوصي على العرش في سبتمبر من العام ذاته ليصبح بذلك هنري السادس أصغر ملك إنجليزي يحكم بلا وصي، وكانت قيادته الضعيفة أحد أهم العوامل التي أنهت الصراع. أثر استخدام جان دارك المكثف للمدفعيات وأسلوب المجابهة وجهاً لوجه على التكتيكات الفرنسية لبقية الحرب على حد تعبير المؤرخة كيلي دايفرس.[70]

                                                        في عام 1452، وخلال التحقيق في قضية إعدامها، أعلنت الكنيسة أن مسرحية دينية ستُقام على شرفها في أورليان وسيكون من شأنها منح الغفران للحضور من خلال جعل هذا الحدث موقعاً للحج.
                                                        إعادة المحاكمة

                                                        فُتحت ملفات محاكمة جان دارك مرةً أخرى بعد أن وضعت الحرب أوزارها. أذن البابا كاليستوس الثالث ببدء هذه الإجراءات -التي عُرفت باسم "بطلان المحاكمة"- بناءً على طلب المحقق العام جان بريال وإيزابيل روميه والدة جان دارك. كان الهدف من إعادة المحاكمة هو التحقيق في ما إذا كانت قد تمّت بشكل عادل ووفقاً للقانون الكنسي. بدأ بريال بالتحقيق عام 1452، وتمّ استئنافه رسمياً في نوفمبر 1455. شملت التحقيقات المستأنفة رجال دين من جميع أنحاء أوروبا واتّبعت الإجراءات القضائية المعمول بها في المحاكم، وقام فريق من اللاهوتيين بتحليل شهادة 115 شاهد. أعلن بريال ملخص ما توصل إليه في يونيو 1456، وهو اعتبار جان دارك شهيدة وكذلك ضلوع الأسقف الراحل بيير كوشون بالهرطقة بسبب إدانته لإمرأة بريئة في سعيه لتحقيق ثأره. وكان السبب الفعلي لإعدامها هو ما يتعلق بقانون اللباس في الكتاب المقدس.[71][72]
                                                        التقديس

                                                        أصبحت جان دارك رمزاً للرابطة الكاثوليكية في فرنسا خلال القرن السادس عشر. وعندما أصبح فيليكس دوبانلوف أسقف أورليان عام 1849، قام بإغداق المديح على جان دارك مما جذب انتباه كلٍ من إنجلترا وفرنسا على حدٍ سواء، كما قام بجهودٍ توّجت بتطويب جان دارك عام 1909. ثمّ أعلن البابا بندكت الخامس عشر جان قديسةً في 16 مايو 1920، لتصبح واحدة من أكثر القديسين شهرةً في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.[73]
                                                        الإرث
                                                        توقيع يحمل اسم جان.

                                                        باتت جان دارك شخصيةً شبه أسطورية لأربعة قرون بعد وفاتها. كان المصدر الوحيد للمعلومات المتعلقة بها مستسقاً من سجلات تاريخ السيَر. كما ظهرت خمس مخطوطات أصليّة لمحاكمة إدانتها في أرشيفات قديمة خلال القرن التاسع عشر. كما وجد المؤرخون سجلات إعادة المحاكمة كاملةً، احتوت على شهادات مأخوذة من 115 شاهد، بالإضافة إلى المدونات الفرنسية الأصلية المتعلقة بمحضر محكمة الإدانة المخطوط باللاتينية. ظهرت بالإضافة إلى ما سبق العديد من الوثائق المعاصرة الأخرى ثلاثة منها يحملون توقيع جان (Jehanne) بخط يدل على عدم إلمام كاتبه بالكتابة.[74] هذا الغنى غير العادي من المصادر الأوليّة هو أحد أسباب قول المؤرخة دايفرس الذي معناه: "لم يكن هناك موضوع دراسة لأي شخص عاش في العصور الوسطى سواءً كان ذكراً أو أنثى كما كان لجان دارك".[75]

                                                        جاءت جان دارك من قرية مجهولة وبرزت على الساحة عندما كانت في سن المراهقة كفلاحة غير متعلمة. وبينما برر الملوك الفرنسيون والإنجليز الحرب الجارية بتأويلاتهم للقانون السالي ذا الألف عام، إلا أن الصراع في الحقيقة كان يتمحور حول الوراثة بين الملوك. وقالت جان بخصوص هذا الشأن ما معناه: "أليس من الواجب أن يكون ملكنا من مملكتنا، أم هل يجدر بنا أن نكون إنجليزاً؟".[26] وعلى حد تعبير ستيفن ريتشي: "فقد حولت جان دارك ما كان مجرّد شجار بين الأسر الحاكمة لم يسبّب للناس سوى المعاناة إلى حرب ذات شغف شعبي بالتحرر الوطني."[76] كما يقول ريتشي:[28]

                                                        جان دارك تحدث الناس الذين عاشوا على مدار الخمسة قرون التي تلت وفاتها عن جان واصفين إياها بكل شيء: متعصبة للشيطان، روحانية متصوفة، ساذجة وأداة استُخدمت بشكل مأساوي، رمز الوطنية الشعبية الحديثة، بطلة معشوقة، قديسة. أصرت جان دارك بالرغم من تهديدها بالتعذيب ومواجهتها للموت حرقاً على أنها كانت تسترشد بأصوات من الله. وسواءً كان ذلك صحيحاً أم لا، تُجبر إنجازاتها أي شخص يعرف قصتها بأن يهز رأسه في دهشة وعجب.

                                                        جان دارك
                                                        تمثالٌ من الذهب لِجان دارك في قصر الأهرام بباريس، من تصميم عمانوئيل فريميه.

                                                        لطالما كانت نظرة النساء إلى جان دارك نظرة إيجابية باعتبارها مثالاً للمرأة الشجاعة وذلك منذ زمن كريستين دي بيزان وحتى الوقت الحاضر.[77] قدمت النساء في حياة جان بعضاً من أهم المساعدات التي قُدمت لها، فوالدة شارل السابع -يولاندا الأراغونية- أكدت على عذرية جان وكانت هي من موّل رحلتها إلى أورليان. كما أن جان عمة كونت لوكسمبورغ كانت المرأة التي وضعت جان دارك بعهدتها بعد أسرها في كومبيين، كما ساعدت في تخفيف الأوضاع التي واجهتها جان دارك أثناء الأسر، بالإضافة إلى كونها سبب في تأخير عملية بيع جان دارك للإنجليز. وأخيراً آن دوقة بيدفورد وزوجة الوصي على العرش الإنجليزي، التي أعلنت عذرية جان خلال التحقيقات التي سبقت محاكمتها،[78] مما كان سبباً بطريقة أو بأخرى في عدم اتهام المحكمة لجان دارك بممارسة السحر. كل هذا كان جزءاً من الأساس الذي انطلق منه تقديس جان دارك والدفاع عنها.

                                                        باتت جان دارك رمزاً سياسياً في فرنسا منذ عهد نابليون بونابرت. وبينما ركّز الليبراليون على أصولها المتواضعة، كان تركيز المحافظين الأوائل على دعمها للنظام الملكي، بينما شدّد المحافظون فيما بعد على القومية التي اتصفت بها الفتاة الفرنسية. استخدمت كل من حكومة فيشي والمقاومة الفرنسية جان دارك في شعاراتها خلال الحرب العالمية الثانية. ففي حين اعتمدت دعاية حكومة فيشي على التذكير بحملتها ضد الإنجليز من خلال ملصقات تُظهر الطائرات الحربية البريطانية تقصف روان لإظهار العواقب المشؤومة التي يحملها الإنجليز للفرنسيين الذين "دائماً ما يعودون إلى مسرح جرائمهم"، إلا أن المقاومة شددت على محاربتها للمحتل الأجنبي أياً كان، كما شددت على جذورها التي تعود إلى لورين التي كانت قد سقطت في قبضة الحكم النازي.
                                                        تمثال لِجان دارك على صهوة حصانها رافعةً سيفها في إشارةٍ للنصر، في ساحة قصر كتيبة الشرف في سان فرانسيسكو.

                                                        سُمّيت ثلاث سفن منفصلة في البحرية الفرنسية باسم جان دارك تيمناً بها، من ضمنها حاملة مروحيات، التي تم التخلص منها في سبتمبر 2010.[79] كما أن ثاني أحد من مايو هو عطلة مدنية في فرنسا تكريماً لجان دارك.[80]

                                                        كان فيليب ألكسندر أول مؤرخ يكتب عن تاريخ جان دارك بالكامل.[81] انصب اهتمام فيليب على جان دارك في الوقت الذي كانت فرنسا لا تزال تكافح من أجل تحديد هويتها الجديدة بعد ما واجهته إبان الثورة الفرنسية والحروب النابليونية. اعتُبرت جان دارك شخصيةً وطنيةً في نظر جميع الفرنسيين باختلاف طبقاتهم وأفكارهم، فكانت رمزاً لأنصار الحكم الملكي لكونها من أشد مؤيدي الملك حينها، كما أنها كانت نموذجاً يُحتذى به بالنسبة للمتطوعين المنحدرين من طبقات اجتماعية دنيا والذين أهدوا النصر لفرنسا الثورية عام 1802 بصفتها شخصية وطنية من عوام الناس. كما أنها كانت شخصيةً شعبيةً بين أفراد الطائفة الكاثوليكية التي مثلت الغالبية الساحقة من المجتمع الفرنسي باعتبارها شهيدةً دينيةً.

                                                        أُلّفت العديد من الأعمال الفنيّة التي تتحدث عن جان دارك منذ وفاتها سواءً كانت أفلاماً أو كتباً أو غير ذلك. ومن أشهر هذه الأعمال مسرحية هنري السادس الجزء الأول لويليام شكسبير، ومسرحية عذراء أورليان لفريدريش شيلر، ومسرحية القديسة جان لجورج برنارد شو، وقصيدة عذراء أورليان لفولتير، وغيرها. كما أن ظهورها في السينما والمسرح والتلفزيون وألعاب الفيديو والموسيقى ما زال متواصلاً حتى يومنا هذا.
                                                        الرؤى
                                                        جان دارك، بريشة يوجين ثيريون (1876)، تُظهرُ الفتاة اليافعة في رؤيا مع رئيس الملائكة ميخائيل. إنَّ اللوحات العائدة لأواخر القرن التاسع عشر مثل هذه غالبًا ما كانت تحملُ إيحائات سياسيَّة بسبب تنازل فرنسا عن بعض الأقاليم لصالح ألمانيا في سنة 1871.

                                                        ظلّ موضوع ادّعاء جان دارك مشاهدتها لرؤى دينيّة موضع اهتمام حتى وقتنا الحاضر. ففي حين أجمع العلماء على صدق إيمانها، حيث أنها قالت بأن القديسة مارغريت، والقديسة كاترينا، والقديس ميخائيل كانوا مصدر الوحي المُنزل عليها، إلّا أن هناك بعض اللبس والغموض فيما يتعلّق بنواحٍ أخرى. يرى بعض الكاثوليك أن رؤياها كانت إلهاماً إلهياً.

                                                        واجه المؤرخون إشكاليةً في تحليل رؤى جان دارك بسبب كون المصدر الرئيسي للحصول على المعلومات حول هذا الموضوع هو محضر محاكمتها الذي تحدت فيه الإجراءات المتبعة فيما يتعلق بيمين الشاهد ورفضت فيه الإجابة على أي سؤال يتعلق بالرؤى. قالت جان دارك بأنها لا تستطيع قبول اليمين بسبب أنها قد أقسمت قبلاً على الحفاظ على سريّة لقاءاتها مع الملك. لا يزال من غير المعروف مدى التلفيقات التي دخلت على سجلات المحكمة التي ما زالت باقية من قِبل الموظفين الفاسدين، أو حتى احتمالية كذب جان دارك في سبيل حماية أسرار بلادها.[82] لا يهتم بعض المؤرخين بحقيقة رؤى جان دارك من عدمها مؤكدين على أن إيمانها فيما قامت به أكثر أهميةً من التساؤلات المطروحة حول مصدر الرؤى التي ادّعت رؤيتها.[83]

                                                        حاول بعض الباحثين في العصر الحديث تفسير رؤى جان دارك من ناحية نفسية أو عصبية. شملت التشخيصات المحتملة الصرع، والصداع النصفي، والسل، والفصام.[84] لكنهم لم يُجمعوا على أي من هذه التشخيصات المحتملة، ولعلّ سبب ذلك يرجع إلى قلّة المعلومات المتاحة عن حياة جان. كما استبعد بعض الخبراء فرضية إصابة جان بالسل وذلك يعود إلى نمط حياة جان وأنشطتها، فمن المستحيل أن تكون مصابةً بمرض بالغ الخطورة كالسل دون أن يؤثر عليها بشكل يمنعها من فعل ما فعلته خلال حياتها.[85] ورداً على النظرية القائلة أن جان عانت من مرض السل البقري نتيجةً لشربها الحليب غير المبستر، قال المؤرخ بيرجين بيرنو إن كان الحليب غير المبستر سينتج فائدة لأمّتنا كما حصل مع جان دارك، فيجدر بالحكومة الفرنسية وقف بسترة الحليب.[86]
                                                        سكان تروا يسلّمون مفاتيح المدينة إلى شارل السابع وجان دارك.

                                                        تناقض حقيقة نَيْل جان تأييد بلاط الملك شارل السابع الفرضيات القائلة بأن جان عانت من أمراض عقلية، حيث أن شارل كان بالتأكيد قادراً على تمييز "الجنون"، خصوصاً بعد معاناة والده -شارل السادس- منه. كان شارل السادس معروفاً شعبياً بلقب "شارل المجنون"، ويُعزى التراجع السياسي والعسكري الذي عانته فرنسا خلال فترة حكمه إلى الفراغ الذي عانته السلطة بسبب سلسلة نوبات الجنون التي تعرض لها الملك الفرنسي، الذي كان يعتقد أنه مصنوع من زجاج. ظهرت حينها مخاوف من أن يُعاني شارل السابع من الجنون كما حصل مع أبيه مما كان عاملاً مساعداً في محاولة حرمان شارل السابع من وراثة الحكم في تروا. ظلّ هذا الاعتقاد مستمراً بحيث أن الذين عاصروا الجيل التالي نسبوا الجنون الذي تعرض إليه هنري السادس ملك إنجلترا عام 1453 إلى عامل الوراثة، إذ أن شارل السادس هو جد هنري السادس من أمه.[87]

                                                        كان بلاط الملك شارل السابع حذراً ومشككاً في الموضوع المتعلق بالصحة النفسية.[88][89] حيث قالوا بأنه لا ينبغي تغيير أي سياسة ولو كانت طفيفة بسبب محادثة مع فتاةٍ فلاحةٍ تعيش في وهم، كما أنه لا ينبغي لنا أن نجعل من أنفسنا محط سخرية في أعين الأمم الأخرى.

                                                        لم تُظهر جان دارك أية أعراض من الأعراض المصاحبة للأمراض النفسية التي تم مناقشتها، مثل الفصام على سبيل المثال. حيث يثبت التاريخ أن جان حافظت على مهاراتها حتى وفاتها، وشهادة محاكمتها التي أظهرت ذكاءً عجيباً من جان خير دليل على ذلك. حيث أن القضاة كانوا ينتقلون من سؤال إلى آخر ومن موضوع إلى غيره للإيقاع بها، لكن وعلى الرغم من ذلك، أجابت جان على أسئلتهم بحكمة تاركةً وراءها ذكرى لا تُنسى.[90] وبسبب ردودها الدقيقة والحكيمة أثناء الاستجواب، اضطرت المحكمة إلى التوقف عن عقد الجلسات العلنية.[55]

                                                        على الرغم من أن المرض العقلي لا يتضمّن بالضرورة الضعف الإدراكي الشديد، إلا أن مختلف الحالات النفسية التي تم طرحها لشرح حالة جان دارك تشتمل على أعراض معينة تُعد معياراً للتشخيص. على سبيل المثال، يقول الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الذي أصدرته الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين أن للفصام آثار جانبية ملحوظة تتمثل في الكلام غير المنظم، السلوك الجامودي أو غير المنظم، عدم القدرة على التعبير جيداً، التسطح العاطفي والوجداني، وانعدام الإرادة، وغيرها.[91] ومن الواضح أن هذه الأعراض لا تظهر بتاتاً في جان دارك.
                                                        انظر أيضًا

                                                        شارل السادس ملك فرنسا
                                                        شارل السابع ملك فرنسا
                                                        هنري الخامس ملك إنجلترا
                                                        ماري الأنجويَّة
                                                        يولاند الأراغونيَّة
                                                        قائمة أشخاص أعدموا حرقا بتهمة الهرطقة
                                                        فيراجو (إمرأة سليطة)

                                                        1 تأسيس مدينة روما التاريخية
                                                        2 الرومان وأصلهم
                                                        3 قيام الإمبراطورية الرومانية
                                                        4 الصراع الروماني القرطاجي
                                                        4.1 انتصارات حنبعل
                                                        4.2 هزيمة حنبعل
                                                        5 عصر التوسع الروماني
                                                        6 الحكم الروماني في مصر والشام
                                                        6.1 الحكم الروماني في مصر
                                                        6.2 الحكم الروماني في الشام
                                                        7 نكبة الدولة الرومانية وانحطاطها
                                                        8 تقسيم الامبراطورية الرومانية
                                                        9 عهد قسطنطين
                                                        10 الحقبة الهوهنشتاوفنية في الإمبراطورية الرومانية المقدسة
                                                        11 العداء العربي الروماني
                                                        12 المراجع
                                                        13 الهوامش
                                                        14 انظر أيضاً
                                                        15 وصلات خارجية

                                                        تأسيس مدينة روما التاريخية

                                                        Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: تاريخ الإمبراطورية الرومانية

                                                        ليس هناك وثائق أو إثباتات تاريخية تحدد مجيء الرومان إلى شبه الجزيرة الإيطالية وتأسيسهم مدينة روما وإنما يعتمد المؤرخون على مجموعة من الأساطير والروايات التي تناقلها الأشخاص الذين درسوا التاريخ القديم على مر العصور. وتؤكد الاكتشافات الأثرية والمستندات التاريخية وقائع تأسيس القرية الصغيرة كان حول النزاع الأول بين الاخوين رومليوس وريموس حول تاسيس مدينة روما والنزاع الثاني القائم بين رية سلفا وابيها ايمليوس حول مصير الطفلين فقامت الأم برمي التوأمين في النهر التيبر ويروى كذلك ان التوامين قد رضعا الذئبة لمدة تزيد عن اسبوع.ثم عثر عليهما راعي كان يرعى بالمنطقة ونقلهما مباشرة إلى زوجته اين قاما بتربيتهما حتى بلغا السن 18 عاما روما نسبة إلى مؤسسها روميلوس ونصب نفسه ملكاً عليها كأول ملك على روما والمناطق المحيطة بها، وأسس بذلك سلسلة من الملوك، بلغ عددهم سبعة حكموا روما. وتشير الروايات إلى أن روميلوس ركز خلال تأسيس الدولة على النواحي العسكرية وقد وضع إستراتيجية تتلخص في الآتي:

                                                        السيطرة على الأراضي المحيطة بروما.
                                                        أرسى القواعد الأولى للشرائع والديانة الرومانية.
                                                        التوسع والسيطرة على الأقاليم القريبة والمجاورة.

                                                        الرومان وأصلهم

                                                        الرومان هم شعب هاجر من شرق أوروبا إلى الجزر الإيطالية ابتداء من 1200 ق.م أي القرن الثاني عشر قبل الميلادي وقاموا بتأسيس مدينة روما القديمة، ثم عمل هذا الشعب على تنظيم وتطوير مؤسساته السياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية وبدأ بالتوسع التدريجي وأسس دولة سيطرت في بادئ الأمر على شبه الجزيرة الإيطالية ثم اتسعت هذه الدولة وسيطرت على معظم العالم القديم وأصبحت حدودها شاسعة امتدت من الجزر البريطانية وشواطئ أوروبا الأطلسية غرباً إلى بلاد ما بين النهرين وساحل بحر قزوين شرقاً ومن وسط أوروبا حتى شمال جبال الألب والى الصحراء الإفريقية الكبرى والبحر الأحمر جنوباً، وبذلك كانت مثالاً على مفهوم الدولة الجامعة ذات الطابع الاستعماري.
                                                        قيام الإمبراطورية الرومانية

                                                        Crystal Clear app kdict.png طالع أيضًا: قائمة أكبر الإمبراطوريات

                                                        خريطة توضح أقصى امتداد للدولة الرومانية وذلك في عهد تراجان

                                                        أسقطت ثورة الشعب الروماني الملك الطاغية طقعينوس واعتبر الرومان عام 509 ق.م مفترقاً أساسياً في حياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأطلقوا عليه اسم عام المجد وكان ذلك بعد سلسلة من الأحداث السياسية والعسكرية التي لا تزال غامضة حتى وقتنا الحاضر، وتوصل الشعب الروماني إلى تنظيم جديد للسلطة في روما، وابتداءً من ذلك التاريخ بدأت العملية الفعلية لبناء الإمبرطورية الرومانية، فعملوا على التوسع الجغرافي حيث وضعوا نصب أعينهم هدفاً أساسيا ينحصر في التوسع الجغرافي باستخدام القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية، ورؤوا بأن هذه الطريقة هي الأفضل لتحقيق طموحات هذه الدولة الفتية، فبدؤوا بحروب شبيهة بالغزوات القبلية المحدودة تستهدف إخضاع العشائر والعائلات المحيطة بروما وكان ذلك خلال مراحل قيام الجمهورية الأولى التي قامت بتأسيس الإمبراطورية الرومانية، ثم بدأت مرحلة قيام الجمهورية الثانية التي شهدت تحول الدولة الصاعدة من قوة لاتينية داخل شبه الجزيرة الإيطالية إلى قوة عسكرية عالمية تتأثر بمايجري وتؤثر على في مركز العالم القديم (حوض البحر الأبيض المتوسط) وفي هذه المرحلة انتهت حروب روما داخل شبه الجزيرة الإيطالية، وبدأت حروب الرومان مع الفينيقيين (القرطاجيين) التي كانت مدينة قرطاجة الكائنة في شمال أفريقيا عاصمة لهم، وقد سميت هذه الحروب بالحروب البونية (Punic Wars).
                                                        الصراع الروماني القرطاجي

                                                        Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: الحروب البونية

                                                        بدأ الصراع الروماني - القرطاجي كصراع تجاري ثم أخذ أبعاداً عسكرية وكان أول احتكاك بين الطرفين عندما احتل الرومان جزيرة صقلية عام 264 ق.م واعتبر القرطاجيون هذا الغزو مساساً مباشراً بمصالحهم الاقتصادية والسياسية، وهذه الواقعة كانت البداية الأولى للحرب بين الرومان والقرطاجيين التي استمرت إلى عام 241 ق.م.

                                                        وفي الحروب البونية خاض الطرفان سلسلة من المعارك البرية والبحرية حسم بعضها وبقي الآخر دون نتائج حاسمة ولكن كان غالبية حسم المعارك للرومان وخصوصاً المعارك البرية أما المعارك البحرية فكانت غالباً نتائجها للقرطاجيين حيث كانت معظم قواتهم بحرية بخلاف الرومان الذين كانت قواتهم برية.

                                                        وقد حقق الرومان أول نصر عندما أخرجوا القرطاجيين من صقلية عام 241 ق.م، ثم تلا ذلك أن تمكن القائد الروماني مختاريوس ماركوس ديغولوس من هزيمة الأسطول القرطاجي عام 256 ق.م وكانت هذه المعركة أول معركة بحرية يخوضها الجيش الروماني، ولكن القرطاجيين لم يستكينوا للرومان وقرر قائدهم في هذه الحقبة من الزمن حنبعل الاستمرار في مدّ رقعة السيطرة القرطاجية على الساحل الإسباني وقد وصلوا إلى مرسليا عاقدين العزم على غزو الأراضي الإيطالية من الجهة الشمالية الغربية. وبدأ القرطاجيون حملتهم الجديدة على الرومان، ومن هنا بدأ ميزان القوى يميل ضد روما فبعد أكثر من عشر سنوات من الحروب المستمرة مع أعداء مختلفين على جميع الاتجاهات لشبه الجزيرة الإيطالية قويت حملة حنبعل المدروسة والمعد لها جيداً وأصبحت مثل رأس الحربة في وجه الطموحات الرومانية، خصوصاً أن هذه الحملة قد ظهرت مع ظهور عدد من الأطراف المعادية للرومان وأصبحت الدولة الرومانية في خوف من التحالفات التي قد تهدد وجود دولتهم.
                                                        انتصارات حنبعل

                                                        تمكن حنبعل من تحقيق سلسلة من الانتصارات للقرطاجيين على الرومان تتمثل في:

                                                        الانتصار على الجيش الروماني في معركة معركة كاناي.
                                                        الاستيلاء على مدينة ساعونتوم حليفة روما.
                                                        قطع نهر تريبيا.

                                                        وقد سبق تلك الفترة تحالف بين الملك المقدوني فيليب الخامس وهانيبال ضد الرومان، وزاد الطينة بلة انفصال سيراكوز في صقلية عن السلطة المركزية في روما ومن هنا أصبحت روما على حافة الهزيمة
                                                        هزيمة حنبعل
                                                        أنقاض مدينة وليلي في المغرب

                                                        تعددت أسباب الهزائم القرطاجية ومنها:

                                                        قدرة القادة الرومان على مواجهة المصاعب بهدوء ورباطة جأش.
                                                        الاستفادة من الدروس العسكرية القتالية المتتابعة بأسرع وقت.
                                                        بقاء معظم حلفاء روما اللاتينيين إلى جانبها في أوقات الأزمات.
                                                        عدم وصول المساعدات والإمدادات إلى قوات هانيبال من قرطاجة.
                                                        كانت الحكومة القرطاجية تعاني من الانقسامات والفساد مما أدى إلى عدم مساندة الحملة الهانيبالية.
                                                        كان القسم الأكبر من جيش (حنبعل) من الخيالة، وكان هذا السلاح فعالاً في العمليات القتالية المتحركة والسريعة، ولكنه غير ملائم لعمليات الحصار واحتلال الأراضي.

                                                        وهذه المواقف والمؤثرات استغلها الرومان فأعادوا تنظيم جيوشهم ونشرها على مختلف الجبهات وقاموا بسلسلة من الحملات التي أدت إلى استعادة كل من مدينتي سيراكوز وكابي، وقرر الرومان فتح جبهة في أسبانيا لمحاصرة قوات هانيبال ومنع التعزيزات من الوصول إليها.

                                                        وقد ألحقت القوات الرومانية هزيمة بالقوات القرطاجية في معركة إيليبا Ilipa في إسبانيا وفي هذه الأثناء تراجع الملك المقدوني فيليب الخامس عن التحالف مع هانيبال فسعى الرومان إلى مصالحته.

                                                        وقد قاد القائد الروماني مختاريوس سيبيو جيشاً قوامه 25 ألف رجل من المشاة المدعمين بالخيالة وقطع به البحر الأبيض المتوسط متجهاً إلى قرطاجة، وأصر القرطاجيون على استدعاء هانيبال من إسبانيا لقيادة الجيوش القرطاجية، والتقى الجيشان في معركة زاما التي هزم فيها القرطاجيون. بعد هذه الهزيمة عقدت معاهدة اتفق فيها الطرفان على أن :

                                                        يدفع القرطاجيون الجزية خمسين عاماً.
                                                        تخفيض سفن القرطاجيين إلى عشر سفن.
                                                        عدم شن أي حرب خارج أفريقيا إلا بموافقة روما.

                                                        كان من نتائج الانتصار الروماني السيطرة الرومانية على الساحل الإسباني الشرقي والجنوبي وتم تقسيم إسبانيا إلى مقاطعتينا تحت سم إسبانيا القريبة وإسبانيا البعيدة.
                                                        عصر التوسع الروماني
                                                        Invasions of the Roman Empire Arabic.png

                                                        إثر الانتهاء من درء الخطر القرطاجي اتجهت أنظار الرومان شرقاً وأصبحوا يفكرون في الاستيلاء على مملكة مقدونيا وبالفعل أعلنوا عليها الحرب وكان لهم أهداف تتمثل في :

                                                        الحد أو القضاء على النفوذ المقدوني في الشرق.
                                                        السيطرة على الجزر الواقعة في شرق حوض البحر الأبيض المتوسط نظراً لأهميتها البالغة على صعيد الملاحة والتجارة.
                                                        الوصول إلى أراضي المملكة السلوقية التي كانت تسيطر على أجزاء من آسيا الصغرى وشمال سوريا.

                                                        شن الرومان سلسلة من المعارك التي انتهت باحتلال كامل للأراضي المقدونية في الشرق وتم السيطرة على بلاد الإغريق اليونان، وبنهاية هذه الحروب أتسعت حدود الجمهورية الرومانية من إسبانيا غرباً إلى السواحل الغربية لآسيا الصغرى شرقاً، بالإضافة إلى الأراضي القرطاجية في شمال أفريقيا، وقسمت هذه الأراضي الشاسعة إلى سبع مقاطعات مرتبطة بالحكومة المركزية في روما.

                                                        وبعد هذه الانتصارات أصبحت الدولة الرومانية دولة عظمى يصعب قهرها وتتحكم بمقدرات العالم القديم الغربي والشرقي، وفي هذه المرحلة بدأ التاريخ الروماني يضج بأسماء القادة والزعماء المنتصرين وتحولوا إلى طبقة حاكمة تؤثر على مجرى الأحداث في روما وخارجها
                                                        الحكم الروماني في مصر والشام
                                                        الحكم الروماني في مصر

                                                        يقول ألفرد بتلر عن الحكم الروماني في مصر:

                                                        الإمبراطورية الرومانية إن حكومة مصر (الرومية) لم يكن لها إلا غرض واحد، وهو أن تبتز الأموال من الرعية لتكون غنيمة للحاكمين، ولم يساورها أن تجعل قصد الحكم توفير الرفاهية للرعية أو ترقية حال الناس والعلو بهم في الحياة أو تهذيب نفوسهم أو إصلاح أمور أرزاقهم، فكان الحكم على ذلك حكم الغرباء لا يعتمد إلا على القوة ولا يحس بشيء من العطف على الشعب المحكوم[6]

                                                        الإمبراطورية الرومانية
                                                        الحكم الروماني في الشام

                                                        Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: سوريا (ولاية رومانية)

                                                        يقول مؤرخ شامي عربي عن الحكم الروماني في الشام:

                                                        الإمبراطورية الرومانية كانت معاملة الروماني للشاميين بادئ بدء عادلة حسنة مع ما كانت عليه ممتلكتهم في داخليتها من المشاغب والمتاعب. ولما شاخت دولتهم انقلبت إلى أتعس ما كانت عليه من الرق والعبودية، ولم تضف رومية بلاد الشام مباشرة ولم يصبح سكانها وطنيين رومانيين، ولا أرضهم أرضاً رومانية، بل ظلوا غرباء ورعايا، وكثيراً ما كانوا يبيعون أبناءهم للرومان ليوفوا ما عليهم من الأموال، ولكم أن تتخيلوا فظاعة ما كان يجري مع أبنائهم من انتهاكٍ للأعراض وغيره، وقد كثرت المظالم والسخرات والرقيق، وبهذه الأيدي عمر الرومان ما عمروا من المعاهد والمصانع في الشام[7]

                                                        الإمبراطورية الرومانية
                                                        نكبة الدولة الرومانية وانحطاطها

                                                        بدأ العد العكسي في حياة الدولة الرومانية اعتباراً من عام 235 م فقد شهد ذلك العام ازدياداً خطيراً في الاضطرابات السياسية والاجتماعية وتصاعدت فيه الهجمات الخارجية وخصوصاً من القبائل الجرمانية وعودة نفوذ الإمبراطورية الفارسية في الشرق التي انتزعت أرمينيا من يد الرومان وسيطرت على أراضي ما بين النهرين وزحف الجيش الفارسي واجتاح إنطاكية وسوريا ولم يستطع الرومان صدّه حتى جاء الإمبراطور ديوكلتيانوس DIOCLETIAN الذي يعتبر مؤسس الإمبراطورية الثالثة وتمكن من إعادة الحكم بحيث يسند إلى أربعة أشخاص يتقاسمون السلطة وهو النظام الذي عرف باسم الحكم الرباعي وقد استمر العمل بهذا النظام حتى عام 305 م ثم تبع ذلك صراع على السلطة استمر طيلة الفترة من 306 إلى 313 م إلى أن جاء إلى العرش الإمبراطور قسطنطين الذي اعتبر حكمه نقطة تحول أساسية في مسار الإمبراطورية الرومانية.
                                                        تقسيم الامبراطورية الرومانية
                                                        إنقسام الإمبراطورية الرومانية عام 450م إلى
                                                        الإمبراطورية البيزنطية (الرومانية الشرقية)
                                                        الإمبراطورية الرومانية الغربية
                                                        ، إضمحلت وإنهارت الأخيرة خلال 80 سنة من هذا الإنقسام

                                                        خلال القرنين الثاني والثالث، حدثت ثلاث أزمات معا هددت بانهيار الإمبراطورية الرومانية : الغزوات الخارجية، والحروب الأهلية الداخلية، وضعف الاقتصاد. وفي غضون ذلك، أصبحت مدينة روما أقل أهمية بوصفها المركز الإداري للامبراطوريه الرومانية. أظهرت أزمة القرن الثالث عيوب النظام المتجانس للحكومة الذي انشأه أوغسطس لإدارة الإمبراطورية الرومانية. أدخل خلفاؤه بعض التعديلات، ولكن الأحداث وضحت أن نظام عالمي جديد موحد أكثر مركزية هو النظام المطلوب.

                                                        بدأ تقسيم الإمبراطورية في أواخر القرن الثالث من قبل ديوكلتيانوس في 286، كانت تهدف إلى السيطرة بكفاءه على الإمبراطورية الرومانية الإمبراطورية الرومانية الغربية (Western Roman Empire) يشير إلى النصف الغربي من الإمبراطورية الرومانية، النصف الآخر من الإمبراطورية الرومانية أصبح يعرف باسم الإمبراطورية الرومانية الشرقية، واليوم تعرف على نطاق واسع باعتبارها الإمبراطورية البيزنطيه

                                                        قسم ثيودوسيوس الأول (يطلق عليه أيضا اسم "العظيم") الإمبراطورية الرومانية لولديه آركاديوس إلى الإمبراطورية الرومانية الشرقية مع عاصمة بلاده في القسطنطينيه وهونوريوس في الإمبراطورية الغربية مع عاصمة بلاده في ميلانو.
                                                        عهد قسطنطين
                                                        الإمبراطور قسطنطين

                                                        خلال الصراع على السلطة شهدت الدولة الرومانية فوضى لم يسبق لها مثيل حيث كان التنافس على زمام الإمبراطورية بين سبعة رجال وهم ماكسيميان وغاليريوس ومكسنتيوس ومكسيمينيوس دايا وليسينيوس وقسطنطين بالإضافة إلى دوميتيوس ألكسندر الذي أعلن انفصاله في أفريقيا، وبدأ الجميع بالانهيار ولم يبق سوى ليسينيوس الذي كان يسيطر على المناطق الشرقية وقسطنطين الذي كان قد قوي وسيطر على المناطق الغربية، وقد توصل الإثنان إلى اتفاق على التعايش والاعتراف لكل من الآخر بسلطته وسيطرته على المناطق التي يحكمها، واستمرت هذه الهدنة حوالي عشر سنوات، وفي عام 324 م وقع صدام بين الرجلين في معركة أدريانويل التي انتصر فيها قسطنطين وبهذا الانتصار قامت قوات قسطنطين بمطاردة قوات ليسينيوس في آسيا الصغرى وتمكن قسطنطين من اعتقال خصمه وإعدامه وأصبح قسطنطين هو الإمبراطور الوحيد في روما.لقد ساهم قسطنطين بتوفير الحرية للمسيحيين في روما بإصداره لمرسوم ميلان الذي وفر للمسيحيين حرية العبادة وقد اتخذ بعض الإجراءات التي تهم الدولة منها:

                                                        إعادة النظام إلى الدولة.
                                                        إدخال الإصلاحات التي رآها ضرورية.
                                                        اعتناقه الديانة المسيحية واعتبارها الديانة الرسمية للدولة الرومانية.
                                                        إنشاء عاصمة جديدة لدولته في منطقة بيزنطيوم على ضفاف البوسفور وسماها nueva roma أي روما الجديدة وقد عرفت فيما بعد باسم القسطنطينية.

                                                        الحقبة الهوهنشتاوفنية في الإمبراطورية الرومانية المقدسة

                                                        هوهنشتاوفن Hohenstaufen أو "هوهينستاوفن" Hehencsteufan أسرة من الأمراء في ألمانيا خلال العصور الوسطى، اعتلت العرش الإمبراطوري بين عامي 1138 و1254 م. وقد استمدت الأسرة اسمها من قلعة عتيقة شُيِّدت في ستاوفن بجنوبي ألمانيا في القرن الحادي عشر الميلادي.ففي عام 1138 م اعتلى أحد أفراد أسرة هوهينستاوفن عرش ألمانيا، وهو كونراد الثالث، كما كان من حكام آل هوهنشتاوفن أيضاً فريدريك الأول بارباروسا، وهنري السادس، وفريديك الثاني.

                                                        الجدير بالذكر؛ أن الحقبة الهوهنشتاوفنية ارتبطت بالمرحلة الأخيرة من تفت الإقطاع في ألمانيا، وانهيار السيادة الألمانية في إيطاليا. ولو حاولنا أن نستقرئ تاريخ الإمبراطورية الرومانية الآتي من خلال الأحداث، لأدركنا أن الحقبة التاريخية كانت صراعاً بين أباطرة الهوهنشتاوفن والبابوية، أما إذا تخطينا هذه الأحداث إلى خلفياتها البعيدة لبدا لنا الواقع صراعاً بين مفهومين للسيادة الواحدة، أحدهما سياسي والآخر روحي، وكان هذا نتيجة حتمية لمفهوم أكثر عمقاً واتساعاً مما كان يقتتل من اجله هنري الرابع وجريجوري السابع، ذلك أن الطرفين أضحى كل منهما يحمل الإدعاء الكامل بالعالمية.
                                                        العداء العربي الروماني

                                                        بدء العداء العربي الروماني في السنة التاسعة من الهجرة غزوة تبوك بقيادة رسول الإسلام محمد وهرقل من الروم . ولم يقم القتال اساسا. وفي عهد الخليفة ابي بكر الصديق ارسل عمرو بن العاص و وخالد بن الوليد في معركة اليرموك ضد الروم. وفي عهد عمر بن الخطاب فتحت مصر من ايدي الروم بقيادة عمرو بن العاص وفي عهد عثمان بن عفان فتح عبد الله بن سعد بن ابي السرح أفريقية وهزم الروم في سبيطلة وذات الصواري.
                                                        المراجع

                                                        Crystal Clear app kdict.png طالع أيضًا: قائمة أكبر الإمبراطوريات

                                                        رأفت عبد الحميد، الفكر السياسي الأوربي في العصور الوسطى، دار قباء للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، القاهرة 2001.
                                                        محمود سعيد عمران، معالم تاريخ أوروبا في العصور الوسطى، دار النهضة العربية، الطبعة الثانية، بيروت 1986.
                                                        موريس بيشوب، تاريخ أوروبا في العصور الوسطى/ ترجمة علي السيد علي، الطبعة الأولى، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة 2005.
                                                        أشرف صالح محمد سيد، قراءة في تاريخ وحضارة أوروبا العصور الوسطى، ط1، بيروت: شركة الكتاب الإلكتروني العربي،2008.
                                                        فتح العرب لمصر (1996). د. ألفرد بتلر، تعريب: محمد فريد أبو حديد. مكتبة مدبولي: القاهرة
                                                        خطط الشام. محمد كرد علي
                                                        dioxgamingpro
                                                        dioxgamingpro
                                                        a minute ago

                                                        what up?
                                                        WritePreview

                                                        Remember to keep your post friendly and within the Dotabuff Code of Conduct
                                                        « First
                                                        ‹ Prev

                                                        1311
                                                        1312
                                                        1313
                                                        1314
                                                        1315

                                                        English (English)▴

                                                        About
                                                        Jobs
                                                        FAQ
                                                        Support
                                                        Privacy
                                                        Service Status
                                                        Help Translate!
                                                        TrackDota
                                                        Overbuff

                                                        Copyright 2017 Elo Entertainment LLC. Dota 2 is a registered trademark of Valve Corporation.

                                                        dioxgamingpro
                                                          Цей коментар був видалений модератором
                                                          one syllable anglo-saxon

                                                            Dotabuff

                                                            Esports
                                                            Heroes
                                                            Items
                                                            Players
                                                            Matches
                                                            Cosmetics
                                                            Blog
                                                            Forums
                                                            Plus

                                                            what up?

                                                            General Discussion
                                                            General Discussion
                                                            Ayy lmao
                                                            « First
                                                            ‹ Prev

                                                            1311
                                                            1312
                                                            1313
                                                            1314
                                                            1315
                                                            Ayy lmao in General Discussion
                                                            Ken🍭
                                                            Ken🍭
                                                            an hour ago

                                                            This comment was edited 37 minutes ago
                                                            dioxgamingpro
                                                            dioxgamingpro
                                                            an hour ago

                                                            ░░░░░░░░░░░░░░░▄▄▄▄▄▄▄▄░░░░░░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░░░░░▄▄█████████████▄░░░░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░░░▄██████████████████░░░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░▄██████████████▀▀▀░▀██░░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░▄██████▀▀▀▀▀▀░░░░░░░░▀██░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░████████░░░░░░░░░░░░░░▀█░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░████████░░░░░░░░░░░░░░▄█▄░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░████████░░░░░░░░░░▄░░███▀░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░██████░░░░░█▀███▀▀░░░░░░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░███████░░░░░▀▀▀░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░▀█░░▀██░░░░░░░░░░▄░░░░▀░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░░▀▄░░▄▀░░░░░░░░░░░▄████▀░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░░░░░░░░▄░░░░░░░░██▀█▄██░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░░░░░░░▀░░░░░░░░░░░▀▀▀▀▀░▀░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░░▄▄▄███░░░░░░░░░░░░░░░░░█▄░░░░░░░░░
                                                            ▄▄▄█████████▀░░░░░░░░▄▄░░░░▄▄█████▄▄▄░░░
                                                            ████████████░░░░░░░░░░██████████████████
                                                            █████████████░░░▀░░░░░▄█████████████████
                                                            ██████████████░░░▄█▀▀█▀▀████████████████
                                                            arin
                                                            arin
                                                            an hour ago

                                                            arin
                                                            arin
                                                            an hour ago

                                                            Dafuq

                                                            damn i saw that person in your profile pic like 20 times but i still can't remember her name
                                                            while i'm at it i've never figured out wherher she's a guy or not

                                                            This comment was edited an hour ago
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            44 minutes ago

                                                            Dio's dream girl:
                                                            dioxgamingpro
                                                            dioxgamingpro
                                                            44 minutes ago

                                                            ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒
                                                            ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒
                                                            ▒▒ ██ ██ ██ ██ ██ ██ ▒▒
                                                            ▒▒ ██ ░░ ▀▄ ▀▄ ░░ ██ ▒▒
                                                            ▒▒ ██ ▒▒ ░░ ░░ ▒▒ ██ ▒▒
                                                            ▒▒ ▒▒ ██ ██ ██ ██ ▒▒ ▒▒
                                                            ▒▒ ▄▀ ██ ░░ ░░ ██ ▀▄ ▒▒
                                                            ▒▒ ▒▒ ██ ██ ██ ██ ▒▒ ▒▒
                                                            ▓▓ ▓▓ ▀▄ ▓▓ ▓▓ ▀▄ ▓▓ ▓▓
                                                            ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓ ▓▓
                                                            ▓▓ ▓▓ ░░ ░░ ▓▓ ░░ ░░ ▓▓
                                                            ▓▓ ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓
                                                            ▓▓ ▓▓ ░░ ░░ ▓▓ ░░ ░░ ▓▓
                                                            ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓ ▓▓
                                                            ▓▓ ▓▓ ░░ ░░ ▓▓ ░░ ░░ ▓▓
                                                            ▓▓ ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓
                                                            ▓▓ ▓▓ ▓▓ ▓▓ ▓▓ ▓▓ ▓▓ ▓▓
                                                            ──────────────████──████────────────
                                                            ────────────██░░▒▒██░░▒▒██──────────
                                                            ──────────██░░────────▒▒▓▓██────────
                                                            ──────────██──██──██────▓▓████████──
                                                            ──────────██──██──██──────██░░░░▒▒██
                                                            ──────██████──────────────████▒▒▓▓██
                                                            ────██░░░░░░██──▓▓──────▓▓░░░░██████
                                                            ──██░░────░░░░▓▓░░▓▓▓▓▓▓░░──░░▒▒██░░
                                                            ──████──██░░░░░░▒▒░░──────░░░░▒▒██▒▒
                                                            ██░░░░░░░░░░░░░░▒▒▒▒────────▒▒▓▓██▓▓
                                                            ██░░░░░░░░░░░░▒▒▒▒▓▓────────▒▒▓▓████
                                                            ██▒▒░░░░░░▒▒▒▒▒▒▓▓██░░────░░▓▓▓▓████
                                                            ██▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓████░░░░▓▓▓▓██▒▒██
                                                            ──██▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▓▓▓▓██──░░▓▓▓▓██████──
                                                            ────████▓▓▓▓▓▓▓▓██──░░▒▒▒▒▓▓██▒▒██──
                                                            ────────████████████▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓██────
                                                            ────────██▒▒──▒▒██░░░░▒▒──────██────
                                                            ────████▒▒▒▒▒▒████░░░░██──────██────
                                                            ██████──██████──██░░░░████────██────
                                                            ██░░▒▒██──────████░░░░░░████──██────
                                                            ██──▓▓▒▒████████▒▒░░░░██░░████──────
                                                            ██────▓▓▒▒░░░░██▒▒░░────░░██████────
                                                            ──██░░────▒▒▒▒██▓▓▒▒░░░░░░██████────
                                                            ──██░░░░──────░░██▓▓▒▒░░████░░██────
                                                            ────████████████░░██████▒▒████──────
                                                            ────██▓▓▒▒░░░░██▒▒▒▒██████──────────
                                                            ────██▓▓▒▒░░░░██████░░██████────────
                                                            ──██▓▓▓▓▓▓▒▒──░░██▓▓▒▒░░░░──██──────
                                                            ──██▓▓▓▓▒▒░░░░░░██▓▓▓▓▒▒▒▒░░██──────
                                                            ──████████████████████████████──────
                                                            _____________________________________________▄▄█▀
                                                            _________________________________________▄▄█▓█
                                                            ______________________________▓▓▓___▄▄█▓▓▓█▄▄██████████▄
                                                            ___________________________▓▓░░░▓▓█▓▓▓▓▓██▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓███▄▄
                                                            _________________________▓▓░░░░░░▓▓▓▓▓▓█▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓██▄
                                                            ________________________▓░░░░░░░░▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓█▄
                                                            _______________________▓░░░░░░░░░▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓█▓▓
                                                            ____________________▄█▓░░░░░░░░░░▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓░░▓▄
                                                            _________________▄█▓▓░░░▓░░░░░░░▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓░░░▓▓█
                                                            ______________▄█▓▓▓▓░░▓░░░░░░░░▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓░▓░░░▓▒▒█▄
                                                            ____________▄█▓▓▓▓▓░░▓░░░░░░░░░▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒█████████▒▓▓░░░▓░░▓▒▒▒▒█▄
                                                            __________▄█▓▓▓▓▓▓░░▓░░░░░░░░░▓████████████▓▓▓▓▓▓▓▓█▓▓░░░░▓▓▓▒▒▒▒▒▒█
                                                            ________▄█▓▓▓▓▓▓▓░░▓░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░███▓▓▓▓▓▓██▓░░░░░▓▒▒▒▒▒▒▒█▌
                                                            _______█▓▓▓▓▓▓▓▓░░▓░░░░░░░░░░░▌░░░░░░░░░░░░░░██▓▓▓▓▓▓██░░░▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒█
                                                            ______█▓▓▓▓▓▓▒▓░░░▓░░░░░░░░▄░░▌░░░░░░░░░░░░░░░▓█▓▓▓▓▓▓▓█░▓██▒▒▒▒▒▒▒▒█
                                                            _____█▓▓▓▓▓▓▒▒▓░░░▓░░░░░░░░▐░░▀▄▄░░░░░░░░░░░░▓░░█▓▓▓▓▓▓█▓▒▒▒███▒▒▒▒▒█
                                                            ____█▓▓▓▓▓▓▒▒▒▓░░░▓░░░░░░▄░░▀▄▄▌_▀█▄░░░░░░░░░░▓█▓▓▓▓▓▓▓█▒▒▒▓▓▓▓██▒▒▒█
                                                            __██▓▓▓▒▓▒▒▒▒▓░░░░░░░░░░░▀▄▄▄▌______▀█▄░░░░░░██▓▓▓▓▓▓▓█▓▒▓▓▓▓▓▓▓▓█▒▒█▌
                                                            _██▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▓░░░░░░░░░░░░░░▐________▓▓█▄░░░░█▓▓▓▓▓▓▓█░░▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓█▒▒█
                                                            _██▓▓▓▒▒▒▒▒▒▓▓░░░░░░░░░░░░░░▌_______▓▓▓██▄░░█▓▓▓▓▓███░░░▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓█▒█
                                                            _█▒█▓▓▒▒▒▒▒▒▓▓░░░░░░░░░░░░░░▌______▓▓▓███_▀▄░█▓▓▓▓█░░░░░▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▒██
                                                            █▒▒█▓▓▒▒▒▒▒▓▓▓░░░░░░░░░░░░▄▀▌_____▓▓████▌__▀▄░███▓▓██░░░▓▓▓▓▓▒▒▒▓▓▒▒▒█
                                                            █▒▒▒█▓▒▒▒▒▒▓▓░▓░░░░░░░░░░▀░▄▀▄____▓▓████▄___▀▄░▄▓██░░░░░▓▄▓▒▒▒▒▒▓▒▒▒▒█
                                                            █▒▒▒▒█▒▒▒▒▒▓▓░░░░░░░░░░░░░▀░▄▀▄___▓▓███▀▀█▄▄█▀░░█▄▄██▀█▀▒▄▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒█
                                                            _█▓▒▒▒▒█▒▒▒▓▓▓░░░░░░░░░░░░░░▀░░░░░▓▓▓██▄▄███░░░░░▌▓█▌_▐▀▀▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒█
                                                            _█▓▒▒▒▒▒█▒▒▓▓▓░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░██░░░░░▐_▓██▄▓▀▀████▒▒▒▒▒▒█
                                                            _█▓▓▒▒▒▒▒█▓▓▓▓░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░▐▓██_█▓▒▒▒▒▒▒███▀▀▀
                                                            _█▓▓▓▒▒▒▒▒███▓░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░▐▓██▄▓▒▒▒▒▒▒█
                                                            _█▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒████░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░▓▓▓▓▒▒▒▒▓▓█
                                                            _█▒▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒████░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░▓▒▒▓▓█
                                                            __█▒▓▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒██░░░░░░░░░░░░░░░░░░░▓░░░░░▓░░░░▓▒▓▓▓█
                                                            ___█▒▒▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒██░░░░░░░░░░░░░░░░░░▓░░░░░░░░▓▒▒▓▓▓█▌
                                                            ___█▒▒▒▒▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒██░░░░░░░░░░░░░░░░░▓░░░░░▓▓▒▒▓▓▒▓▓█
                                                            ____█▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒█▓▓▓▓▓░░░░░░░░░░░▓▓▓▓▓▓_█▒▒▒▒▒▓▓▓█
                                                            _____█▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▒▒▓▓▓▓▓▒▒█______▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓__________▀█▒▒▒▒▓▓▓█
                                                            ______█▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▓▓▓▓▒█______________________________▀█▒▒▒▓▓▓█
                                                            _______▀█▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓█_______________________________█▒▒▒▓▓█
                                                            _________▀▀█▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▓▓█_______________________________█▒▒▓▓█
                                                            _____________▀█▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▓█_____________________________█▒▒▓█▀
                                                            _______________▀▀▀█▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓█____________________________█▒▓█▀
                                                            ____________________▀▀▀████▒▒▒▒▒▒▒▓█__________________________▄██▀▀
                                                            ________________________█▓▓▓██████▒▒█
                                                            _________________________█▓▓▓▓▓▒▒▒███
                                                            _________________________█▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒█
                                                            _________________________█▓▓▓▒▓▒▒▒▒█
                                                            ________________________█▓▓▓▒▒▒▒▒▒█
                                                            _______________________█▓▓▒▒▒▒▒▒█▀
                                                            ____________________▄█▓▓▒▒▒▒▒█▀
                                                            _______________▄▄▄█▓▓▒▒▒██▀▀
                                                            ____________________▀▀▀▀▀
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            39 minutes ago

                                                            I know, but judging by your streak of posting dominating women, I'm pretty sure you're submissive.
                                                            Ashes seldom quibble.
                                                            Ashes seldom quibble.
                                                            38 minutes ago

                                                            dioxgamingpro
                                                            dioxgamingpro
                                                            38 minutes ago

                                                            This comment was deleted 29 minutes ago
                                                            arin
                                                            arin
                                                            37 minutes ago

                                                            literally what?
                                                            only dominating things i'm posting are my opponents, crushing my godawful teammates

                                                            btw did you print that satsuki poster on your own
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            35 minutes ago

                                                            I got that imported from Japan. Back when I had money, I payed 60 dollars for that poster.

                                                            Respectful figure in Kill la Kill. My ideology and hers line up. Although her last actions in Kill la Kill after the final confrontation seemed to be out of character. That could be me over analyzing things.
                                                            This comment was edited 34 minutes ago
                                                            dioxgamingpro
                                                            dioxgamingpro
                                                            29 minutes ago

                                                            I give up....
                                                            Ken🍭
                                                            Ken🍭
                                                            28 minutes ago

                                                            damn i saw that person in your profile pic like 20 times but i still can't remember her name
                                                            while i'm at it i've never figured out wherher she's a guy or not

                                                            I dont remember where i got this photo lol
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            28 minutes ago

                                                            Well considering you posted, and deleted 3 different things, I'm pretty sure you did give up Dio
                                                            dioxgamingpro
                                                            dioxgamingpro
                                                            24 minutes ago

                                                            trying to draw my pics so they can't block it. :(
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            23 minutes ago

                                                            I have shit taste, but I feel like you have a shittier taste Dio.

                                                            Nothing of value was lost.
                                                            Ashes seldom quibble.
                                                            Ashes seldom quibble.
                                                            19 minutes ago

                                                            You and your crappy females.
                                                            Ashes seldom quibble.
                                                            Ashes seldom quibble.
                                                            18 minutes ago

                                                            Maggots.
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            18 minutes ago

                                                            you and your crappy sergal's
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            16 minutes ago

                                                            Alright I'm done trolling around. Gonna do some videos now.
                                                            what up?
                                                            what up?
                                                            12 minutes ago

                                                            مرحلة الحكم الإمبراطوري لروما في تلك الفترة بـالحكم الاستبدادي، وقد خلف الحكم الإمبراطوري 500 عام من الحكم الجمهوري لروما (510 ق. م - القرن الأول قبل الميلاد) الذي كان قد ضعف بسبب النزاع بين جايوس ماريوس وسولا والحرب الأهلية من يوليوس قيصر ضد بومبي، ليس هناك تاريخ محدد يبين انتقال روما من الجمهورية إلى الإمبراطورية، ولكن يمكن اعتبار بداية الإمبراطورية الرومانية من بداية تعيين يوليوس قيصير دكتاتوراً دائماً لروما سنة 44 ق. م، في المرحلة التي انتصر فيها أوكتافيين وريث يوليوس قيصر في معركة أكتيوم (32 سبتمبر 31 قبل الميلاد)، وكذلك منح مجلس الشيوخ الروماني عبارات التعظيم لأوكتافيين عبارات التعظيم وتلقيبه (أغسطس العظيم) في (16 يونيو 27 ق. م).

                                                            محتويات

                                                            من فرنسا عام 1412،[5] وتوفيت في 30 مايو 1431، وتُعدّ بطلة قومية فرنسية وقديسة في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. ادّعت جان دارك الإلهام الإلهي، وقادت الجيش الفرنسي إلى عدة انتصارات مهمّة خلال حرب المئة عام، ممهدةً بذلك الطريق لتتويج شارل السابع ملكاً على البلاد. قُبض عليها بعد ذلك وأُرسلت إلى الإنجليز مقابل المال، وحوكمت بتهمة "العصيان والزندقة"،[6] ثم أُعدمت حرقاً بتهمة الهرطقة عندما كانت تبلغ 19 عاماً.[7]

                                                            أذن البابا كاليستوس الثالث بعد خمس وعشرين سنة من إعدامها بإعادة النظر في محاكمتها من قِبل لجنة مختصة، التي قضت ببراءتها من التهم التي وُجّهت إليها وأعلنتها بناءً على ذلك شهيدة.[7] تم تطويب جان دارك عام 1909، أعقب ذلك إعلانها قديسة عام 1920. جان دارك هي إحدى القديسين الشفعاء لفرنسا إلى جانب القديس مارتين، ولويس التاسع، وغيرهم. ادّعت جان دارك بأنها رأت الله في رؤيا يأمرها بدعم شارل السابع واستعادة فرنسا من السيطرة الإنجليزية في أواخر حرب المئة عام. بعثها الملك غير المتوّج شارل السابع إلى حصار أورليان، حيث حققت هناك أولى انتصاراتها العسكرية الكبيرة،[8] تبعها عدة انتصارات سريعة أخرى أدّت في نهاية المطاف إلى تتويج شارل السابع في ريمس.

                                                            أنشأ الكتاب والسينيمائيون والملحنون العديد من الأعمال عن جان دارك منذ وفاتها باعتبارها إحدى أكثر الشخصيات شعبيةً، وما زالت تظهر في السينما، والمسرح، والتلفزيون، وألعاب الفيديو إلى يومنا هذا.

                                                            محتويات

                                                            1 خلفية
                                                            2 حياتها
                                                            2.1 بزوغها
                                                            2.2 القيادة
                                                            2.3 الأسر
                                                            2.4 المحاكمة
                                                            2.5 الإعدام
                                                            3 فترة ما بعد وفاتها
                                                            3.1 إعادة المحاكمة
                                                            3.2 التقديس
                                                            4 الإرث
                                                            5 الرؤى
                                                            6 انظر أيضًا
                                                            7 مصادر
                                                            8 المراجع
                                                            9 وصلات خارجية

                                                            خلفية

                                                            تصف المؤرخة كيلي دايفرس الفترة التي سبقت ظهور جان دارك : "إذا كان شيءٌ ما قادر على إحباطها، فحالة فرنسا كانت كفيلةً بذلك". اندلعت حرب المئة عام 1337 نتيجةً لمطالبة الإنجليز بحق العرش الفرنسي وتخللتها فترات متقطعة من السلام النسبي. شهدت الأراضي الفرنسية وقوع جميع معارك الحرب عليها تقريباً، وأدّى استخدام الجيش الإنجليزي لتكتيكات اعتمدت على ما عُرف فيما بعد باسم سياسة الأرض المحروقة إلى تدمير الاقتصاد الفرنسي.[9] لم يكن الفرنسيون قد تعافوا بعد من الموت الأسود الذي عصف بهم في القرن السابق في ذلك الحين، كما أن التجار كانوا منعزلين عن الأسواق الخارجية. وفي الوقت الذي ظهرت فيه جان دارك، كان الإنجليز على وشك تحقيق هدفهم المتمثل بالسيطرة على العرش الفرنسي، بينما فشل الجيش الفرنسي في تحقيق أي انتصار كبير لمدة جيل كامل. وعلى حد تعبير دايفرس : "لم تكن مملكة فرنسا في ذلك الحين حتى ظلاً لما كانت عليه في القرن الثالث عشر".[10]

                                                            عانى شارل السادس ملك فرنسا في ذلك الحين من نوبات من الجنون،[11] وكان عاجزاً عن تولي شؤون الحكم في غالب الأحيان. فتصارع لويس دوق أورليان شقيق الملك الصغير مع ابن عمه جون الأول دوق بورغندي على الحصول على حق الوصاية على حكم فرنسا وعلى أطفال العائلة المالكة، وتصاعد هذا الصراع إلى حد توجيه الإتهامات بوجود علاقة غرامية بين لويس دوق أورليان وزوجة الملك المريض شارل السادس، بالإضافة إلى الإتهامات بخطف أطفال العائلة المالكة.[12] بلغ الصراع ذروته باغتيال دوق أورليان عام 1407 بأوامر من غريمه جون الأول،[13] ( الملقب بجون الذي لا يخاف).

                                                            استغل هنري الخامس ملك إنجلترا هذه الإضطرابات في غزو فرنسا، وانتصر انتصاراً حاسماً في معركة أجينكور عام 1415، ليتمكن بذلك من السيطرة على العديد من المدن الواقعة في شمال فرنسا.[14] أصبح الملك المستقبلي شارل السابع ولي العهد وهو في الرابعة عشر من عمره بعدما توفي أشقاؤه الأربعة الكبار.[15] كانت أول أعمال شارل الهامة إبرامه لمعاهدة سلام مع دوق بورغندي عام 1419، لكن نهاية هذا العمل كانت كارثية، حيث قام أنصار لويس دوق أورليان باغتيال جون الذي لا يخاف دوق بورغندي خلال لقاء له مع شارل السابع تحت ضمان تقديم شارل الحماية له. ألقى فيليب الثالث دوق بورغندي الجديد اللوم على شارل السابع ودخل في تحالف مع الإنجليز، وغزت القوات المتحالفة مناطق واسعة من فرنسا.[16]

                                                            في عام 1420، وقعت الملكة إيزابو زوجة شارل السادس معاهدة تروا التي منحت حق خلافة العرش الفرنسي لهنري الخامس وورثته بدلاً من ابنها شارل. أعادت هذه الإتفاقية الإشاعات التي تقول بأن الملكة كانت على علاقة غرامية مع لويس دوق أورليان، مما أثار الشكوك حول كون شارل السابع ابناً غير شرعي وليس ابن الملك.[17] توفي هنري الخامس وشارل السادس في غضون شهرين عام 1422، ليصبح هنري السادس -الذي كان ما يزال طفلاً رضيعاً- ملكاً على كل من المملكتين، بينما كان عمه جون دوق بدفورد الوصي على الحكم.[18]

                                                            بحلول عام 1429، كانت جميع الأجزاء الشمالية من فرنسا تقريباً وبعض أجزاء جنوب غرب البلاد واقعةً تحت السيطرة الأجنبية. إذ سيطر الإنجليز على باريس وروان، بينما سيطر البورغنديون على ريمس التي كانت الموقع التقليدي لتتويج ملوك فرنسا. فرض الإنجليز الحصار على أورليان، إحدى المدن القلائل التي استمرت في موالاتها للعرش الفرنسي، كما كانت تمثل موقعاً استراتيجياً هاماً على طول نهر اللوار، وشكلت بذلك العقبة الأخيرة في وجه الهجوم الإنجليزي على ما تبقى من المعاقل الفرنسية. وعلى حد قول أحد مؤرخي العصر الحديث : "كان مصير المملكة الفرنسية معلّقاً بشكل كامل حول مصير أورليان".[19] ولم يكن من المتوقع بتاتاً أن تصمد المدينة طويلاً في وجه الحصار المفروض عليها.[20]
                                                            حياتها
                                                            مكان ميلاد جان دارك هو متحف في الوقت الحاضر.

                                                            جان دارك هي ابنة جاك دارك وإيزابيل روميه.[21] كان والداها يعملان بالفلاحة في قرية صغيرة تُدعى دومريميه الواقعة آنذاك في دوقية بار، أو ما يُعرف حالياً بإقليم فوج في منطقة لورين غرب نهر الميز، في حين كان الجزء الآخر من الدوقية (شرق النهر) تابعاً للإمبراطورية الرومانية المقدسة. سُمّيت قرية دومريميه بعد انضمام دوقية بار إلى منطقة لورين باسم (Domrémy-la-Pucelle) تكريماً لجان دارك.[22] كان لوالدا جان ما يقارب العشرين هكتاراً من الأراضي الزراعية، وكان والدها، بالإضافة إلى عمله بالمزرعة، بمثابة المسؤول عن القرية، يقوم بتحصيل الضرائب ويترأس لجنة الرقابة المحلية.[23] كانت عائلة دارك تعيش في رقعةٍ معزولةٍ في شرقيّ فرنسا، محافظة على ولائها للتاج الفرنسي على الرغم من إحاطة أراضي البورغنديين بها. تعرضت دومريميه لعدة غارات خلال طفولة جان أدّت إحداها إلى إحراق القرية.

                                                            قالت جان دارك أثناء محاكمتها أنّ عمرها كان 19 عاماً، مما يعني أنها ولدت في حوالي عام 1412م. كما قالت أنها رأت أول رؤيا لها عام 1424 عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، حيث رأت عندما كانت وحيدةً في أحد الحقول رئيس الملائكة ميخائيل، وكاترينا الإسكندرانية، والقديسة مارغريت الذين طلبوا منها إجلاء الإنجليز من البلاد وإعادة ولي العهد إلى ريمس من أجل تتويجه ملكاً. وقالت جان دارك بأنها بكت حين غادروا، إذ كانوا غايةً في الجمال.[24]

                                                            عندما بلغت السادسة عشرة من عمرها، طلبت جان دارك من أحد أقربائها -دوران لاسوا- اصطحابها إلى قرية فوكوليغ المجاورة، لتطلب من قائد الحامية الكونت روبر دو بودريكور الإذن لها بالذهاب إلى البلاط الملكي في شينو الواقعة غرب البلاد. كان رد الكونت على طلبها رداً ساخراً، إلا أنه لم يردعها من الهدف الذي جاءت من أجله.[25] عادت جان دارك إلى هناك مرةً أخرى بعد عدة شهور وحصلت على تأييد اثنين من أصحاب المكانة والنفوذ، هما جان دو متز وبرتران دو بولِنجي.[26] شاركت جان دارك نتيجةً لذلك في إحدى الإجتماعات وعادت مشاركتها عليهم بالنفع، حيث تنبأت بحدوث انسحاب عسكري بالقرب من أورليان.[27]
                                                            بزوغها
                                                            1415-1429
                                                            أراضي تحت حكم هنري السادس ملك إنجلترا
                                                            أراضي تحت حكم فيليب الثالث البورغندي
                                                            أراضي تحت حكم شارل السابع ملك فرنسا
                                                            المعارك الرئيسية
                                                            الهجوم الإنجليزي عام 1415 رحلة جان دارك من دومريميه إلى شينو رحلة جان دارك إلى ريمس عام 1429

                                                            منح روبِر دو بودريكور جان دارك فرصة مرافقته لشينو بعد سماعه لخبر تحقق نبوءتها بالانسحاب العسكري. قطعت جان دارك هذه الرحلة عبر أراضي البورغنديين متنكرةً بهيئة رجل.[28] أثارت جان إعجاب شارل السابع فور وصولها الديوان الملكي حيث عقد معها اجتماعاً سريّاً. في ذلك الحين، كانت يولاند الأراغونية -حماة شارل- تموّل بعثة إغاثة إلى أورليان، فطلبت جان دارك السماح لها بالذهاب مع القوات المرسلة على هيئة فارسة، واعتمدت على التبرعات في الحصول على الدروع، والخيل، والسيف وغير ذلك. يفسّر المؤرخ ستيفن ريتشي انجذاب جان للبلاط الملكي بأنهم صوّروها على أنها مصدر الأمل الوحيد لنظام كان على وشك الإنهيار:
                                                            ” بعد سنوات من الهزائم المذلّة المتتالية، أصاب الإحباط كلاً من القيادة العسكرية والمدنية في فرنسا وأفقدها مصداقيتها. وعندما طلب شارل من جان دارك الإستعداد للحرب ووضعها على رأس الجيش، كان خياره مستنداً إلى حقيقة أن كل حل عقلاني قد حُكم عليه بالفشل. ولم يكن لجيش أن يلتفت إلى فتاة فلاحة أميّة تزعم بأن صوتاً من الله يرشدها لقيادة جيش بلادها إلّا إن كان هذا الجيش قد وصل إلى أعلى درجات اليأس. “
                                                            جان دارك على صهوة جوادها. رسمة من مخطوطة تعود لعام 1505.

                                                            قلبت جان الصراع الإنجليزي الفرنسي الطويل حرباً دينيةً فور وصولها.[29] كان مستشارو شارل قلقين من أن تكون جان زنديقة أو مشعوذة مما يعطي الفرصة للأعداء للقول بأن مملكة شارل هي هدية له من الشيطان. وفي سبيل التخلص من هذه الاحتماليّة، أمر شارل بإرسال فرقة تحقيقات ولجنة اختبار لاهوتية من بواتييه للتحقق من أخلاقيّات جان دارك. في أبريل 1429، أعلنت اللجنة المرسلة بأنها: "لا غبار عليها، مسيحية جيدة تمتلك فضائل التواضع والصدق والبساطة"."[29] لم يصدر اللاهوتين أحكامهم بناءً على ادعائها الوحي الإلهي، بل أبلغوا شارل أنه سيكون من الجيّد إضفاء الطبيعة الإلهية على مهمة جان دارك. كان هذا كافياً بالنسبة لشارل، لكنهم أعادوا الكرة إلى ملعبه عندما أخبروه بأنه يجب أن يُخضع جان لاختبار، حيث قالوا: "إن الشك فيها أو التخلي عنها دون دليل على شرّها سيكون نبذاً للروح القدس ولن يستحقوا حينها مساعدة الله".[30] وسيكون اختبار حقيقة ادعاءاتها متمثلاً في رفعها للحصار عن أورليان.

                                                            وصلت جان إلى أورليان في 29 أبريل 1429، لكن جان دو دنوا القائم بمهام رئيس الأسرة الدوقيّة استبعدها في البداية من مجالس الحرب ولم يبلغها عندما اشتبكت قواتهم مع الأعداء.[31] على الرغم من ذلك، لم تمنع هذه الإستبعادات من وجودها في معظم المجالس والمعارك.

                                                            إن مدة القيادة العسكرية الفعلية لجان دارك هي موضع جدل تاريخي. يقول المؤرخون التقليديون -أمثال إدوار بيروي- أنها كانت مجرّد حاملةّ للواء الجيش ترفع من معنويات الجيش بشكل رئيسي.[32] يعتمد هذا القول غالباً على شهادتها في المحكمة عندما قالت بأنها تفضل حمل اللواء على السيف. بينما هناك دراسات حديثة تؤكد على أن قادة الجيش كانوا يكنّون لها الاحترام باعتبارها مخططة ماهرة ومحللة إستراتيجية خبيرة. من الأمثلة على هذه الدراسات ما قاله ريتشي: "لقد قادت الجيش إلى سلسلة من الانتصارات المذهلة التي غيّرت من مجرى الحرب"."[28] وفي الحالتين، يتفق المؤرخون على أن الجيش حقق نجاحاً كبيراً خلال مسيرتها الوجيزة.[33]
                                                            القيادة
                                                            «أريد أن أُعلمكم أنه هنا، وفي غضون ثمانية أيام، طردنا الإنجليز من جميع المناطق الواقعة على اللوار من خلال الهجوم أو غيره من الوسائل، لقد قتلنا منهم ومنهم أخذنا أسرى وتمكنا من إحباطهم. صدّقوا ما سمعتم عن إيرل سافولك، واللورد لابول وشقيقه، واللورد تالبوت، واللورد سكيلز، والسير فاستولف، والعديد من الفرسان والقادة الذين هزمناهم.[34]»
                                                            رسالة جان دارك إلى أهل تورناي، 25 يونيو 1429.

                                                            رفضت جان دارك سياسة الحذر التي تميّزت بها القيادة الفرنسية خلال الحملات السابقة. حيث أنه خلال الشهور الخمسة السابقة لوصولها قام المدافعون عن أورليان بتصعيد حربي واحد فقط وانتهى بنتيجة كارثية عليهم. في الرابع من مايو، هاجم الفرنسيون حصن سان لوب واستولوا عليه، تبعتهم جان في اليوم التالي واستولوا على حصن سان جان لو بلان الذي كان خالياً حين وصولهم. في السادس من مايو، عارضت جان دارك دان دو دنوا خلال مجلس حرب مطالبةً بشن هجوم آخر على العدو. أمر دو دنوا بإغلاق أبواب المدينة لتأمين عدم وقوع معارك أخرى، لكن جان دارك استدعت سكان المدينة وجنودها وأجبرت الرئيس على فتح البوابات. وبمعونة قائد واحد فقط تمكنت جان من الاستيلاء على حصن سان أوغستين. علمت جان في تلك الأمسية أنها قد استُبعدت من أحد مجالس الحرب حيث قرر القادة انتظار وصول التعزيزات قبل القيام بأي تصرف آخر. وبغض النظر عن صدور هذا القرار، أصرت جان على الهجوم على معقل الإنجليز الرئيس الذي يُدعى لي توريل في السابع من مايو.[35] أقرّ المعاصرون لها ببطولتها بعد إصابتها في عنقها بسهم وإكمالها القتال.[36]

                                                            أدّى الانتصار المفاجئ في أورليان إلى العديد من المقترحات لاتخاذ مزيد من الإجراءات الهجومية. وتوقّع الإنجليز محاولةً فرنسية لاستعادة باريس أو هجوماً على نورماندي. في أعقاب الانتصار المفاجئ، أقنعت جان شارل أن يمنحها حق مشاركة قيادة الجيش مع دوق ألونسون جان الثاني، كما حصلت على إذن ملكي للسماح لها بتنفيذ خطتها المتمثلة في استعادة الجسور الواقعة على طول اللوار تمهيداً لاستعادة ريمس وتتويج شارل السابع. كان هذاالإقتراح جريئاً لأن ريمس كانت تبعد ضعف المسافة التي تبعدها باريس تقريباً، كما أنها كانت في عمق أراضي الأعداء.[37]
                                                            دخول جان دارك إلى ريمس.

                                                            استعاد الجيش الفرنسي جارجو في الثاني عشر من يونيو، ثم من سيور لوار بعدها بثلاثة أيام، ثم بوجنسي بعدها بيومين. وافق دوق ألينسون على جميع قرارات جان دارك، كما أُعجب بها القادة الآخرون أمثال جان دو دنوا الذي أُعجب بأدائها في أورليان ليصبح أحد مؤيديها. كما دان لها دوق ألينسون بحياته بعدما أنقذته في جارجو، حيث حذرته من هجوم مدفعي وشيك.[38] وخلال المعركة نفسها صمدت جان أمام ضربة مدفعية موجهة إليها أثناء صعودها على أحد السلالم. وكما كان متوقعاً، وصلت قوة إغاثة إنجليزية إلى المنطقة في الثامن عشر من يونيو بقيادة السير جون فاستولف. هاجمت طلائع الجيش الفرنسي الإنجليز قبل أن ينهي الرماة الإنجليز استعداداتهم الدفاعية، تبع ذلك إلحاق هزيمة ساحقة بالجيش الإنجليزي الذي قُتل وأُسر معظم قادته. تمكّن فاستولف مع فرقة صغيرة من الجنود من الفرار واتخذوه كبش فداء لهزيمة الإنجليز المذلّة، بينما كانت الخسائر الفرنسية محدودةً جداً.[39]
                                                            جان لدى تتويج شارل السابع، بريشة جان أوغست دومينيك آنغر (1854). إحدى اللوحات التي حاول فيها الرسَّامون إظهار المعالم الأنثويَّة في شخصيَّة جان دارك. لاحظ الشعر الطويل والتنورة مثلًا.

                                                            انطلق الجيش الفرنسي إلى ريمس من جيان سيور لوار في التاسع والعشرين من يونيو وقبل الإستسلام المشروط الذي أعلنته ، في الثالث من يوليو، مدينة أوكسير التي كانت تخضع لحكم البورغنديين. كما عادت غيرها من البلدات الواقعة في طريق الجيش إلى الولاء للحكم الفرنسي دون مقاومة.واستسلمت تروا -المدينة التي وقعت فيها معاهدة تروا التي نصّت على حرمان شارل السابع من وراثة الحكم- بعد حصار سلمي دام لأربعة أيام.[40] عانى الجيش من نقص من الغذاء حين وصل إلى تروا، لكنّ الحظ حالفه. كان في تروا راهب يُدعى ريتشارد يتجول في أرجاء المدينة يخبر أهلها بقرب نهاية العالم وأقنع السكان المحليين بزرع الفاصولياء وهو محصول سريع الحصاد، وكانت الفاصولياء قد نضجت في حين وصول الجيش الجائع إلى المدينة.[41]
                                                            «يا أمير بورغندي، إني أصلّي من أجلك، وإني أرجوك وأتوسل إليك بتواضع أن لا تبدأ أي حرب أخرى مع المملكة الفرنسية المقدسة. اسحب أناسِك من مناطق وحصون هذه المملكة المقدسة، وبالنيابة عن ملك فرنسا الكريم أقول لك أنه مستعد لإقامة السلام معك على شرفه.[42]»
                                                            رسالتها إلى فيليب دوق بورغندي، 17 يوليو 1429.

                                                            فتحت ريمس أبوابها للجيش الفرنسي في السادس عشر من يوليو، وتمّ التتويج الملكي في صباح اليوم التالي. وعلى الرغم من حثّ جان دارك ودوق ألينسون على مسيرة سريعة إلى باريس، إلّا أن البلاط الملكي فضّل إقامة هدنة مع فيليب دوق بورغندي. خرق فيليب الهدنة مع الفرنسيين، حيث استخدمها كتكتيك للمماطلة بهدف تعزيز دفاعات باريس.[43] سار الجيش الفرنسي عابراً العديد من البلدات التي قبلت الإستسلام بسلام، بينما خرج دوق بيدفورد بقوة إنجليزية للتصدي للفرنسيين ووقعت بينهما مواجهة في الخامس عشر من أغسطس، تلا ذلك هجوم فرنسي على باريس في الثامن من سبتمبر. وعلى الرغم من إصابة جان بسهم في ساقها، إلّا أنها تمكنت من مواصلة قيادة القوات حتى نهاية القتال في ذلك اليوم. وفي صباح اليوم التالي، تلقّت جان أمراً ملكياً بالانسحاب يإيعاز من جورج دو لا تريموا. يُلقي معظم المؤرخين اللوم على جورج -الذي كان يعمل بمثابة مستشار في البلاط الملكي- بسبب الأخطاء السياسية التي ارتكبها في فترة ما بعد التتويج الملكي.[44] حاصر الجيش الملكي عدّة بلدات أخرى واستولى عليها فيما تبقّى من العام 1429، وفي التاسع والعشرين من ديسمبر، مُنحت جان وعائلتها شرف النبالة.
                                                            الأسر
                                                            البورغنديون يقبضون على جان دارك في كومبيين. لوحة جدارية، البانثيون،باريس.

                                                            عقد الفرنسيون هدنةً مع الإنجليز خلال الأشهر القليلة التي تلت الأحداث السابقة، الأمر الذي أدى إلى التقليل من عمل جان دارك. وفي الثالث والعشرين من مارس 1430، أرسلت جان رسالة تهديد إلى الهوسيين، وهم جماعة اختلفت مع الكنيسة الكاثوليكية في عدد من النقاط العقائدية وتمكنوا من هزيمة عدّة حملات كنسية أرسلت ضدهم. وعدت جان في رسالتها بالتخلص من جنونهم وخزعبلاتهم الفاسدة، واعدةً إياهم بالتخلص إمّا من هرطقتهم أو من حياتهم.[45] انتهت الهدنة بين الإنجليز والفرنسيين سريعاً، ورحلت جان إلى كومبيين في مايو للمساعدة في الدفاع عن المدينة في وجه الحصار الإنجليزي البورغندي المشترك. أدى وقوع اشتباك بين الطرفين في الثالث والعشرين من مايو إلى وقوعها في الأسر بعدما حاولت قواتها الهجوم على أحد معسكرات البورغنديين.[46] حيث كانت جان قد أمرت بتراجع قواتها إلى الحصون المجاورة في كومبيين بعد وصول قوة إضافية بلغ عددها 6,000 إلى البورغنديين.[46] تمكّن البورغنديون من الإحاطة بالحرس الخلفي الفرنسي، وأسُقطت جان دارك من فرسها بوساطة أحد الرماة، وتمكنوا من القبض عليها على الرغم من رفضها الإستسلام في البداية.[47]

                                                            كان من المعتاد أن تقوم أسرة الأسير بتقديم فدية مقابل تحريره، لكن جان دارك كانت ظرفاً استثنائياً. ويُدين العديد من المؤرخين شارل السابع لعدم تدخله. حاولت جان الهرب عدّة مرات، قفزت في إحدى هذه المحاولات من برج يبلغ ارتفاعه 21 متراً، ليتم نقلها إلى مدينة أراس البورغندية.[48] تمكّنت الحكومة الإنجليزية بعد المفاوضات من شرائها من فيليب دوق بورغندي. لعب الأسقف بيير كوشون دوراً بارزاً في هذه المفاوضات بالإضافة إلى دوره في محاكمتها لاحقاً.[49]
                                                            المحاكمة
                                                            المكان الذي حُجزت فيه جان دارك أثناء محاكمتها. أصبح يُعرف بعد ذلك ببرج جان دارك.

                                                            كانت محاكمة جان دارك بتهمة الهرطقة محاكمةً ذات دوافع سياسية. حيث ادّعى دوق بيدفورد أحقيته بالعرش الفرنسي بالنيابة عن ابن أخيه هنري السادس، في حين كانت جان دارك الشخص المسؤول عن تتويج غريمه شارل السابع، وبالتالي فإن إدانة جان دارك ما هي إلا محاولة للنيل من شرعية الملك الفرنسي. بدأت الإجراءات القانونية في التاسع من يناير 1431 في روان مقر حكومة الإحتلال الإنجليزي.[50]
                                                            جان دارك يستجوبها الكاردينال وينتشتر في زنزانتها. بريشة هيبوليت ديلاروش، 1824، متحف الفنون الجميلة، روان، فرنسا.

                                                            كانت محاكمة جان دارك غير نظامية للعديد من الأسباب: بموجب القانون الكنسي، لم يكن للأسقف بيير كوشون سلطة للحكم في القضية.[51] خصوصاً وأنه نال منصبه بفضل دعم حزبه السياسي للحكومة الإنجليزية التي موّلت المحاكمة. كما أن كاتب العدل نيكولاس بايلي كُلّف بجمع الأدلة لإدلاء شهادة ضد جان دارك، إلّا أنه لم يجد أي دليل.[52] وبدون هذه الأسباب افتقرت المحكمة لأسباب بدء المحاكمة. لكن المحكمة افتُتحت على الرغم من ذلك، بل وانتهكت القانون الكنسي بإنكارها حق جان بالحصول على مستشار قانوني. وعند افتتاح أول محاكمة عامّة، اشتكت جان من أن جميع الحاضرين كانوا شخصيات حزبية مناهضة لها، وطلبت دعوة رجال الكنيسة من الجانب الفرنسي.[53]

                                                            بيّن سجل محاكمت جان دارك ذكاءً ودقةً ملحوظة اتصفت بهما، ولعل أشهر ما يدل على ذلك سؤالاً وجّه لها كان "هل تعرفين إذا ما كنتِ بنعمة من الله؟" وكانت إجابتها: "إذا لم أكن، فلعلّ الله يضعني هناك. وإذا كنت، فلعلّ الله يحفظني".[54] كان هذا السؤال فخاً فاشلاً من علماء الدين، حيث أن عقيدة الكنيسة تقول أنه لا يوجد أحد يعلم يقيناً إذا ما كان بنعمة من الله. فإن أجابت جان بنعم تكون قد أدانت نفسها بتهمة الهرطقة، وإن أجابت بلا تكون قد اعترفت بذنبها. قال كاتب العدل الذي كان متواجداً حينها أنه في اللحظة التي استمعت فيها المحكمة إلى هذا الرد "شعر الذين كانوا يستجوبونها بالذهول".[55] وفي القرن العشرين، أُعجب جورج برنارد شو بهذا الحوار لدرجة أن أقساماً من مسرحية "القديسة جان" كانت ترجمة حرفية لسجل المحاكمة.[56]

                                                            شهد العديد من موظفي المحكمة فيما بعد أنه تم تغيير أجزاء كبيرة من المحضر ازدراءً لجان دارك. وعمل العديد من رجال الدين في هذه المحكمة مُكرهين ومنهم المحقق ذاته، كما أن بعضهم تلقّى تهديدات بالقتل من الإنجليز. كان من المفترض أن توضع جان في سجن الكنيسة تحت إشراف حارسات (أي راهبات) وذلك وفقاً لمبادئ التحقيق المعمول بها. بدلاً من ذلك، وضعها الإنجليز في سجن غير ديني بحراسة جنود يعملون فيه. كما ورفض الأسقف كوشون نداءات جان للبابا، التي كانت كفيلةً بإيقاف الإجراءات القانونية.[57]

                                                            كانت بُنود الاتِّهام الاثنا عشر المُلخِّصة ما توصَّلت إليه المحكمة تتناقضُ مع السجلَّات المحفوظة المُتلاعب بها أصلًا.[58] فقد وقَّعت المُتَّهمة الأُميَّة على وثيقة تبرُّؤ لم تفهم مغزاها تحت ضغط وتهديد الإعدام الفوري. ثُمَّ قامت المحكمة باستبدال تلك الوثيقة الأصليَّة بأُخرى مُزوَّرة.[59]
                                                            الإعدام
                                                            جان دارك وقت إعدامها على العمود، بريشة هرمان ستيلك (1843).[60]
                                                            تمثال لِجان دارك على مقرِبةٍ من موقع إعدامها، من صنع مكسيم ريال ديل سالتيه، 1928.[61]

                                                            كانت الهرطقة في ذلك الزمن جريمةً يُعاقب عليها بالإعدام فقط إن أصرَّ المُتهم عليها وكررها أكثر من مرَّة. وافقت جان دارك على ارتداء ملابس نسائيَّة بعد أن تمَّت تبرأتها، وبعد بضعة أيَّام أخبرت أحد أعضاء المحكمة أنَّ "لوردًا إنجليزيًّا كبيرًا دخل عليها في زنزانتها وحاول الاعتداء عليها واغتصابها".[62] فعادت إلى ارتداء الملابس الرجاليَّة كي تحول دون انتهاك حرمة جسدها، ويُشيرُ البعض إلى أنَّها ارتدت ملابس الرِّجال مُجددًا خلال شهادة جان ماسيو لأنَّ ثوبها سُرق منها ولم يكن لديها ما ترتديه.[63] أشار رجالُ الدين الفُقهاء خلال المُحاكمة أنَّ سلامة المُتهمة كانت تقتضي أن تتنكَّر بملابس غُلامٍ أو وصيفٍ لفارس كي تعبر أراضي العدو بأمان، وأنَّ نفس المبدأ يُجيزُ لها ارتداء الدرع خلال المعارك. تُشيرُ مجموعة سجلَّات العذراء (بالفرنسية: Chronique de la Pucelle) أنَّ ارتدائها الدرع برره الكهنة وجعلوه مشروعًا في حالتها لأنه كان سيدفع عنها مُحاولات التحرّش من الجنود طيلة فترة العسكرة في أرض المعركة. وأشار رجالُ الدين الذين أدلوا بشهادتهم بعد إعادة المُحاكمة التي تمَّت بعد إعدام جان دارك، أنَّ الأخيرة فعلًا استمرَّت ترتدي ملابسًا رجاليَّة طيلة فترة سجنها خوفًا من أن يعتدي عليها أحد الحُرَّاس بالاغتصاب، أو أن يتحرَّش بها على الأقل.[64] فقد أُشير إلى أنَّ ارتدائها هذه الملابس من شأنه أن يدفع أي شخص يُفكّرُ بالاعتداء عليها، فإمَّا أن يُخطئها ويعتقدها رجل، أو ينفر منها بسبب مظهرها غير المألوف.[65]

                                                            ذكرت جان دارك وقائع الأحداث التي خاضتها كاملةً إلى مبعوثي بواتييه عندما أتوها يستفسرون عن الأمر، وعلى الرُغم من أنَّ الوثائق الخاصَّة التي دوَّنها رجالُ الدين البواتييون اندثرت جميعها، غير أنَّ بعض المؤرخين يُشيرُ إلى أنَّ بعض الوقائع تُفيد بموافقة هؤلاء على مُمارسات جان دارك، وبتعبير مُبسَّط يقول هؤلاء: أنَّها كانت تقوم بدورٍ ينبغي على رجلٍ أن يقوم به، لذا كان من المُلائم لها أن ترتدي ما يتلائمُ مع هذا الدور.[66] أيضًا فقد حافظت على شعرها قصيرًا طيلة معاركها وطيلة فترة بقائها في السجن. وكان بعض مؤيديها، مثل العلَّامة الكاهن جان جيرسون يُدافع عن قصَّة شعرها الذكوريَّة، وكذلك فعل المُحقق بريهال خلال إعادة المُحاكمة.[67] على الرُغم من ذلك، أُدينت جان دارك بتُهمة الهرطقة خلال المُحاكمة سنة 1431م، وحُكم عليها بالإعدام.

                                                            وصف شهودٌ عيان إعدام جان دارك حرقًا بالنَّار يوم 30 مايو 1431م، فأُشير إلى أنَّها رُبطت بعمودٍ طويل في السوق القديم بمدينة روان، وقبل إضرام النار فيها طلبت من كاهنين هُما: الأب مارتن لادفينو والأب إيسمبارت دي لا بيير أن ينصبا صليبًا مُقابلها. كما قام جُندي إنجليزي بصنع صليبٍ صغير وضعته قرب ثوبها. وبعد موتها، قام الجنود الإنجليز بإزالة الحطب المُتفحِّم ليكشفوا جسدها المُتفحِّم كي لا يقول أحد العامَّة أنها هربت بمُعجزة دون أن يُصيبها ضرر، ثُمَّ أُحرقت الجُثَّة مرَّتين حتى استحالت رمادًا، في سبيل منع الناس من الاحتفاظ بأيِّ أثرٍ من الفتاة يتخذونه للتبرُّك. ثمَّ قام الإنجليز برمي الرَّماد في نهر السين من على الجسر الوحيد المُسمّى "ماتيلدا".[68] أشار الجلَّاد جيفري ثريدج في وقتٍ لاحق أنَّه خاف خوفًا عظيمًا من أن يلعنه الله بعد فعلته هذه.[69]
                                                            فترة ما بعد وفاتها

                                                            استمرت حرب المئة عام 22 عاماً بعد وفاة جان دارك، نجح خلالها شارل السابع في المحافظة على شرعية ملكه لفرنسا على الرغم من التتويج الذي أُقيم لغريمه هنري السادس في ديسمبر 1431 والذي صادف بلوغ الملك الإنجليزي سن العاشرة. خسرت إنجلترا تحالفها مع البورغنديين بموجب معاهدة أراس عام 1435 قبل أن تتمكن من إعادة بناء قوتها العسكرية التي خسرتها عام 1429. بالإضافة إلى ذلك، توفي دوق بيدفورد الوصي على العرش في سبتمبر من العام ذاته ليصبح بذلك هنري السادس أصغر ملك إنجليزي يحكم بلا وصي، وكانت قيادته الضعيفة أحد أهم العوامل التي أنهت الصراع. أثر استخدام جان دارك المكثف للمدفعيات وأسلوب المجابهة وجهاً لوجه على التكتيكات الفرنسية لبقية الحرب على حد تعبير المؤرخة كيلي دايفرس.[70]

                                                            في عام 1452، وخلال التحقيق في قضية إعدامها، أعلنت الكنيسة أن مسرحية دينية ستُقام على شرفها في أورليان وسيكون من شأنها منح الغفران للحضور من خلال جعل هذا الحدث موقعاً للحج.
                                                            إعادة المحاكمة

                                                            فُتحت ملفات محاكمة جان دارك مرةً أخرى بعد أن وضعت الحرب أوزارها. أذن البابا كاليستوس الثالث ببدء هذه الإجراءات -التي عُرفت باسم "بطلان المحاكمة"- بناءً على طلب المحقق العام جان بريال وإيزابيل روميه والدة جان دارك. كان الهدف من إعادة المحاكمة هو التحقيق في ما إذا كانت قد تمّت بشكل عادل ووفقاً للقانون الكنسي. بدأ بريال بالتحقيق عام 1452، وتمّ استئنافه رسمياً في نوفمبر 1455. شملت التحقيقات المستأنفة رجال دين من جميع أنحاء أوروبا واتّبعت الإجراءات القضائية المعمول بها في المحاكم، وقام فريق من اللاهوتيين بتحليل شهادة 115 شاهد. أعلن بريال ملخص ما توصل إليه في يونيو 1456، وهو اعتبار جان دارك شهيدة وكذلك ضلوع الأسقف الراحل بيير كوشون بالهرطقة بسبب إدانته لإمرأة بريئة في سعيه لتحقيق ثأره. وكان السبب الفعلي لإعدامها هو ما يتعلق بقانون اللباس في الكتاب المقدس.[71][72]
                                                            التقديس

                                                            أصبحت جان دارك رمزاً للرابطة الكاثوليكية في فرنسا خلال القرن السادس عشر. وعندما أصبح فيليكس دوبانلوف أسقف أورليان عام 1849، قام بإغداق المديح على جان دارك مما جذب انتباه كلٍ من إنجلترا وفرنسا على حدٍ سواء، كما قام بجهودٍ توّجت بتطويب جان دارك عام 1909. ثمّ أعلن البابا بندكت الخامس عشر جان قديسةً في 16 مايو 1920، لتصبح واحدة من أكثر القديسين شهرةً في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.[73]
                                                            الإرث
                                                            توقيع يحمل اسم جان.

                                                            باتت جان دارك شخصيةً شبه أسطورية لأربعة قرون بعد وفاتها. كان المصدر الوحيد للمعلومات المتعلقة بها مستسقاً من سجلات تاريخ السيَر. كما ظهرت خمس مخطوطات أصليّة لمحاكمة إدانتها في أرشيفات قديمة خلال القرن التاسع عشر. كما وجد المؤرخون سجلات إعادة المحاكمة كاملةً، احتوت على شهادات مأخوذة من 115 شاهد، بالإضافة إلى المدونات الفرنسية الأصلية المتعلقة بمحضر محكمة الإدانة المخطوط باللاتينية. ظهرت بالإضافة إلى ما سبق العديد من الوثائق المعاصرة الأخرى ثلاثة منها يحملون توقيع جان (Jehanne) بخط يدل على عدم إلمام كاتبه بالكتابة.[74] هذا الغنى غير العادي من المصادر الأوليّة هو أحد أسباب قول المؤرخة دايفرس الذي معناه: "لم يكن هناك موضوع دراسة لأي شخص عاش في العصور الوسطى سواءً كان ذكراً أو أنثى كما كان لجان دارك".[75]

                                                            جاءت جان دارك من قرية مجهولة وبرزت على الساحة عندما كانت في سن المراهقة كفلاحة غير متعلمة. وبينما برر الملوك الفرنسيون والإنجليز الحرب الجارية بتأويلاتهم للقانون السالي ذا الألف عام، إلا أن الصراع في الحقيقة كان يتمحور حول الوراثة بين الملوك. وقالت جان بخصوص هذا الشأن ما معناه: "أليس من الواجب أن يكون ملكنا من مملكتنا، أم هل يجدر بنا أن نكون إنجليزاً؟".[26] وعلى حد تعبير ستيفن ريتشي: "فقد حولت جان دارك ما كان مجرّد شجار بين الأسر الحاكمة لم يسبّب للناس سوى المعاناة إلى حرب ذات شغف شعبي بالتحرر الوطني."[76] كما يقول ريتشي:[28]

                                                            جان دارك تحدث الناس الذين عاشوا على مدار الخمسة قرون التي تلت وفاتها عن جان واصفين إياها بكل شيء: متعصبة للشيطان، روحانية متصوفة، ساذجة وأداة استُخدمت بشكل مأساوي، رمز الوطنية الشعبية الحديثة، بطلة معشوقة، قديسة. أصرت جان دارك بالرغم من تهديدها بالتعذيب ومواجهتها للموت حرقاً على أنها كانت تسترشد بأصوات من الله. وسواءً كان ذلك صحيحاً أم لا، تُجبر إنجازاتها أي شخص يعرف قصتها بأن يهز رأسه في دهشة وعجب.

                                                            جان دارك
                                                            تمثالٌ من الذهب لِجان دارك في قصر الأهرام بباريس، من تصميم عمانوئيل فريميه.

                                                            لطالما كانت نظرة النساء إلى جان دارك نظرة إيجابية باعتبارها مثالاً للمرأة الشجاعة وذلك منذ زمن كريستين دي بيزان وحتى الوقت الحاضر.[77] قدمت النساء في حياة جان بعضاً من أهم المساعدات التي قُدمت لها، فوالدة شارل السابع -يولاندا الأراغونية- أكدت على عذرية جان وكانت هي من موّل رحلتها إلى أورليان. كما أن جان عمة كونت لوكسمبورغ كانت المرأة التي وضعت جان دارك بعهدتها بعد أسرها في كومبيين، كما ساعدت في تخفيف الأوضاع التي واجهتها جان دارك أثناء الأسر، بالإضافة إلى كونها سبب في تأخير عملية بيع جان دارك للإنجليز. وأخيراً آن دوقة بيدفورد وزوجة الوصي على العرش الإنجليزي، التي أعلنت عذرية جان خلال التحقيقات التي سبقت محاكمتها،[78] مما كان سبباً بطريقة أو بأخرى في عدم اتهام المحكمة لجان دارك بممارسة السحر. كل هذا كان جزءاً من الأساس الذي انطلق منه تقديس جان دارك والدفاع عنها.

                                                            باتت جان دارك رمزاً سياسياً في فرنسا منذ عهد نابليون بونابرت. وبينما ركّز الليبراليون على أصولها المتواضعة، كان تركيز المحافظين الأوائل على دعمها للنظام الملكي، بينما شدّد المحافظون فيما بعد على القومية التي اتصفت بها الفتاة الفرنسية. استخدمت كل من حكومة فيشي والمقاومة الفرنسية جان دارك في شعاراتها خلال الحرب العالمية الثانية. ففي حين اعتمدت دعاية حكومة فيشي على التذكير بحملتها ضد الإنجليز من خلال ملصقات تُظهر الطائرات الحربية البريطانية تقصف روان لإظهار العواقب المشؤومة التي يحملها الإنجليز للفرنسيين الذين "دائماً ما يعودون إلى مسرح جرائمهم"، إلا أن المقاومة شددت على محاربتها للمحتل الأجنبي أياً كان، كما شددت على جذورها التي تعود إلى لورين التي كانت قد سقطت في قبضة الحكم النازي.
                                                            تمثال لِجان دارك على صهوة حصانها رافعةً سيفها في إشارةٍ للنصر، في ساحة قصر كتيبة الشرف في سان فرانسيسكو.

                                                            سُمّيت ثلاث سفن منفصلة في البحرية الفرنسية باسم جان دارك تيمناً بها، من ضمنها حاملة مروحيات، التي تم التخلص منها في سبتمبر 2010.[79] كما أن ثاني أحد من مايو هو عطلة مدنية في فرنسا تكريماً لجان دارك.[80]

                                                            كان فيليب ألكسندر أول مؤرخ يكتب عن تاريخ جان دارك بالكامل.[81] انصب اهتمام فيليب على جان دارك في الوقت الذي كانت فرنسا لا تزال تكافح من أجل تحديد هويتها الجديدة بعد ما واجهته إبان الثورة الفرنسية والحروب النابليونية. اعتُبرت جان دارك شخصيةً وطنيةً في نظر جميع الفرنسيين باختلاف طبقاتهم وأفكارهم، فكانت رمزاً لأنصار الحكم الملكي لكونها من أشد مؤيدي الملك حينها، كما أنها كانت نموذجاً يُحتذى به بالنسبة للمتطوعين المنحدرين من طبقات اجتماعية دنيا والذين أهدوا النصر لفرنسا الثورية عام 1802 بصفتها شخصية وطنية من عوام الناس. كما أنها كانت شخصيةً شعبيةً بين أفراد الطائفة الكاثوليكية التي مثلت الغالبية الساحقة من المجتمع الفرنسي باعتبارها شهيدةً دينيةً.

                                                            أُلّفت العديد من الأعمال الفنيّة التي تتحدث عن جان دارك منذ وفاتها سواءً كانت أفلاماً أو كتباً أو غير ذلك. ومن أشهر هذه الأعمال مسرحية هنري السادس الجزء الأول لويليام شكسبير، ومسرحية عذراء أورليان لفريدريش شيلر، ومسرحية القديسة جان لجورج برنارد شو، وقصيدة عذراء أورليان لفولتير، وغيرها. كما أن ظهورها في السينما والمسرح والتلفزيون وألعاب الفيديو والموسيقى ما زال متواصلاً حتى يومنا هذا.
                                                            الرؤى
                                                            جان دارك، بريشة يوجين ثيريون (1876)، تُظهرُ الفتاة اليافعة في رؤيا مع رئيس الملائكة ميخائيل. إنَّ اللوحات العائدة لأواخر القرن التاسع عشر مثل هذه غالبًا ما كانت تحملُ إيحائات سياسيَّة بسبب تنازل فرنسا عن بعض الأقاليم لصالح ألمانيا في سنة 1871.

                                                            ظلّ موضوع ادّعاء جان دارك مشاهدتها لرؤى دينيّة موضع اهتمام حتى وقتنا الحاضر. ففي حين أجمع العلماء على صدق إيمانها، حيث أنها قالت بأن القديسة مارغريت، والقديسة كاترينا، والقديس ميخائيل كانوا مصدر الوحي المُنزل عليها، إلّا أن هناك بعض اللبس والغموض فيما يتعلّق بنواحٍ أخرى. يرى بعض الكاثوليك أن رؤياها كانت إلهاماً إلهياً.

                                                            واجه المؤرخون إشكاليةً في تحليل رؤى جان دارك بسبب كون المصدر الرئيسي للحصول على المعلومات حول هذا الموضوع هو محضر محاكمتها الذي تحدت فيه الإجراءات المتبعة فيما يتعلق بيمين الشاهد ورفضت فيه الإجابة على أي سؤال يتعلق بالرؤى. قالت جان دارك بأنها لا تستطيع قبول اليمين بسبب أنها قد أقسمت قبلاً على الحفاظ على سريّة لقاءاتها مع الملك. لا يزال من غير المعروف مدى التلفيقات التي دخلت على سجلات المحكمة التي ما زالت باقية من قِبل الموظفين الفاسدين، أو حتى احتمالية كذب جان دارك في سبيل حماية أسرار بلادها.[82] لا يهتم بعض المؤرخين بحقيقة رؤى جان دارك من عدمها مؤكدين على أن إيمانها فيما قامت به أكثر أهميةً من التساؤلات المطروحة حول مصدر الرؤى التي ادّعت رؤيتها.[83]

                                                            حاول بعض الباحثين في العصر الحديث تفسير رؤى جان دارك من ناحية نفسية أو عصبية. شملت التشخيصات المحتملة الصرع، والصداع النصفي، والسل، والفصام.[84] لكنهم لم يُجمعوا على أي من هذه التشخيصات المحتملة، ولعلّ سبب ذلك يرجع إلى قلّة المعلومات المتاحة عن حياة جان. كما استبعد بعض الخبراء فرضية إصابة جان بالسل وذلك يعود إلى نمط حياة جان وأنشطتها، فمن المستحيل أن تكون مصابةً بمرض بالغ الخطورة كالسل دون أن يؤثر عليها بشكل يمنعها من فعل ما فعلته خلال حياتها.[85] ورداً على النظرية القائلة أن جان عانت من مرض السل البقري نتيجةً لشربها الحليب غير المبستر، قال المؤرخ بيرجين بيرنو إن كان الحليب غير المبستر سينتج فائدة لأمّتنا كما حصل مع جان دارك، فيجدر بالحكومة الفرنسية وقف بسترة الحليب.[86]
                                                            سكان تروا يسلّمون مفاتيح المدينة إلى شارل السابع وجان دارك.

                                                            تناقض حقيقة نَيْل جان تأييد بلاط الملك شارل السابع الفرضيات القائلة بأن جان عانت من أمراض عقلية، حيث أن شارل كان بالتأكيد قادراً على تمييز "الجنون"، خصوصاً بعد معاناة والده -شارل السادس- منه. كان شارل السادس معروفاً شعبياً بلقب "شارل المجنون"، ويُعزى التراجع السياسي والعسكري الذي عانته فرنسا خلال فترة حكمه إلى الفراغ الذي عانته السلطة بسبب سلسلة نوبات الجنون التي تعرض لها الملك الفرنسي، الذي كان يعتقد أنه مصنوع من زجاج. ظهرت حينها مخاوف من أن يُعاني شارل السابع من الجنون كما حصل مع أبيه مما كان عاملاً مساعداً في محاولة حرمان شارل السابع من وراثة الحكم في تروا. ظلّ هذا الاعتقاد مستمراً بحيث أن الذين عاصروا الجيل التالي نسبوا الجنون الذي تعرض إليه هنري السادس ملك إنجلترا عام 1453 إلى عامل الوراثة، إذ أن شارل السادس هو جد هنري السادس من أمه.[87]

                                                            كان بلاط الملك شارل السابع حذراً ومشككاً في الموضوع المتعلق بالصحة النفسية.[88][89] حيث قالوا بأنه لا ينبغي تغيير أي سياسة ولو كانت طفيفة بسبب محادثة مع فتاةٍ فلاحةٍ تعيش في وهم، كما أنه لا ينبغي لنا أن نجعل من أنفسنا محط سخرية في أعين الأمم الأخرى.

                                                            لم تُظهر جان دارك أية أعراض من الأعراض المصاحبة للأمراض النفسية التي تم مناقشتها، مثل الفصام على سبيل المثال. حيث يثبت التاريخ أن جان حافظت على مهاراتها حتى وفاتها، وشهادة محاكمتها التي أظهرت ذكاءً عجيباً من جان خير دليل على ذلك. حيث أن القضاة كانوا ينتقلون من سؤال إلى آخر ومن موضوع إلى غيره للإيقاع بها، لكن وعلى الرغم من ذلك، أجابت جان على أسئلتهم بحكمة تاركةً وراءها ذكرى لا تُنسى.[90] وبسبب ردودها الدقيقة والحكيمة أثناء الاستجواب، اضطرت المحكمة إلى التوقف عن عقد الجلسات العلنية.[55]

                                                            على الرغم من أن المرض العقلي لا يتضمّن بالضرورة الضعف الإدراكي الشديد، إلا أن مختلف الحالات النفسية التي تم طرحها لشرح حالة جان دارك تشتمل على أعراض معينة تُعد معياراً للتشخيص. على سبيل المثال، يقول الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الذي أصدرته الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين أن للفصام آثار جانبية ملحوظة تتمثل في الكلام غير المنظم، السلوك الجامودي أو غير المنظم، عدم القدرة على التعبير جيداً، التسطح العاطفي والوجداني، وانعدام الإرادة، وغيرها.[91] ومن الواضح أن هذه الأعراض لا تظهر بتاتاً في جان دارك.
                                                            انظر أيضًا

                                                            شارل السادس ملك فرنسا
                                                            شارل السابع ملك فرنسا
                                                            هنري الخامس ملك إنجلترا
                                                            ماري الأنجويَّة
                                                            يولاند الأراغونيَّة
                                                            قائمة أشخاص أعدموا حرقا بتهمة الهرطقة
                                                            فيراجو (إمرأة سليطة)

                                                            1 تأسيس مدينة روما التاريخية
                                                            2 الرومان وأصلهم
                                                            3 قيام الإمبراطورية الرومانية
                                                            4 الصراع الروماني القرطاجي
                                                            4.1 انتصارات حنبعل
                                                            4.2 هزيمة حنبعل
                                                            5 عصر التوسع الروماني
                                                            6 الحكم الروماني في مصر والشام
                                                            6.1 الحكم الروماني في مصر
                                                            6.2 الحكم الروماني في الشام
                                                            7 نكبة الدولة الرومانية وانحطاطها
                                                            8 تقسيم الامبراطورية الرومانية
                                                            9 عهد قسطنطين
                                                            10 الحقبة الهوهنشتاوفنية في الإمبراطورية الرومانية المقدسة
                                                            11 العداء العربي الروماني
                                                            12 المراجع
                                                            13 الهوامش
                                                            14 انظر أيضاً
                                                            15 وصلات خارجية

                                                            تأسيس مدينة روما التاريخية

                                                            Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: تاريخ الإمبراطورية الرومانية

                                                            ليس هناك وثائق أو إثباتات تاريخية تحدد مجيء الرومان إلى شبه الجزيرة الإيطالية وتأسيسهم مدينة روما وإنما يعتمد المؤرخون على مجموعة من الأساطير والروايات التي تناقلها الأشخاص الذين درسوا التاريخ القديم على مر العصور. وتؤكد الاكتشافات الأثرية والمستندات التاريخية وقائع تأسيس القرية الصغيرة كان حول النزاع الأول بين الاخوين رومليوس وريموس حول تاسيس مدينة روما والنزاع الثاني القائم بين رية سلفا وابيها ايمليوس حول مصير الطفلين فقامت الأم برمي التوأمين في النهر التيبر ويروى كذلك ان التوامين قد رضعا الذئبة لمدة تزيد عن اسبوع.ثم عثر عليهما راعي كان يرعى بالمنطقة ونقلهما مباشرة إلى زوجته اين قاما بتربيتهما حتى بلغا السن 18 عاما روما نسبة إلى مؤسسها روميلوس ونصب نفسه ملكاً عليها كأول ملك على روما والمناطق المحيطة بها، وأسس بذلك سلسلة من الملوك، بلغ عددهم سبعة حكموا روما. وتشير الروايات إلى أن روميلوس ركز خلال تأسيس الدولة على النواحي العسكرية وقد وضع إستراتيجية تتلخص في الآتي:

                                                            السيطرة على الأراضي المحيطة بروما.
                                                            أرسى القواعد الأولى للشرائع والديانة الرومانية.
                                                            التوسع والسيطرة على الأقاليم القريبة والمجاورة.

                                                            الرومان وأصلهم

                                                            الرومان هم شعب هاجر من شرق أوروبا إلى الجزر الإيطالية ابتداء من 1200 ق.م أي القرن الثاني عشر قبل الميلادي وقاموا بتأسيس مدينة روما القديمة، ثم عمل هذا الشعب على تنظيم وتطوير مؤسساته السياسية والعسكرية والاجتماعية والثقافية وبدأ بالتوسع التدريجي وأسس دولة سيطرت في بادئ الأمر على شبه الجزيرة الإيطالية ثم اتسعت هذه الدولة وسيطرت على معظم العالم القديم وأصبحت حدودها شاسعة امتدت من الجزر البريطانية وشواطئ أوروبا الأطلسية غرباً إلى بلاد ما بين النهرين وساحل بحر قزوين شرقاً ومن وسط أوروبا حتى شمال جبال الألب والى الصحراء الإفريقية الكبرى والبحر الأحمر جنوباً، وبذلك كانت مثالاً على مفهوم الدولة الجامعة ذات الطابع الاستعماري.
                                                            قيام الإمبراطورية الرومانية

                                                            Crystal Clear app kdict.png طالع أيضًا: قائمة أكبر الإمبراطوريات

                                                            خريطة توضح أقصى امتداد للدولة الرومانية وذلك في عهد تراجان

                                                            أسقطت ثورة الشعب الروماني الملك الطاغية طقعينوس واعتبر الرومان عام 509 ق.م مفترقاً أساسياً في حياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأطلقوا عليه اسم عام المجد وكان ذلك بعد سلسلة من الأحداث السياسية والعسكرية التي لا تزال غامضة حتى وقتنا الحاضر، وتوصل الشعب الروماني إلى تنظيم جديد للسلطة في روما، وابتداءً من ذلك التاريخ بدأت العملية الفعلية لبناء الإمبرطورية الرومانية، فعملوا على التوسع الجغرافي حيث وضعوا نصب أعينهم هدفاً أساسيا ينحصر في التوسع الجغرافي باستخدام القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية، ورؤوا بأن هذه الطريقة هي الأفضل لتحقيق طموحات هذه الدولة الفتية، فبدؤوا بحروب شبيهة بالغزوات القبلية المحدودة تستهدف إخضاع العشائر والعائلات المحيطة بروما وكان ذلك خلال مراحل قيام الجمهورية الأولى التي قامت بتأسيس الإمبراطورية الرومانية، ثم بدأت مرحلة قيام الجمهورية الثانية التي شهدت تحول الدولة الصاعدة من قوة لاتينية داخل شبه الجزيرة الإيطالية إلى قوة عسكرية عالمية تتأثر بمايجري وتؤثر على في مركز العالم القديم (حوض البحر الأبيض المتوسط) وفي هذه المرحلة انتهت حروب روما داخل شبه الجزيرة الإيطالية، وبدأت حروب الرومان مع الفينيقيين (القرطاجيين) التي كانت مدينة قرطاجة الكائنة في شمال أفريقيا عاصمة لهم، وقد سميت هذه الحروب بالحروب البونية (Punic Wars).
                                                            الصراع الروماني القرطاجي

                                                            Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: الحروب البونية

                                                            بدأ الصراع الروماني - القرطاجي كصراع تجاري ثم أخذ أبعاداً عسكرية وكان أول احتكاك بين الطرفين عندما احتل الرومان جزيرة صقلية عام 264 ق.م واعتبر القرطاجيون هذا الغزو مساساً مباشراً بمصالحهم الاقتصادية والسياسية، وهذه الواقعة كانت البداية الأولى للحرب بين الرومان والقرطاجيين التي استمرت إلى عام 241 ق.م.

                                                            وفي الحروب البونية خاض الطرفان سلسلة من المعارك البرية والبحرية حسم بعضها وبقي الآخر دون نتائج حاسمة ولكن كان غالبية حسم المعارك للرومان وخصوصاً المعارك البرية أما المعارك البحرية فكانت غالباً نتائجها للقرطاجيين حيث كانت معظم قواتهم بحرية بخلاف الرومان الذين كانت قواتهم برية.

                                                            وقد حقق الرومان أول نصر عندما أخرجوا القرطاجيين من صقلية عام 241 ق.م، ثم تلا ذلك أن تمكن القائد الروماني مختاريوس ماركوس ديغولوس من هزيمة الأسطول القرطاجي عام 256 ق.م وكانت هذه المعركة أول معركة بحرية يخوضها الجيش الروماني، ولكن القرطاجيين لم يستكينوا للرومان وقرر قائدهم في هذه الحقبة من الزمن حنبعل الاستمرار في مدّ رقعة السيطرة القرطاجية على الساحل الإسباني وقد وصلوا إلى مرسليا عاقدين العزم على غزو الأراضي الإيطالية من الجهة الشمالية الغربية. وبدأ القرطاجيون حملتهم الجديدة على الرومان، ومن هنا بدأ ميزان القوى يميل ضد روما فبعد أكثر من عشر سنوات من الحروب المستمرة مع أعداء مختلفين على جميع الاتجاهات لشبه الجزيرة الإيطالية قويت حملة حنبعل المدروسة والمعد لها جيداً وأصبحت مثل رأس الحربة في وجه الطموحات الرومانية، خصوصاً أن هذه الحملة قد ظهرت مع ظهور عدد من الأطراف المعادية للرومان وأصبحت الدولة الرومانية في خوف من التحالفات التي قد تهدد وجود دولتهم.
                                                            انتصارات حنبعل

                                                            تمكن حنبعل من تحقيق سلسلة من الانتصارات للقرطاجيين على الرومان تتمثل في:

                                                            الانتصار على الجيش الروماني في معركة معركة كاناي.
                                                            الاستيلاء على مدينة ساعونتوم حليفة روما.
                                                            قطع نهر تريبيا.

                                                            وقد سبق تلك الفترة تحالف بين الملك المقدوني فيليب الخامس وهانيبال ضد الرومان، وزاد الطينة بلة انفصال سيراكوز في صقلية عن السلطة المركزية في روما ومن هنا أصبحت روما على حافة الهزيمة
                                                            هزيمة حنبعل
                                                            أنقاض مدينة وليلي في المغرب

                                                            تعددت أسباب الهزائم القرطاجية ومنها:

                                                            قدرة القادة الرومان على مواجهة المصاعب بهدوء ورباطة جأش.
                                                            الاستفادة من الدروس العسكرية القتالية المتتابعة بأسرع وقت.
                                                            بقاء معظم حلفاء روما اللاتينيين إلى جانبها في أوقات الأزمات.
                                                            عدم وصول المساعدات والإمدادات إلى قوات هانيبال من قرطاجة.
                                                            كانت الحكومة القرطاجية تعاني من الانقسامات والفساد مما أدى إلى عدم مساندة الحملة الهانيبالية.
                                                            كان القسم الأكبر من جيش (حنبعل) من الخيالة، وكان هذا السلاح فعالاً في العمليات القتالية المتحركة والسريعة، ولكنه غير ملائم لعمليات الحصار واحتلال الأراضي.

                                                            وهذه المواقف والمؤثرات استغلها الرومان فأعادوا تنظيم جيوشهم ونشرها على مختلف الجبهات وقاموا بسلسلة من الحملات التي أدت إلى استعادة كل من مدينتي سيراكوز وكابي، وقرر الرومان فتح جبهة في أسبانيا لمحاصرة قوات هانيبال ومنع التعزيزات من الوصول إليها.

                                                            وقد ألحقت القوات الرومانية هزيمة بالقوات القرطاجية في معركة إيليبا Ilipa في إسبانيا وفي هذه الأثناء تراجع الملك المقدوني فيليب الخامس عن التحالف مع هانيبال فسعى الرومان إلى مصالحته.

                                                            وقد قاد القائد الروماني مختاريوس سيبيو جيشاً قوامه 25 ألف رجل من المشاة المدعمين بالخيالة وقطع به البحر الأبيض المتوسط متجهاً إلى قرطاجة، وأصر القرطاجيون على استدعاء هانيبال من إسبانيا لقيادة الجيوش القرطاجية، والتقى الجيشان في معركة زاما التي هزم فيها القرطاجيون. بعد هذه الهزيمة عقدت معاهدة اتفق فيها الطرفان على أن :

                                                            يدفع القرطاجيون الجزية خمسين عاماً.
                                                            تخفيض سفن القرطاجيين إلى عشر سفن.
                                                            عدم شن أي حرب خارج أفريقيا إلا بموافقة روما.

                                                            كان من نتائج الانتصار الروماني السيطرة الرومانية على الساحل الإسباني الشرقي والجنوبي وتم تقسيم إسبانيا إلى مقاطعتينا تحت سم إسبانيا القريبة وإسبانيا البعيدة.
                                                            عصر التوسع الروماني
                                                            Invasions of the Roman Empire Arabic.png

                                                            إثر الانتهاء من درء الخطر القرطاجي اتجهت أنظار الرومان شرقاً وأصبحوا يفكرون في الاستيلاء على مملكة مقدونيا وبالفعل أعلنوا عليها الحرب وكان لهم أهداف تتمثل في :

                                                            الحد أو القضاء على النفوذ المقدوني في الشرق.
                                                            السيطرة على الجزر الواقعة في شرق حوض البحر الأبيض المتوسط نظراً لأهميتها البالغة على صعيد الملاحة والتجارة.
                                                            الوصول إلى أراضي المملكة السلوقية التي كانت تسيطر على أجزاء من آسيا الصغرى وشمال سوريا.

                                                            شن الرومان سلسلة من المعارك التي انتهت باحتلال كامل للأراضي المقدونية في الشرق وتم السيطرة على بلاد الإغريق اليونان، وبنهاية هذه الحروب أتسعت حدود الجمهورية الرومانية من إسبانيا غرباً إلى السواحل الغربية لآسيا الصغرى شرقاً، بالإضافة إلى الأراضي القرطاجية في شمال أفريقيا، وقسمت هذه الأراضي الشاسعة إلى سبع مقاطعات مرتبطة بالحكومة المركزية في روما.

                                                            وبعد هذه الانتصارات أصبحت الدولة الرومانية دولة عظمى يصعب قهرها وتتحكم بمقدرات العالم القديم الغربي والشرقي، وفي هذه المرحلة بدأ التاريخ الروماني يضج بأسماء القادة والزعماء المنتصرين وتحولوا إلى طبقة حاكمة تؤثر على مجرى الأحداث في روما وخارجها
                                                            الحكم الروماني في مصر والشام
                                                            الحكم الروماني في مصر

                                                            يقول ألفرد بتلر عن الحكم الروماني في مصر:

                                                            الإمبراطورية الرومانية إن حكومة مصر (الرومية) لم يكن لها إلا غرض واحد، وهو أن تبتز الأموال من الرعية لتكون غنيمة للحاكمين، ولم يساورها أن تجعل قصد الحكم توفير الرفاهية للرعية أو ترقية حال الناس والعلو بهم في الحياة أو تهذيب نفوسهم أو إصلاح أمور أرزاقهم، فكان الحكم على ذلك حكم الغرباء لا يعتمد إلا على القوة ولا يحس بشيء من العطف على الشعب المحكوم[6]

                                                            الإمبراطورية الرومانية
                                                            الحكم الروماني في الشام

                                                            Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: سوريا (ولاية رومانية)

                                                            يقول مؤرخ شامي عربي عن الحكم الروماني في الشام:

                                                            الإمبراطورية الرومانية كانت معاملة الروماني للشاميين بادئ بدء عادلة حسنة مع ما كانت عليه ممتلكتهم في داخليتها من المشاغب والمتاعب. ولما شاخت دولتهم انقلبت إلى أتعس ما كانت عليه من الرق والعبودية، ولم تضف رومية بلاد الشام مباشرة ولم يصبح سكانها وطنيين رومانيين، ولا أرضهم أرضاً رومانية، بل ظلوا غرباء ورعايا، وكثيراً ما كانوا يبيعون أبناءهم للرومان ليوفوا ما عليهم من الأموال، ولكم أن تتخيلوا فظاعة ما كان يجري مع أبنائهم من انتهاكٍ للأعراض وغيره، وقد كثرت المظالم والسخرات والرقيق، وبهذه الأيدي عمر الرومان ما عمروا من المعاهد والمصانع في الشام[7]

                                                            الإمبراطورية الرومانية
                                                            نكبة الدولة الرومانية وانحطاطها

                                                            بدأ العد العكسي في حياة الدولة الرومانية اعتباراً من عام 235 م فقد شهد ذلك العام ازدياداً خطيراً في الاضطرابات السياسية والاجتماعية وتصاعدت فيه الهجمات الخارجية وخصوصاً من القبائل الجرمانية وعودة نفوذ الإمبراطورية الفارسية في الشرق التي انتزعت أرمينيا من يد الرومان وسيطرت على أراضي ما بين النهرين وزحف الجيش الفارسي واجتاح إنطاكية وسوريا ولم يستطع الرومان صدّه حتى جاء الإمبراطور ديوكلتيانوس DIOCLETIAN الذي يعتبر مؤسس الإمبراطورية الثالثة وتمكن من إعادة الحكم بحيث يسند إلى أربعة أشخاص يتقاسمون السلطة وهو النظام الذي عرف باسم الحكم الرباعي وقد استمر العمل بهذا النظام حتى عام 305 م ثم تبع ذلك صراع على السلطة استمر طيلة الفترة من 306 إلى 313 م إلى أن جاء إلى العرش الإمبراطور قسطنطين الذي اعتبر حكمه نقطة تحول أساسية في مسار الإمبراطورية الرومانية.
                                                            تقسيم الامبراطورية الرومانية
                                                            إنقسام الإمبراطورية الرومانية عام 450م إلى
                                                            الإمبراطورية البيزنطية (الرومانية الشرقية)
                                                            الإمبراطورية الرومانية الغربية
                                                            ، إضمحلت وإنهارت الأخيرة خلال 80 سنة من هذا الإنقسام

                                                            خلال القرنين الثاني والثالث، حدثت ثلاث أزمات معا هددت بانهيار الإمبراطورية الرومانية : الغزوات الخارجية، والحروب الأهلية الداخلية، وضعف الاقتصاد. وفي غضون ذلك، أصبحت مدينة روما أقل أهمية بوصفها المركز الإداري للامبراطوريه الرومانية. أظهرت أزمة القرن الثالث عيوب النظام المتجانس للحكومة الذي انشأه أوغسطس لإدارة الإمبراطورية الرومانية. أدخل خلفاؤه بعض التعديلات، ولكن الأحداث وضحت أن نظام عالمي جديد موحد أكثر مركزية هو النظام المطلوب.

                                                            بدأ تقسيم الإمبراطورية في أواخر القرن الثالث من قبل ديوكلتيانوس في 286، كانت تهدف إلى السيطرة بكفاءه على الإمبراطورية الرومانية الإمبراطورية الرومانية الغربية (Western Roman Empire) يشير إلى النصف الغربي من الإمبراطورية الرومانية، النصف الآخر من الإمبراطورية الرومانية أصبح يعرف باسم الإمبراطورية الرومانية الشرقية، واليوم تعرف على نطاق واسع باعتبارها الإمبراطورية البيزنطيه

                                                            قسم ثيودوسيوس الأول (يطلق عليه أيضا اسم "العظيم") الإمبراطورية الرومانية لولديه آركاديوس إلى الإمبراطورية الرومانية الشرقية مع عاصمة بلاده في القسطنطينيه وهونوريوس في الإمبراطورية الغربية مع عاصمة بلاده في ميلانو.
                                                            عهد قسطنطين
                                                            الإمبراطور قسطنطين

                                                            خلال الصراع على السلطة شهدت الدولة الرومانية فوضى لم يسبق لها مثيل حيث كان التنافس على زمام الإمبراطورية بين سبعة رجال وهم ماكسيميان وغاليريوس ومكسنتيوس ومكسيمينيوس دايا وليسينيوس وقسطنطين بالإضافة إلى دوميتيوس ألكسندر الذي أعلن انفصاله في أفريقيا، وبدأ الجميع بالانهيار ولم يبق سوى ليسينيوس الذي كان يسيطر على المناطق الشرقية وقسطنطين الذي كان قد قوي وسيطر على المناطق الغربية، وقد توصل الإثنان إلى اتفاق على التعايش والاعتراف لكل من الآخر بسلطته وسيطرته على المناطق التي يحكمها، واستمرت هذه الهدنة حوالي عشر سنوات، وفي عام 324 م وقع صدام بين الرجلين في معركة أدريانويل التي انتصر فيها قسطنطين وبهذا الانتصار قامت قوات قسطنطين بمطاردة قوات ليسينيوس في آسيا الصغرى وتمكن قسطنطين من اعتقال خصمه وإعدامه وأصبح قسطنطين هو الإمبراطور الوحيد في روما.لقد ساهم قسطنطين بتوفير الحرية للمسيحيين في روما بإصداره لمرسوم ميلان الذي وفر للمسيحيين حرية العبادة وقد اتخذ بعض الإجراءات التي تهم الدولة منها:

                                                            إعادة النظام إلى الدولة.
                                                            إدخال الإصلاحات التي رآها ضرورية.
                                                            اعتناقه الديانة المسيحية واعتبارها الديانة الرسمية للدولة الرومانية.
                                                            إنشاء عاصمة جديدة لدولته في منطقة بيزنطيوم على ضفاف البوسفور وسماها nueva roma أي روما الجديدة وقد عرفت فيما بعد باسم القسطنطينية.

                                                            الحقبة الهوهنشتاوفنية في الإمبراطورية الرومانية المقدسة

                                                            هوهنشتاوفن Hohenstaufen أو "هوهينستاوفن" Hehencsteufan أسرة من الأمراء في ألمانيا خلال العصور الوسطى، اعتلت العرش الإمبراطوري بين عامي 1138 و1254 م. وقد استمدت الأسرة اسمها من قلعة عتيقة شُيِّدت في ستاوفن بجنوبي ألمانيا في القرن الحادي عشر الميلادي.ففي عام 1138 م اعتلى أحد أفراد أسرة هوهينستاوفن عرش ألمانيا، وهو كونراد الثالث، كما كان من حكام آل هوهنشتاوفن أيضاً فريدريك الأول بارباروسا، وهنري السادس، وفريديك الثاني.

                                                            الجدير بالذكر؛ أن الحقبة الهوهنشتاوفنية ارتبطت بالمرحلة الأخيرة من تفت الإقطاع في ألمانيا، وانهيار السيادة الألمانية في إيطاليا. ولو حاولنا أن نستقرئ تاريخ الإمبراطورية الرومانية الآتي من خلال الأحداث، لأدركنا أن الحقبة التاريخية كانت صراعاً بين أباطرة الهوهنشتاوفن والبابوية، أما إذا تخطينا هذه الأحداث إلى خلفياتها البعيدة لبدا لنا الواقع صراعاً بين مفهومين للسيادة الواحدة، أحدهما سياسي والآخر روحي، وكان هذا نتيجة حتمية لمفهوم أكثر عمقاً واتساعاً مما كان يقتتل من اجله هنري الرابع وجريجوري السابع، ذلك أن الطرفين أضحى كل منهما يحمل الإدعاء الكامل بالعالمية.
                                                            العداء العربي الروماني

                                                            بدء العداء العربي الروماني في السنة التاسعة من الهجرة غزوة تبوك بقيادة رسول الإسلام محمد وهرقل من الروم . ولم يقم القتال اساسا. وفي عهد الخليفة ابي بكر الصديق ارسل عمرو بن العاص و وخالد بن الوليد في معركة اليرموك ضد الروم. وفي عهد عمر بن الخطاب فتحت مصر من ايدي الروم بقيادة عمرو بن العاص وفي عهد عثمان بن عفان فتح عبد الله بن سعد بن ابي السرح أفريقية وهزم الروم في سبيطلة وذات الصواري.
                                                            المراجع

                                                            Crystal Clear app kdict.png طالع أيضًا: قائمة أكبر الإمبراطوريات

                                                            رأفت عبد الحميد، الفكر السياسي الأوربي في العصور الوسطى، دار قباء للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، القاهرة 2001.
                                                            محمود سعيد عمران، معالم تاريخ أوروبا في العصور الوسطى، دار النهضة العربية، الطبعة الثانية، بيروت 1986.
                                                            موريس بيشوب، تاريخ أوروبا في العصور الوسطى/ ترجمة علي السيد علي، الطبعة الأولى، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة 2005.
                                                            أشرف صالح محمد سيد، قراءة في تاريخ وحضارة أوروبا العصور الوسطى، ط1، بيروت: شركة الكتاب الإلكتروني العربي،2008.
                                                            فتح العرب لمصر (1996). د. ألفرد بتلر، تعريب: محمد فريد أبو حديد. مكتبة مدبولي: القاهرة
                                                            خطط الشام. محمد كرد علي
                                                            dioxgamingpro
                                                            dioxgamingpro
                                                            5 minutes ago

                                                            what up?
                                                            what up?
                                                            3 minutes ago

                                                            Dotabuff

                                                            Esports
                                                            Heroes
                                                            Items
                                                            Players
                                                            Matches
                                                            Cosmetics
                                                            Blog
                                                            Forums
                                                            Plus

                                                            what up?

                                                            General Discussion
                                                            General Discussion
                                                            Ayy lmao
                                                            « First
                                                            ‹ Prev

                                                            1311
                                                            1312
                                                            1313
                                                            1314
                                                            1315
                                                            Ayy lmao in General Discussion
                                                            Ken🍭
                                                            Ken🍭
                                                            45 minutes ago

                                                            This comment was edited 33 minutes ago
                                                            dioxgamingpro
                                                            dioxgamingpro
                                                            44 minutes ago

                                                            ░░░░░░░░░░░░░░░▄▄▄▄▄▄▄▄░░░░░░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░░░░░▄▄█████████████▄░░░░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░░░▄██████████████████░░░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░▄██████████████▀▀▀░▀██░░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░▄██████▀▀▀▀▀▀░░░░░░░░▀██░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░████████░░░░░░░░░░░░░░▀█░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░████████░░░░░░░░░░░░░░▄█▄░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░████████░░░░░░░░░░▄░░███▀░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░██████░░░░░█▀███▀▀░░░░░░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░███████░░░░░▀▀▀░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░▀█░░▀██░░░░░░░░░░▄░░░░▀░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░░▀▄░░▄▀░░░░░░░░░░░▄████▀░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░░░░░░░░▄░░░░░░░░██▀█▄██░░░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░░░░░░░▀░░░░░░░░░░░▀▀▀▀▀░▀░░░░░░░░░░
                                                            ░░░░░░▄▄▄███░░░░░░░░░░░░░░░░░█▄░░░░░░░░░
                                                            ▄▄▄█████████▀░░░░░░░░▄▄░░░░▄▄█████▄▄▄░░░
                                                            ████████████░░░░░░░░░░██████████████████
                                                            █████████████░░░▀░░░░░▄█████████████████
                                                            ██████████████░░░▄█▀▀█▀▀████████████████
                                                            arin
                                                            arin
                                                            44 minutes ago

                                                            arin
                                                            arin
                                                            43 minutes ago

                                                            Dafuq

                                                            damn i saw that person in your profile pic like 20 times but i still can't remember her name
                                                            while i'm at it i've never figured out wherher she's a guy or not

                                                            This comment was edited 43 minutes ago
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            41 minutes ago

                                                            Dio's dream girl:
                                                            dioxgamingpro
                                                            dioxgamingpro
                                                            40 minutes ago

                                                            ....................----------------------------------------:///::------------------:o::::::::::::::
                                                            ....................---------:/++////++++++oooo+/:///++++o+//+++s///::--------------++::::::::::::::
                                                            --------.-..........-----:ooo+/:--::///+++////::/ysssssooys++dddmmmmmmdhs/:---------o:::::::::::::::
                                                            ...-----------:/--.-:+osyyo::/+ooooooooooooooo++/ssysyssssyhmmmmmmmmmmmmmmho+++ooooso:::::::::::::::
                                                            ....---------+hdhoshs+:--:/++/+oooooooooooooooooo++++ydmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmdhhhhhhh/:::::::::::::::
                                                            ....---------shdddo---:/+oooooooossssooooooooossooooohmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmy//:::s::::::::::::::::
                                                            ....---------shdh:--:+oooooooooooossyssoooooooooosssoymmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmd:---:o::::::::::::::::
                                                            ////:--------shh:-:/oooooooooooooooooosyssssssssssosssmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmsoooy+::::::::::::::::
                                                            yyyyo--------/d/-:+ooooosssooooooooo++//osysooooooosssymmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmm+/:oh+++++++++++////::
                                                            yyyys------/shh-:/oooooossssoooooooo/:---:/osysssoosshhdmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmh++++y//////////+++++++
                                                            :::::::::+s//o+-:+ooooooooooooooooo+:-------:ooyysssyyssmmmmmmmmmmmmmmmmmmmmd+///+s/////////////////
                                                            ///////+y+-:+++:/ooooooossoooooooso/:-------:oosssyyhyshmNmmmmmmmmmmmmmmmmmy+////so/////////////////
                                                            //////oh:--/oooooooooooossoooosyys+/:----::/:oshssoshyhhmmhhmmmmmmmmmmmmdy+//////y+////////////////+
                                                            /////odo-::ooooooooooooossyyhhysooo++:--::::/sdysssohyhhmmhhhdmmmmmmmmyo/////////h/////+oooosooooo/o
                                                            ///oyhs++ooosooooooooossyhyhhsssssooooo++++oyhsssssohdyymmy+/shmmmmmd+ysoooooooo+y/////+o++++++oyo/o
                                                            //shh+:ooossssoooooosssydysyhyyyshyyyssssyyysssssssyyydhmmhyhssymmhhs+:ysooossssyy/+ooo+oo++////+/+o
                                                            /syyy:+ooosysssooooosshdhysoosoyyyhyhyhhyyysssssyydsooshmmhyooohmdoooo+/s::::---+yso++++++ossyso+/o/
                                                            sdyyh/ooooossyyyssyyhhy++osyss+oo+/+oooooyhhhyyyh++hhyssddhyooohmdooooo/s:-soo+so//+ooooooosooyhyss/
                                                            oyhyhsooooooooooo++ohsoooo+/oyyooooyysyhhssssssssh-/dysysoshyooossooooosy+-/ysoss++ooooosssssyyyhho/
                                                            --odssysooooooooo+:-:hsooooo+:+yhhs/::+/++/+oysssd:/dsossooshyo++ooooooosy+/ohyssyysooossssssyyyyd+/
                                                            :::+hsoyssssoooooo+/-oyooooooo/:os::::/++o/::/h/+sosdhsssyyysssoossosooooy+/ossyyosyssssssssyyyyyy//
                                                            ----+dsssssssssooooo//ysoooooooo++soo++++oooo+-/:/o+//+oosssyysso++ssosssyooy+/+osyosssssssyyyyydo//
                                                            /--/y/oysssssssssooooo+sysooooossoo++/+syooso/--/+::oysoo++++oossooo+osyo/oys+o+soshysossyyyyyyhh///
                                                            ssoh+/osyhsssssssssooosooshyssssssssoo+:oosy+::o+-:sys+:-----::/ooooyhsssoss+oyyyyyyyyyysssyyyydo///
                                                            yssyyoossshhssssssssssooshso++///+syssooosso++so//osyo:-------:o+ooosdysyyyysssysyyyyyyyhhyssyhh////
                                                            hyyyhdhhhy++yhyssssssssssoo+//::-::/yssoosoo+oyooooo+---------:/+ooosyyhyyyyyyysyssoosyyyhhhyyh+////
                                                            ddddddddd:---:ohhyssssssssoooooo+/oo///sshssooyoooyo/----------:+oosysosyoo+///+oooooshysoso-/y/////
                                                            /hdddddhs---::::yoyhhhysssssssoooooshhyyhhyssssyooyo+:--------::+oossoso---:/+ooooosyyo++oy:-s+/////
                                                            -+hddddy:::::--:y/+ossyyysssssssssoosdyhssssssssoosho+:-------/++oossoo/::+ssooosyhs+++++y/-/y//////
                                                            --:+oo+::---:+oooooooyossyssssyyssssssyhhssyyyysssoshs+-----/sssysyyyoo+++ooooshhs++++++ss--s+//////
                                                            --:::------/s/:+sssssyssosh++oosyyssyyyyddysyyyyyssssho:----/+oooooshhsooooooshh+++++++sy/-/y///////
                                                            -----------y/+ossssssssyso:----::::::-+mmmmdyysssssshhs-----+oooooooshdsooooshh+++++++oys--so+//////
                                                            ----------/doossssssssh/----:::-------:ydyo++osyyyyhys:----/+oooooooosdsosssds++++++++sy:-/h/+//////
                                                            ::--------ymysssssssyh+-:::--------:+syo+++++++++ohso+---:/+ooooooooosdsoshho++yso+++yso--ys////////
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            39 minutes ago

                                                            Arin's girl:
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            38 minutes ago

                                                            My girlfriend:
                                                            arin
                                                            arin
                                                            38 minutes ago

                                                            what is that supposed to mean
                                                            that's just one my nazi anime girls i've promised
                                                            This comment was edited 37 minutes ago
                                                            dioxgamingpro
                                                            dioxgamingpro
                                                            36 minutes ago

                                                            ── ── ── ██ ██ ── ── ── ── ── ── ██ ██ ── ── ──
                                                            ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ── ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                            ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ── ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                            ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ── ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                            ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ── ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                            ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ── ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                            ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ██ ██ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                            ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ──
                                                            ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ██
                                                            ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██
                                                            ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██
                                                            ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ──
                                                            ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                            ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                            ── ── ██ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ██ ── ──
                                                            ── ── ██ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ██ ── ──
                                                            ── ██ ██ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ██ ── ──
                                                            ██ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ██ ── ──
                                                            ██ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                            ── ██ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                            ── ── ── ██ ██ ██ ██ ██ ██ ██ ██ ██ ██ ── ── ──
                                                            ── ── ── ── ██ ▒▒ ██ ── ── ── ██ ▒▒ ██ ── ── ──
                                                            ── ── ── ── ── ██ ── ── ── ── ── ██ ── ── ── ──
                                                            ── ── ── ██ ██ ██ ██ ── ── ── ██ ██ ██ ██ ── ── ──
                                                            ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ▓▓ ▓▓ ██ ── ██ ▒▒ ▒▒ ▓▓ ▓▓ ██ ── ──
                                                            ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▓▓ ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▓▓ ██ ──
                                                            ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ── ── ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▓▓ ██
                                                            ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ── ── ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▓▓ ██
                                                            ██ ▒▒ ▒▒ ── ── ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▓▓ ██
                                                            ██ ▒▒ ▒▒ ── ── ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██
                                                            ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ──
                                                            ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ──
                                                            ── ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ── ──
                                                            ── ── ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ── ── ──
                                                            ── ── ── ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ── ── ── ──
                                                            ── ── ── ── ── ── ██ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ██ ── ── ── ── ── ──
                                                            ── ── ── ── ── ── ── ██ ▒▒ ██ ── ── ── ── ── ── ──
                                                            ── ── ── ── ── ── ── ── ██ ── ── ── ── ── ── ── ──
                                                            ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒ ▒▒
                                                            ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒ ██ ▒▒ ▒▒
                                                            ▒▒ ██ ██ ██ ██ ██ ██ ▒▒
                                                            ▒▒ ██ ░░ ▀▄ ▀▄ ░░ ██ ▒▒
                                                            ▒▒ ██ ▒▒ ░░ ░░ ▒▒ ██ ▒▒
                                                            ▒▒ ▒▒ ██ ██ ██ ██ ▒▒ ▒▒
                                                            ▒▒ ▄▀ ██ ░░ ░░ ██ ▀▄ ▒▒
                                                            ▒▒ ▒▒ ██ ██ ██ ██ ▒▒ ▒▒
                                                            ▓▓ ▓▓ ▀▄ ▓▓ ▓▓ ▀▄ ▓▓ ▓▓
                                                            ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓ ▓▓
                                                            ▓▓ ▓▓ ░░ ░░ ▓▓ ░░ ░░ ▓▓
                                                            ▓▓ ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓
                                                            ▓▓ ▓▓ ░░ ░░ ▓▓ ░░ ░░ ▓▓
                                                            ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓ ▓▓
                                                            ▓▓ ▓▓ ░░ ░░ ▓▓ ░░ ░░ ▓▓
                                                            ▓▓ ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓ ▓▓ ░░ ▓▓
                                                            ▓▓ ▓▓ ▓▓ ▓▓ ▓▓ ▓▓ ▓▓ ▓▓
                                                            ──────────────████──████────────────
                                                            ────────────██░░▒▒██░░▒▒██──────────
                                                            ──────────██░░────────▒▒▓▓██────────
                                                            ──────────██──██──██────▓▓████████──
                                                            ──────────██──██──██──────██░░░░▒▒██
                                                            ──────██████──────────────████▒▒▓▓██
                                                            ────██░░░░░░██──▓▓──────▓▓░░░░██████
                                                            ──██░░────░░░░▓▓░░▓▓▓▓▓▓░░──░░▒▒██░░
                                                            ──████──██░░░░░░▒▒░░──────░░░░▒▒██▒▒
                                                            ██░░░░░░░░░░░░░░▒▒▒▒────────▒▒▓▓██▓▓
                                                            ██░░░░░░░░░░░░▒▒▒▒▓▓────────▒▒▓▓████
                                                            ██▒▒░░░░░░▒▒▒▒▒▒▓▓██░░────░░▓▓▓▓████
                                                            ██▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓████░░░░▓▓▓▓██▒▒██
                                                            ──██▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▓▓▓▓██──░░▓▓▓▓██████──
                                                            ────████▓▓▓▓▓▓▓▓██──░░▒▒▒▒▓▓██▒▒██──
                                                            ────────████████████▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓██────
                                                            ────────██▒▒──▒▒██░░░░▒▒──────██────
                                                            ────████▒▒▒▒▒▒████░░░░██──────██────
                                                            ██████──██████──██░░░░████────██────
                                                            ██░░▒▒██──────████░░░░░░████──██────
                                                            ██──▓▓▒▒████████▒▒░░░░██░░████──────
                                                            ██────▓▓▒▒░░░░██▒▒░░────░░██████────
                                                            ──██░░────▒▒▒▒██▓▓▒▒░░░░░░██████────
                                                            ──██░░░░──────░░██▓▓▒▒░░████░░██────
                                                            ────████████████░░██████▒▒████──────
                                                            ────██▓▓▒▒░░░░██▒▒▒▒██████──────────
                                                            ────██▓▓▒▒░░░░██████░░██████────────
                                                            ──██▓▓▓▓▓▓▒▒──░░██▓▓▒▒░░░░──██──────
                                                            ──██▓▓▓▓▒▒░░░░░░██▓▓▓▓▒▒▒▒░░██──────
                                                            ──████████████████████████████──────
                                                            _____________________________________________▄▄█▀
                                                            _________________________________________▄▄█▓█
                                                            ______________________________▓▓▓___▄▄█▓▓▓█▄▄██████████▄
                                                            ___________________________▓▓░░░▓▓█▓▓▓▓▓██▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓███▄▄
                                                            _________________________▓▓░░░░░░▓▓▓▓▓▓█▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓██▄
                                                            ________________________▓░░░░░░░░▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓█▄
                                                            _______________________▓░░░░░░░░░▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓█▓▓
                                                            ____________________▄█▓░░░░░░░░░░▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓░░▓▄
                                                            _________________▄█▓▓░░░▓░░░░░░░▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓░░░▓▓█
                                                            ______________▄█▓▓▓▓░░▓░░░░░░░░▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓░▓░░░▓▒▒█▄
                                                            ____________▄█▓▓▓▓▓░░▓░░░░░░░░░▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒█████████▒▓▓░░░▓░░▓▒▒▒▒█▄
                                                            __________▄█▓▓▓▓▓▓░░▓░░░░░░░░░▓████████████▓▓▓▓▓▓▓▓█▓▓░░░░▓▓▓▒▒▒▒▒▒█
                                                            ________▄█▓▓▓▓▓▓▓░░▓░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░███▓▓▓▓▓▓██▓░░░░░▓▒▒▒▒▒▒▒█▌
                                                            _______█▓▓▓▓▓▓▓▓░░▓░░░░░░░░░░░▌░░░░░░░░░░░░░░██▓▓▓▓▓▓██░░░▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒█
                                                            ______█▓▓▓▓▓▓▒▓░░░▓░░░░░░░░▄░░▌░░░░░░░░░░░░░░░▓█▓▓▓▓▓▓▓█░▓██▒▒▒▒▒▒▒▒█
                                                            _____█▓▓▓▓▓▓▒▒▓░░░▓░░░░░░░░▐░░▀▄▄░░░░░░░░░░░░▓░░█▓▓▓▓▓▓█▓▒▒▒███▒▒▒▒▒█
                                                            ____█▓▓▓▓▓▓▒▒▒▓░░░▓░░░░░░▄░░▀▄▄▌_▀█▄░░░░░░░░░░▓█▓▓▓▓▓▓▓█▒▒▒▓▓▓▓██▒▒▒█
                                                            __██▓▓▓▒▓▒▒▒▒▓░░░░░░░░░░░▀▄▄▄▌______▀█▄░░░░░░██▓▓▓▓▓▓▓█▓▒▓▓▓▓▓▓▓▓█▒▒█▌
                                                            _██▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▓░░░░░░░░░░░░░░▐________▓▓█▄░░░░█▓▓▓▓▓▓▓█░░▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓█▒▒█
                                                            _██▓▓▓▒▒▒▒▒▒▓▓░░░░░░░░░░░░░░▌_______▓▓▓██▄░░█▓▓▓▓▓███░░░▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓█▒█
                                                            _█▒█▓▓▒▒▒▒▒▒▓▓░░░░░░░░░░░░░░▌______▓▓▓███_▀▄░█▓▓▓▓█░░░░░▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▒██
                                                            █▒▒█▓▓▒▒▒▒▒▓▓▓░░░░░░░░░░░░▄▀▌_____▓▓████▌__▀▄░███▓▓██░░░▓▓▓▓▓▒▒▒▓▓▒▒▒█
                                                            █▒▒▒█▓▒▒▒▒▒▓▓░▓░░░░░░░░░░▀░▄▀▄____▓▓████▄___▀▄░▄▓██░░░░░▓▄▓▒▒▒▒▒▓▒▒▒▒█
                                                            █▒▒▒▒█▒▒▒▒▒▓▓░░░░░░░░░░░░░▀░▄▀▄___▓▓███▀▀█▄▄█▀░░█▄▄██▀█▀▒▄▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒█
                                                            _█▓▒▒▒▒█▒▒▒▓▓▓░░░░░░░░░░░░░░▀░░░░░▓▓▓██▄▄███░░░░░▌▓█▌_▐▀▀▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒█
                                                            _█▓▒▒▒▒▒█▒▒▓▓▓░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░██░░░░░▐_▓██▄▓▀▀████▒▒▒▒▒▒█
                                                            _█▓▓▒▒▒▒▒█▓▓▓▓░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░▐▓██_█▓▒▒▒▒▒▒███▀▀▀
                                                            _█▓▓▓▒▒▒▒▒███▓░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░▐▓██▄▓▒▒▒▒▒▒█
                                                            _█▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒████░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░▓▓▓▓▒▒▒▒▓▓█
                                                            _█▒▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒████░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░░▓▒▒▓▓█
                                                            __█▒▓▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒▒▒▒██░░░░░░░░░░░░░░░░░░░▓░░░░░▓░░░░▓▒▓▓▓█
                                                            ___█▒▒▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒▒██░░░░░░░░░░░░░░░░░░▓░░░░░░░░▓▒▒▓▓▓█▌
                                                            ___█▒▒▒▒▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒▒██░░░░░░░░░░░░░░░░░▓░░░░░▓▓▒▒▓▓▒▓▓█
                                                            ____█▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▒▒▒█▓▓▓▓▓░░░░░░░░░░░▓▓▓▓▓▓_█▒▒▒▒▒▓▓▓█
                                                            _____█▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▒▒▓▓▓▓▓▒▒█______▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓__________▀█▒▒▒▒▓▓▓█
                                                            ______█▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▓▓▓▓▒█______________________________▀█▒▒▒▓▓▓█
                                                            _______▀█▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓▓█_______________________________█▒▒▒▓▓█
                                                            _________▀▀█▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▓▓█_______________________________█▒▒▓▓█
                                                            _____________▀█▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓▓█_____________________________█▒▒▓█▀
                                                            _______________▀▀▀█▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▒▓▓▓▓█____________________________█▒▓█▀
                                                            ____________________▀▀▀████▒▒▒▒▒▒▒▓█__________________________▄██▀▀
                                                            ________________________█▓▓▓██████▒▒█
                                                            _________________________█▓▓▓▓▓▒▒▒███
                                                            _________________________█▓▓▓▓▓▒▒▒▒▒█
                                                            _________________________█▓▓▓▒▓▒▒▒▒█
                                                            ________________________█▓▓▓▒▒▒▒▒▒█
                                                            _______________________█▓▓▒▒▒▒▒▒█▀
                                                            ____________________▄█▓▓▒▒▒▒▒█▀
                                                            _______________▄▄▄█▓▓▒▒▒██▀▀
                                                            ____________________▀▀▀▀▀
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            36 minutes ago

                                                            I know, but judging by your streak of posting dominating women, I'm pretty sure you're submissive.
                                                            Ashes seldom quibble.
                                                            Ashes seldom quibble.
                                                            34 minutes ago

                                                            dioxgamingpro
                                                            dioxgamingpro
                                                            34 minutes ago

                                                            This comment was deleted 25 minutes ago
                                                            arin
                                                            arin
                                                            34 minutes ago

                                                            literally what?
                                                            only dominating things i'm posting are my opponents, crushing my godawful teammates

                                                            btw did you print that satsuki poster on your own
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            31 minutes ago

                                                            I got that imported from Japan. Back when I had money, I payed 60 dollars for that poster.

                                                            Respectful figure in Kill la Kill. My ideology and hers line up. Although her last actions in Kill la Kill after the final confrontation seemed to be out of character. That could be me over analyzing things.
                                                            This comment was edited 30 minutes ago
                                                            dioxgamingpro
                                                            dioxgamingpro
                                                            25 minutes ago

                                                            I give up....
                                                            Ken🍭
                                                            Ken🍭
                                                            24 minutes ago

                                                            damn i saw that person in your profile pic like 20 times but i still can't remember her name
                                                            while i'm at it i've never figured out wherher she's a guy or not

                                                            I dont remember where i got this photo lol
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            24 minutes ago

                                                            Well considering you posted, and deleted 3 different things, I'm pretty sure you did give up Dio
                                                            dioxgamingpro
                                                            dioxgamingpro
                                                            20 minutes ago

                                                            trying to draw my pics so they can't block it. :(
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            19 minutes ago

                                                            I have shit taste, but I feel like you have a shittier taste Dio.

                                                            Nothing of value was lost.
                                                            Ashes seldom quibble.
                                                            Ashes seldom quibble.
                                                            15 minutes ago

                                                            You and your crappy females.
                                                            Ashes seldom quibble.
                                                            Ashes seldom quibble.
                                                            14 minutes ago

                                                            Maggots.
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            14 minutes ago

                                                            you and your crappy sergal's
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            Neko Gamer Soul
                                                            12 minutes ago

                                                            Alright I'm done trolling around. Gonna do some videos now.
                                                            what up?
                                                            what up?
                                                            8 minutes ago

                                                            مرحلة الحكم الإمبراطوري لروما في تلك الفترة بـالحكم الاستبدادي، وقد خلف الحكم الإمبراطوري 500 عام من الحكم الجمهوري لروما (510 ق. م - القرن الأول قبل الميلاد) الذي كان قد ضعف بسبب النزاع بين جايوس ماريوس وسولا والحرب الأهلية من يوليوس قيصر ضد بومبي، ليس هناك تاريخ محدد يبين انتقال روما من الجمهورية إلى الإمبراطورية، ولكن يمكن اعتبار بداية الإمبراطورية الرومانية من بداية تعيين يوليوس قيصير دكتاتوراً دائماً لروما سنة 44 ق. م، في المرحلة التي انتصر فيها أوكتافيين وريث يوليوس قيصر في معركة أكتيوم (32 سبتمبر 31 قبل الميلاد)، وكذلك منح مجلس الشيوخ الروماني عبارات التعظيم لأوكتافيين عبارات التعظيم وتلقيبه (أغسطس العظيم) في (16 يونيو 27 ق. م).

                                                            محتويات

                                                            من فرنسا عام 1412،[5] وتوفيت في 30 مايو 1431، وتُعدّ بطلة قومية فرنسية وقديسة في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. ادّعت جان دارك الإلهام الإلهي، وقادت الجيش الفرنسي إلى عدة انتصارات مهمّة خلال حرب المئة عام، ممهدةً بذلك الطريق لتتويج شارل السابع ملكاً على البلاد. قُبض عليها بعد ذلك وأُرسلت إلى الإنجليز مقابل المال، وحوكمت بتهمة "العصيان والزندقة"،[6] ثم أُعدمت حرقاً بتهمة الهرطقة عندما كانت تبلغ 19 عاماً.[7]

                                                            أذن البابا كاليستوس الثالث بعد خمس وعشرين سنة من إعدامها بإعادة النظر في محاكمتها من قِبل لجنة مختصة، التي قضت ببراءتها من التهم التي وُجّهت إليها وأعلنتها بناءً على ذلك شهيدة.[7] تم تطويب جان دارك عام 1909، أعقب ذلك إعلانها قديسة عام 1920. جان دارك هي إحدى القديسين الشفعاء لفرنسا إلى جانب القديس مارتين، ولويس التاسع، وغيرهم. ادّعت جان دارك بأنها رأت الله في رؤيا يأمرها بدعم شارل السابع واستعادة فرنسا من السيطرة الإنجليزية في أواخر حرب المئة عام. بعثها الملك غير المتوّج شارل السابع إلى حصار أورليان، حيث حققت هناك أولى انتصاراتها العسكرية الكبيرة،[8] تبعها عدة انتصارات سريعة أخرى أدّت في نهاية المطاف إلى تتويج شارل السابع في ريمس.

                                                            أنشأ الكتاب والسينيمائيون والملحنون العديد من الأعمال عن جان دارك منذ وفاتها باعتبارها إحدى أكثر الشخصيات شعبيةً، وما زالت تظهر في السينما، والمسرح، والتلفزيون، وألعاب الفيديو إلى يومنا هذا.

                                                            محتويات

                                                            1 خلفية
                                                            2 حياتها
                                                            2.1 بزوغها
                                                            2.2 القيادة
                                                            2.3 الأسر
                                                            2.4 المحاكمة
                                                            2.5 الإعدام
                                                            3 فترة ما بعد وفاتها
                                                            3.1 إعادة المحاكمة
                                                            3.2 التقديس
                                                            4 الإرث
                                                            5 الرؤى
                                                            6 انظر أيضًا
                                                            7 مصادر
                                                            8 المراجع
                                                            9 وصلات خارجية

                                                            خلفية

                                                            تصف المؤرخة كيلي دايفرس الفترة التي سبقت ظهور جان دارك : "إذا كان شيءٌ ما قادر على إحباطها، فحالة فرنسا كانت كفيلةً بذلك". اندلعت حرب المئة عام 1337 نتيجةً لمطالبة الإنجليز بحق العرش الفرنسي وتخللتها فترات متقطعة من السلام النسبي. شهدت الأراضي الفرنسية وقوع جميع معارك الحرب عليها تقريباً، وأدّى استخدام الجيش الإنجليزي لتكتيكات اعتمدت على ما عُرف فيما بعد باسم سياسة الأرض المحروقة إلى تدمير الاقتصاد الفرنسي.[9] لم يكن الفرنسيون قد تعافوا بعد من الموت الأسود الذي عصف بهم في القرن السابق في ذلك الحين، كما أن التجار كانوا منعزلين عن الأسواق الخارجية. وفي الوقت الذي ظهرت فيه جان دارك، كان الإنجليز على وشك تحقيق هدفهم المتمثل بالسيطرة على العرش الفرنسي، بينما فشل الجيش الفرنسي في تحقيق أي انتصار كبير لمدة جيل كامل. وعلى حد تعبير دايفرس : "لم تكن مملكة فرنسا في ذلك الحين حتى ظلاً لما كانت عليه في القرن الثالث عشر".[10]

                                                            عانى شارل السادس ملك فرنسا في ذلك الحين من نوبات من الجنون،[11] وكان عاجزاً عن تولي شؤون الحكم في غالب الأحيان. فتصارع لويس دوق أورليان شقيق الملك الصغير مع ابن عمه جون الأول دوق بورغندي على الحصول على حق الوصاية على حكم فرنسا وعلى أطفال العائلة المالكة، وتصاعد هذا الصراع إلى حد توجيه الإتهامات بوجود علاقة غرامية بين لويس دوق أورليان وزوجة الملك المريض شارل السادس، بالإضافة إلى الإتهامات بخطف أطفال العائلة المالكة.[12] بلغ الصراع ذروته باغتيال دوق أورليان عام 1407 بأوامر من غريمه جون الأول،[13] ( الملقب بجون الذي لا يخاف).

                                                            استغل هنري الخامس ملك إنجلترا هذه الإضطرابات في غزو فرنسا، وانتصر انتصاراً حاسماً في معركة أجينكور عام 1415، ليتمكن بذلك من السيطرة على العديد من المدن الواقعة في شمال فرنسا.[14] أصبح الملك المستقبلي شارل السابع ولي العهد وهو في الرابعة عشر من عمره بعدما توفي أشقاؤه الأربعة الكبار.[15] كانت أول أعمال شارل الهامة إبرامه لمعاهدة سلام مع دوق بورغندي عام 1419، لكن نهاية هذا العمل كانت كارثية، حيث قام أنصار لويس دوق أورليان باغتيال جون الذي لا يخاف دوق بورغندي خلال لقاء له مع شارل السابع تحت ضمان تقديم شارل الحماية له. ألقى فيليب الثالث دوق بورغندي الجديد اللوم على شارل السابع ودخل في تحالف مع الإنجليز، وغزت القوات المتحالفة مناطق واسعة من فرنسا.[16]

                                                            في عام 1420، وقعت الملكة إيزابو زوجة شارل السادس معاهدة تروا التي منحت حق خلافة العرش الفرنسي لهنري الخامس وورثته بدلاً من ابنها شارل. أعادت هذه الإتفاقية الإشاعات التي تقول بأن الملكة كانت على علاقة غرامية مع لويس دوق أورليان، مما أثار الشكوك حول كون شارل السابع ابناً غير شرعي وليس ابن الملك.[17] توفي هنري الخامس وشارل السادس في غضون شهرين عام 1422، ليصبح هنري السادس -الذي كان ما يزال طفلاً رضيعاً- ملكاً على كل من المملكتين، بينما كان عمه جون دوق بدفورد الوصي على الحكم.[18]

                                                            بحلول عام 1429، كانت جميع الأجزاء الشمالية من فرنسا تقريباً وبعض أجزاء جنوب غرب البلاد واقعةً تحت السيطرة الأجنبية. إذ سيطر الإنجليز على باريس وروان، بينما سيطر البورغنديون على ريمس التي كانت الموقع التقليدي لتتويج ملوك فرنسا. فرض الإنجليز الحصار على أورليان، إحدى المدن القلائل التي استمرت في موالاتها للعرش الفرنسي، كما كانت تمثل موقعاً استراتيجياً هاماً على طول نهر اللوار، وشكلت بذلك العقبة الأخيرة في وجه الهجوم الإنجليزي على ما تبقى من المعاقل الفرنسية. وعلى حد قول أحد مؤرخي العصر الحديث : "كان مصير المملكة الفرنسية معلّقاً بشكل كامل حول مصير أورليان".[19] ولم يكن من المتوقع بتاتاً أن تصمد المدينة طويلاً في وجه الحصار المفروض عليها.[20]
                                                            حياتها
                                                            مكان ميلاد جان دارك هو متحف في الوقت الحاضر.

                                                            جان دارك هي ابنة جاك دارك وإيزابيل روميه.[21] كان والداها يعملان بالفلاحة في قرية صغيرة تُدعى دومريميه الواقعة آنذاك في دوقية بار، أو ما يُعرف حالياً بإقليم فوج في منطقة لورين غرب نهر الميز، في حين كان الجزء الآخر من الدوقية (شرق النهر) تابعاً للإمبراطورية الرومانية المقدسة. سُمّيت قرية دومريميه بعد انضمام دوقية بار إلى منطقة لورين باسم (Domrémy-la-Pucelle) تكريماً لجان دارك.[22] كان لوالدا جان ما يقارب العشرين هكتاراً من الأراضي الزراعية، وكان والدها، بالإضافة إلى عمله بالمزرعة، بمثابة المسؤول عن القرية، يقوم بتحصيل الضرائب ويترأس لجنة الرقابة المحلية.[23] كانت عائلة دارك تعيش في رقعةٍ معزولةٍ في شرقيّ فرنسا، محافظة على ولائها للتاج الفرنسي على الرغم من إحاطة أراضي البورغنديين بها. تعرضت دومريميه لعدة غارات خلال طفولة جان أدّت إحداها إلى إحراق القرية.

                                                            قالت جان دارك أثناء محاكمتها أنّ عمرها كان 19 عاماً، مما يعني أنها ولدت في حوالي عام 1412م. كما قالت أنها رأت أول رؤيا لها عام 1424 عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، حيث رأت عندما كانت وحيدةً في أحد الحقول رئيس الملائكة ميخائيل، وكاترينا الإسكندرانية، والقديسة مارغريت الذين طلبوا منها إجلاء الإنجليز من البلاد وإعادة ولي العهد إلى ريمس من أجل تتويجه ملكاً. وقالت جان دارك بأنها بكت حين غادروا، إذ كانوا غايةً في الجمال.[24]

                                                            عندما بلغت السادسة عشرة من عمرها، طلبت جان دارك من أحد أقربائها -دوران لاسوا- اصطحابها إلى قرية فوكوليغ المجاورة، لتطلب من قائد الحامية الكونت روبر دو بودريكور الإذن لها بالذهاب إلى البلاط الملكي في شينو الواقعة غرب البلاد. كان رد الكونت على طلبها رداً ساخراً، إلا أنه لم يردعها من الهدف الذي جاءت من أجله.[25] عادت جان دارك إلى هناك مرةً أخرى بعد عدة شهور وحصلت على تأييد اثنين من أصحاب المكانة والنفوذ، هما جان دو متز وبرتران دو بولِنجي.[26] شاركت جان دارك نتيجةً لذلك في إحدى الإجتماعات وعادت مشاركتها عليهم بالنفع، حيث تنبأت بحدوث انسحاب عسكري بالقرب من أورليان.[27]
                                                            بزوغها
                                                            1415-1429
                                                            أراضي تحت حكم هنري السادس ملك إنجلترا
                                                            أراضي تحت حكم فيليب الثالث البورغندي
                                                            أراضي تحت حكم شارل السابع ملك فرنسا
                                                            المعارك الرئيسية
                                                            الهجوم الإنجليزي عام 1415 رحلة جان دارك من دومريميه إلى شينو رحلة جان دارك إلى ريمس عام 1429

                                                            منح روبِر دو بودريكور جان دارك فرصة مرافقته لشينو بعد سماعه لخبر تحقق نبوءتها بالانسحاب العسكري. قطعت جان دارك هذه الرحلة عبر أراضي البورغنديين متنكرةً بهيئة رجل.[28] أثارت جان إعجاب شارل السابع فور وصولها الديوان الملكي حيث عقد معها اجتماعاً سريّاً. في ذلك الحين، كانت يولاند الأراغونية -حماة شارل- تموّل بعثة إغاثة إلى أورليان، فطلبت جان دارك السماح لها بالذهاب مع القوات المرسلة على هيئة فارسة، واعتمدت على التبرعات في الحصول على الدروع، والخيل، والسيف وغير ذلك. يفسّر المؤرخ ستيفن ريتشي انجذاب جان للبلاط الملكي بأنهم صوّروها على أنها مصدر الأمل الوحيد لنظام كان على وشك الإنهيار:
                                                            ” بعد سنوات من الهزائم المذلّة المتتالية، أصاب الإحباط كلاً من القيادة العسكرية والمدنية في فرنسا وأفقدها مصداقيتها. وعندما طلب شارل من جان دارك الإستعداد للحرب ووضعها على رأس الجيش، كان خياره مستنداً إلى حقيقة أن كل حل عقلاني قد حُكم عليه بالفشل. ولم يكن لجيش أن يلتفت إلى فتاة فلاحة أميّة تزعم بأن صوتاً من الله يرشدها لقيادة جيش بلادها إلّا إن كان هذا الجيش قد وصل إلى أعلى درجات اليأس. “
                                                            جان دارك على صهوة جوادها. رسمة من مخطوطة تعود لعام 1505.

                                                            قلبت جان الصراع الإنجليزي الفرنسي الطويل حرباً دينيةً فور وصولها.[29] كان مستشارو شارل قلقين من أن تكون جان زنديقة أو مشعوذة مما يعطي الفرصة للأعداء للقول بأن مملكة شارل هي هدية له من الشيطان. وفي سبيل التخلص من هذه الاحتماليّة، أمر شارل بإرسال فرقة تحقيقات ولجنة اختبار لاهوتية من بواتييه للتحقق من أخلاقيّات جان دارك. في أبريل 1429، أعلنت اللجنة المرسلة بأنها: "لا غبار عليها، مسيحية جيدة تمتلك فضائل التواضع والصدق والبساطة"."[29] لم يصدر اللاهوتين أحكامهم بناءً على ادعائها الوحي الإلهي، بل أبلغوا شارل أنه سيكون من الجيّد إضفاء الطبيعة الإلهية على مهمة جان دارك. كان هذا كافياً بالنسبة لشارل، لكنهم أعادوا الكرة إلى ملعبه عندما أخبروه بأنه يجب أن يُخضع جان لاختبار، حيث قالوا: "إن الشك فيها أو التخلي عنها دون دليل على شرّها سيكون نبذاً للروح القدس ولن يستحقوا حينها مساعدة الله".[30] وسيكون اختبار حقيقة ادعاءاتها متمثلاً في رفعها للحصار عن أورليان.

                                                            وصلت جان إلى أورليان في 29 أبريل 1429، لكن جان دو دنوا القائم بمهام رئيس الأسرة الدوقيّة استبعدها في البداية من مجالس الحرب ولم يبلغها عندما اشتبكت قواتهم مع الأعداء.[31] على الرغم من ذلك، لم تمنع هذه الإستبعادات من وجودها في معظم المجالس والمعارك.

                                                            إن مدة القيادة العسكرية الفعلية لجان دارك هي موضع جدل تاريخي. يقول المؤرخون التقليديون -أمثال إدوار بيروي- أنها كانت مجرّد حاملةّ للواء الجيش ترفع من معنويات الجيش بشكل رئيسي.[32] يعتمد هذا القول غالباً على شهادتها في المحكمة عندما قالت بأنها تفضل حمل اللواء على السيف. بينما هناك دراسات حديثة تؤكد على أن قادة الجيش كانوا يكنّون لها الاحترام باعتبارها مخططة ماهرة ومحللة إستراتيجية خبيرة. من الأمثلة على هذه الدراسات ما قاله ريتشي: "لقد قادت الجيش إلى سلسلة من الانتصارات المذهلة التي غيّرت من مجرى الحرب"."[28] وفي الحالتين، يتفق المؤرخون على أن الجيش حقق نجاحاً كبيراً خلال مسيرتها الوجيزة.[33]
                                                            القيادة
                                                            «أريد أن أُعلمكم أنه هنا، وفي غضون ثمانية أيام، طردنا الإنجليز من جميع المناطق الواقعة على اللوار من خلال الهجوم أو غيره من الوسائل، لقد قتلنا منهم ومنهم أخذنا أسرى وتمكنا من إحباطهم. صدّقوا ما سمعتم عن إيرل سافولك، واللورد لابول وشقيقه، واللورد تالبوت، واللورد سكيلز، والسير فاستولف، والعديد من الفرسان والقادة الذين هزمناهم.[34]»
                                                            رسالة جان دارك إلى أهل تورناي، 25 يونيو 1429.

                                                            رفضت جان دارك سياسة الحذر التي تميّزت بها القيادة الفرنسية خلال الحملات السابقة. حيث أنه خلال الشهور الخمسة السابقة لوصولها قام المدافعون عن أورليان بتصعيد حربي واحد فقط وانتهى بنتيجة كارثية عليهم. في الرابع من مايو، هاجم الفرنسيون حصن سان لوب واستولوا عليه، تبعتهم جان في اليوم التالي واستولوا على حصن سان جان لو بلان الذي كان خالياً حين وصولهم. في السادس من مايو، عارضت جان دارك دان دو دنوا خلال مجلس حرب مطالبةً بشن هجوم آخر على العدو. أمر دو دنوا بإغلاق أبواب المدينة لتأمين عدم وقوع معارك أخرى، لكن جان دارك استدعت سكان المدينة وجنودها وأجبرت الرئيس على فتح البوابات. وبمعونة قائد واحد فقط تمكنت جان من الاستيلاء على حصن سان أوغستين. علمت جان في تلك الأمسية أنها قد استُبعدت من أحد مجالس الحرب حيث قرر القادة انتظار وصول التعزيزات قبل القيام بأي تصرف آخر. وبغض النظر عن صدور هذا القرار، أصرت جان على الهجوم على معقل الإنجليز الرئيس الذي يُدعى لي توريل في السابع من مايو.[35] أقرّ المعاصرون لها ببطولتها بعد إصابتها في عنقها بسهم وإكمالها القتال.[36]

                                                            أدّى الانتصار المفاجئ في أورليان إلى العديد من المقترحات لاتخاذ مزيد من الإجراءات الهجومية. وتوقّع الإنجليز محاولةً فرنسية لاستعادة باريس أو هجوماً على نورماندي. في أعقاب الانتصار المفاجئ، أقنعت جان شارل أن يمنحها حق مشاركة قيادة الجيش مع دوق ألونسون جان الثاني، كما حصلت على إذن ملكي للسماح لها بتنفيذ خطتها المتمثلة في استعادة الجسور الواقعة على طول اللوار تمهيداً لاستعادة ريمس وتتويج شارل السابع. كان هذاالإقتراح جريئاً لأن ريمس كانت تبعد ضعف المسافة التي تبعدها باريس تقريباً، كما أنها كانت في عمق أراضي الأعداء.[37]
                                                            دخول جان دارك إلى ريمس.

                                                            استعاد الجيش الفرنسي جارجو في الثاني عشر من يونيو، ثم من سيور لوار بعدها بثلاثة أيام، ثم بوجنسي بعدها بيومين. وافق دوق ألينسون على جميع قرارات جان دارك، كما أُعجب بها القادة الآخرون أمثال جان دو دنوا الذي أُعجب بأدائها في أورليان ليصبح أحد مؤيديها. كما دان لها دوق ألينسون بحياته بعدما أنقذته في جارجو، حيث حذرته من هجوم مدفعي وشيك.[38] وخلال المعركة نفسها صمدت جان أمام ضربة مدفعية موجهة إليها أثناء صعودها على أحد السلالم. وكما كان متوقعاً، وصلت قوة إغاثة إنجليزية إلى المنطقة في الثامن عشر من يونيو بقيادة السير جون فاستولف. هاجمت طلائع الجيش الفرنسي الإنجليز قبل أن ينهي الرماة الإنجليز استعداداتهم الدفاعية، تبع ذلك إلحاق هزيمة ساحقة بالجيش الإنجليزي الذي قُتل وأُسر معظم قادته. تمكّن فاستولف مع فرقة صغيرة من الجنود من الفرار واتخذوه كبش فداء لهزيمة الإنجليز المذلّة، بينما كانت الخسائر الفرنسية محدودةً جداً.[39]
                                                            جان لدى تتويج شارل السابع، بريشة جان أوغست دومينيك آنغر (1854). إحدى اللوحات التي حاول فيها الرسَّامون إظهار المعالم الأنثويَّة في شخصيَّة جان دارك. لاحظ الشعر الطويل والتنورة مثلًا.

                                                            انطلق الجيش الفرنسي إلى ريمس من جيان سيور لوار في التاسع والعشرين من يونيو وقبل الإستسلام المشروط الذي أعلنته ، في الثالث من يوليو، مدينة أوكسير التي كانت تخضع لحكم البورغنديين. كما عادت غيرها من البلدات الواقعة في طريق الجيش إلى الولاء للحكم الفرنسي دون مقاومة.واستسلمت تروا -المدينة التي وقعت فيها معاهدة تروا التي نصّت على حرمان شارل السابع من وراثة الحكم- بعد حصار سلمي دام لأربعة أيام.[40] عانى الجيش من نقص من الغذاء حين وصل إلى تروا، لكنّ الحظ حالفه. كان في تروا راهب يُدعى ريتشارد يتجول في أرجاء المدينة يخبر أهلها بقرب نهاية العالم وأقنع السكان المحليين بزرع الفاصولياء وهو محصول سريع الحصاد، وكانت الفاصولياء قد نضجت في حين وصول الجيش الجائع إلى المدينة.[41]
                                                            «يا أمير بورغندي، إني أصلّي من أجلك، وإني أرجوك وأتوسل إليك بتواضع أن لا تبدأ أي حرب أخرى مع المملكة الفرنسية المقدسة. اسحب أناسِك من مناطق وحصون هذه المملكة المقدسة، وبالنيابة عن ملك فرنسا الكريم أقول لك أنه مستعد لإقامة السلام معك على شرفه.[42]»
                                                            رسالتها إلى فيليب دوق بورغندي، 17 يوليو 1429.

                                                            فتحت ريمس أبوابها للجيش الفرنسي في السادس عشر من يوليو، وتمّ التتويج الملكي في صباح اليوم التالي. وعلى الرغم من حثّ جان دارك ودوق ألينسون على مسيرة سريعة إلى باريس، إلّا أن البلاط الملكي فضّل إقامة هدنة مع فيليب دوق بورغندي. خرق فيليب الهدنة مع الفرنسيين، حيث استخدمها كتكتيك للمماطلة بهدف تعزيز دفاعات باريس.[43] سار الجيش الفرنسي عابراً العديد من البلدات التي قبلت الإستسلام بسلام، بينما خرج دوق بيدفورد بقوة إنجليزية للتصدي للفرنسيين ووقعت بينهما مواجهة في الخامس عشر من أغسطس، تلا ذلك هجوم فرنسي على باريس في الثامن من سبتمبر. وعلى الرغم من إصابة جان بسهم في ساقها، إلّا أنها تمكنت من مواصلة قيادة القوات حتى نهاية القتال في ذلك اليوم. وفي صباح اليوم التالي، تلقّت جان أمراً ملكياً بالانسحاب يإيعاز من جورج دو لا تريموا. يُلقي معظم المؤرخين اللوم على جورج -الذي كان يعمل بمثابة مستشار في البلاط الملكي- بسبب الأخطاء السياسية التي ارتكبها في فترة ما بعد التتويج الملكي.[44] حاصر الجيش الملكي عدّة بلدات أخرى واستولى عليها فيما تبقّى من العام 1429، وفي التاسع والعشرين من ديسمبر، مُنحت جان وعائلتها شرف النبالة.
                                                            الأسر
                                                            البورغنديون يقبضون على جان دارك في كومبيين. لوحة جدارية، البانثيون،باريس.

                                                            عقد الفرنسيون هدنةً مع الإنجليز خلال الأشهر القليلة التي تلت الأحداث السابقة، الأمر الذي أدى إلى التقليل من عمل جان دارك. وفي الثالث والعشرين من مارس 1430، أرسلت جان رسالة تهديد إلى الهوسيين، وهم جماعة اختلفت مع الكنيسة الكاثوليكية في عدد من النقاط العقائدية وتمكنوا من هزيمة عدّة حملات كنسية أرسلت ضدهم. وعدت جان في رسالتها بالتخلص من جنونهم وخزعبلاتهم الفاسدة، واعدةً إياهم بالتخلص إمّا من هرطقتهم أو من حياتهم.[45] انتهت الهدنة بين الإنجليز والفرنسيين سريعاً، ورحلت جان إلى كومبيين في مايو للمساعدة في الدفاع عن المدينة في وجه الحصار الإنجليزي البورغندي المشترك. أدى وقوع اشتباك بين الطرفين في الثالث والعشرين من مايو إلى وقوعها في الأسر بعدما حاولت قواتها الهجوم على أحد معسكرات البورغنديين.[46] حيث كانت جان قد أمرت بتراجع قواتها إلى الحصون المجاورة في كومبيين بعد وصول قوة إضافية بلغ عددها 6,000 إلى البورغنديين.[46] تمكّن البورغنديون من الإحاطة بالحرس الخلفي الفرنسي، وأسُقطت جان دارك من فرسها بوساطة أحد الرماة، وتمكنوا من القبض عليها على الرغم من رفضها الإستسلام في البداية.[47]

                                                            كان من المعتاد أن تقوم أسرة الأسير بتقديم فدية مقابل تحريره، لكن جان دارك كانت ظرفاً استثنائياً. ويُدين العديد من المؤرخين شارل السابع لعدم تدخله. حاولت جان الهرب عدّة مرات، قفزت في إحدى هذه المحاولات من برج يبلغ ارتفاعه 21 متراً، ليتم نقلها إلى مدينة أراس البورغندية.[48] تمكّنت الحكومة الإنجليزية بعد المفاوضات من شرائها من فيليب دوق بورغندي. لعب الأسقف بيير كوشون دوراً بارزاً في هذه المفاوضات بالإضافة إلى دوره في محاكمتها لاحقاً.[49]
                                                            المحاكمة
                                                            المكان الذي حُجزت فيه جان دارك أثناء محاكمتها. أصبح يُعرف بعد ذلك ببرج جان دارك.

                                                            كانت محاكمة جان دارك بتهمة الهرطقة محاكمةً ذات دوافع سياسية. حيث ادّعى دوق بيدفورد أحقيته بالعرش الفرنسي بالنيابة عن ابن أخيه هنري السادس، في حين كانت جان دارك الشخص المسؤول عن تتويج غريمه شارل السابع، وبالتالي فإن إدانة جان دارك ما هي إلا محاولة للنيل من شرعية الملك الفرنسي. بدأت الإجراءات القانونية في التاسع من يناير 1431 في روان مقر حكومة الإحتلال الإنجليزي.[50]
                                                            جان دارك يستجوبها الكاردينال وينتشتر في زنزانتها. بريشة هيبوليت ديلاروش، 1824، متحف الفنون الجميلة، روان، فرنسا.

                                                            كانت محاكمة جان دارك غير نظامية للعديد من الأسباب: بموجب القانون الكنسي، لم يكن للأسقف بيير كوشون سلطة للحكم في القضية.[51] خصوصاً وأنه نال منصبه بفضل دعم حزبه السياسي للحكومة الإنجليزية التي موّلت المحاكمة. كما أن كاتب العدل نيكولاس بايلي كُلّف بجمع الأدلة لإدلاء شهادة ضد جان دارك، إلّا أنه لم يجد أي دليل.[52] وبدون هذه الأسباب افتقرت المحكمة لأسباب بدء المحاكمة. لكن المحكمة افتُتحت على الرغم من ذلك، بل وانتهكت القانون الكنسي بإنكارها حق جان بالحصول على مستشار قانوني. وعند افتتاح أول محاكمة عامّة، اشتكت جان من أن جميع الحاضرين كانوا شخصيات حزبية مناهضة لها، وطلبت دعوة رجال الكنيسة من الجانب الفرنسي.[53]

                                                            بيّن سجل محاكمت جان دارك ذكاءً ودقةً ملحوظة اتصفت بهما، ولعل أشهر ما يدل على ذلك سؤالاً وجّه لها كان "هل تعرفين إذا ما كنتِ بنعمة من الله؟" وكانت إجابتها: "إذا لم أكن، فلعلّ الله يضعني هناك. وإذا كنت، فلعلّ الله يحفظني".[54] كان هذا السؤال فخاً فاشلاً من علماء الدين، حيث أن عقيدة الكنيسة تقول أنه لا يوجد أحد يعلم يقيناً إذا ما كان بنعمة من الله. فإن أجابت جان بنعم تكون قد أدانت نفسها بتهمة الهرطقة، وإن أجابت بلا تكون قد اعترفت بذنبها. قال كاتب العدل الذي كان متواجداً حينها أنه في اللحظة التي استمعت فيها المحكمة إلى هذا الرد "شعر الذين كانوا يستجوبونها بالذهول".[55] وفي القرن العشرين، أُعجب جورج برنارد شو بهذا الحوار لدرجة أن أقساماً من مسرحية "القديسة جان" كانت ترجمة حرفية لسجل المحاكمة.[56]

                                                            شهد العديد من موظفي المحكمة فيما بعد أنه تم تغيير أجزاء كبيرة من المحضر ازدراءً لجان دارك. وعمل العديد من رجال الدين في هذه المحكمة مُكرهين ومنهم المحقق ذاته، كما أن بعضهم تلقّى تهديدات بالقتل من الإنجليز. كان من المفترض أن توضع جان في سجن الكنيسة تحت إشراف حارسات (أي راهبات) وذلك وفقاً لمبادئ التحقيق المعمول بها. بدلاً من ذلك، وضعها الإنجليز في سجن غير ديني بحراسة جنود يعملون فيه. كما ورفض الأسقف كوشون نداءات جان للبابا، التي كانت كفيلةً بإيقاف الإجراءات القانونية.[57]

                                                            كانت بُنود الاتِّهام الاثنا عشر المُلخِّصة ما توصَّلت إليه المحكمة تتناقضُ مع السجلَّات المحفوظة المُتلاعب بها أصلًا.[58] فقد وقَّعت المُتَّهمة الأُميَّة على وثيقة تبرُّؤ لم تفهم مغزاها تحت ضغط وتهديد الإعدام الفوري. ثُمَّ قامت المحكمة باستبدال تلك الوثيقة الأصليَّة بأُخرى مُزوَّرة.[59]
                                                            الإعدام
                                                            جان دارك وقت إعدامها على العمود، بريشة هرمان ستيلك (1843).[60]
                                                            تمثال لِجان دارك على مقرِبةٍ من موقع إعدامها، من صنع مكسيم ريال ديل سالتيه، 1928.[61]

                                                            كانت الهرطقة في ذلك الزمن جريمةً يُعاقب عليها بالإعدام فقط إن أصرَّ المُتهم عليها وكررها أكثر من مرَّة. وافقت جان دارك على ارتداء ملابس نسائيَّة بعد أن تمَّت تبرأتها، وبعد بضعة أيَّام أخبرت أحد أعضاء المحكمة أنَّ "لوردًا إنجليزيًّا كبيرًا دخل عليها في زنزانتها وحاول الاعتداء عليها واغتصابها".[62] فعادت إلى ارتداء الملابس الرجاليَّة كي تحول دون انتهاك حرمة جسدها، ويُشيرُ البعض إلى أنَّها ارتدت ملابس الرِّجال مُجددًا خلال شهادة جان ماسيو لأنَّ ثوبها سُرق منها ولم يكن لديها ما ترتديه.[63] أشار رجالُ الدين الفُقهاء خلال المُحاكمة أنَّ سلامة المُتهمة كانت تقتضي أن تتنكَّر بملابس غُلامٍ أو وصيفٍ لفارس كي تعبر أراضي العدو بأمان، وأنَّ نفس المبدأ يُجيزُ لها ارتداء الدرع خلال المعارك. تُشيرُ مجموعة سجلَّات العذراء (بالفرنسية: Chronique de la Pucelle) أنَّ ارتدائها الدرع برره الكهنة وجعلوه مشروعًا في حالتها لأنه كان سيدفع عنها مُحاولات التحرّش من الجنود طيلة فترة العسكرة في أرض المعركة. وأشار رجالُ الدين الذين أدلوا بشهادتهم بعد إعادة المُحاكمة التي تمَّت بعد إعدام جان دارك، أنَّ الأخيرة فعلًا استمرَّت ترتدي ملابسًا رجاليَّة طيلة فترة سجنها خوفًا من أن يعتدي عليها أحد الحُرَّاس بالاغتصاب، أو أن يتحرَّش بها على الأقل.[64] فقد أُشير إلى أنَّ ارتدائها هذه الملابس من شأنه أن يدفع أي شخص يُفكّرُ بالاعتداء عليها، فإمَّا أن يُخطئها ويعتقدها رجل، أو ينفر منها بسبب مظهرها غير المألوف.[65]

                                                            ذكرت جان دارك وقائع الأحداث التي خاضتها كاملةً إلى مبعوثي بواتييه عندما أتوها يستفسرون عن الأمر، وعلى الرُغم من أنَّ الوثائق الخاصَّة التي دوَّنها رجالُ الدين البواتييون اندثرت جميعها، غير أنَّ بعض المؤرخين يُشيرُ إلى أنَّ بعض الوقائع تُفيد بموافقة هؤلاء على مُمارسات جان دارك، وبتعبير مُبسَّط يقول هؤلاء: أنَّها كانت تقوم بدورٍ ينبغي على رجلٍ أن يقوم به، لذا كان من المُلائم لها أن ترتدي ما يتلائمُ مع هذا الدور.[66] أيضًا فقد حافظت على شعرها قصيرًا طيلة معاركها وطيلة فترة بقائها في السجن. وكان بعض مؤيديها، مثل العلَّامة الكاهن جان جيرسون يُدافع عن قصَّة شعرها الذكوريَّة، وكذلك فعل المُحقق بريهال خلال إعادة المُحاكمة.[67] على الرُغم من ذلك، أُدينت جان دارك بتُهمة الهرطقة خلال المُحاكمة سنة 1431م، وحُكم عليها بالإعدام.

                                                            وصف شهودٌ عيان إعدام جان دارك حرقًا بالنَّار يوم 30 مايو 1431م، فأُشير إلى أنَّها رُبطت بعمودٍ طويل في السوق القديم بمدينة روان، وقبل إضرام النار فيها طلبت من كاهنين هُما: الأب مارتن لادفينو والأب إيسمبارت دي لا بيير أن ينصبا صليبًا مُقابلها. كما قام جُندي إنجليزي بصنع صليبٍ صغير وضعته قرب ثوبها. وبعد موتها، قام الجنود الإنجليز بإزالة الحطب المُتفحِّم ليكشفوا جسدها المُتفحِّم كي لا يقول أحد العامَّة أنها هربت بمُعجزة دون أن يُصيبها ضرر، ثُمَّ أُحرقت الجُثَّة مرَّتين حتى استحالت رمادًا، في سبيل منع الناس من الاحتفاظ بأيِّ أثرٍ من الفتاة يتخذونه للتبرُّك. ثمَّ قام الإنجليز برمي الرَّماد في نهر السين من على الجسر الوحيد المُسمّى "ماتيلدا".[68] أشار الجلَّاد جيفري ثريدج في وقتٍ لاحق أنَّه خاف خوفًا عظيمًا من أن يلعنه الله بعد فعلته هذه.[69]
                                                            فترة ما بعد وفاتها

                                                            استمرت حرب المئة عام 22 عاماً بعد وفاة جان دارك، نجح خلالها شارل السابع في المحافظة على شرعية ملكه لفرنسا على الرغم من التتويج الذي أُقيم لغريمه هنري السادس في ديسمبر 1431 والذي صادف بلوغ الملك الإنجليزي سن العاشرة. خسرت إنجلترا تحالفها مع البورغنديين بموجب معاهدة أراس عام 1435 قبل أن تتمكن من إعادة بناء قوتها العسكرية التي خسرتها عام 1429. بالإضافة إلى ذلك، توفي دوق بيدفورد الوصي على العرش في سبتمبر من العام ذاته ليصبح بذلك هنري السادس أصغر ملك إنجليزي يحكم بلا وصي، وكانت قيادته الضعيفة أحد أهم العوامل التي أنهت الصراع. أثر استخدام جان دارك المكثف للمدفعيات وأسلوب المجابهة وجهاً لوجه على التكتيكات الفرنسية لبقية الحرب على حد تعبير المؤرخة كيلي دايفرس.[70]

                                                            في عام 1452، وخلال التحقيق في قضية إعدامها، أعلنت الكنيسة أن مسرحية دينية ستُقام على شرفها في أورليان وسيكون من شأنها منح الغفران للحضور من خلال جعل هذا الحدث موقعاً للحج.
                                                            إعادة المحاكمة

                                                            فُتحت ملفات محاكمة جان دارك مرةً أخرى بعد أن وضعت الحرب أوزارها. أذن البابا كاليستوس الثالث ببدء هذه الإجراءات -التي عُرفت باسم "بطلان المحاكمة"- بناءً على طلب المحقق العام جان بريال وإيزابيل روميه والدة جان دارك. كان الهدف من إعادة المحاكمة هو التحقيق في ما إذا كانت قد تمّت بشكل عادل ووفقاً للقانون الكنسي. بدأ بريال بالتحقيق عام 1452، وتمّ استئنافه رسمياً في نوفمبر 1455. شملت التحقيقات المستأنفة رجال دين من جميع أنحاء أوروبا واتّبعت الإجراءات القضائية المعمول بها في المحاكم، وقام فريق من اللاهوتيين بتحليل شهادة 115 شاهد. أعلن بريال ملخص ما توصل إليه في يونيو 1456، وهو اعتبار جان دارك شهيدة وكذلك ضلوع الأسقف الراحل بيير كوشون بالهرطقة بسبب إدانته لإمرأة بريئة في سعيه لتحقيق ثأره. وكان السبب الفعلي لإعدامها هو ما يتعلق بقانون اللباس في الكتاب المقدس.[71][72]
                                                            التقديس

                                                            أصبحت جان دارك رمزاً للرابطة الكاثوليكية في فرنسا خلال القرن السادس عشر. وعندما أصبح فيليكس دوبانلوف أسقف أورليان عام 1849، قام بإغداق المديح على جان دارك مما جذب انتباه كلٍ من إنجلترا وفرنسا على حدٍ سواء، كما قام بجهودٍ توّجت بتطويب جان دارك عام 1909. ثمّ أعلن البابا بندكت الخامس عشر جان قديسةً في 16 مايو 1920، لتصبح واحدة من أكثر القديسين شهرةً في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.[73]
                                                            الإرث
                                                            توقيع يحمل اسم جان.

                                                            باتت جان دارك شخصيةً شبه أسطورية لأربعة قرون بعد وفاتها. كان المصدر الوحيد للمعلومات المتعلقة بها مستسقاً من سجلات تاريخ السيَر. كما ظهرت خمس مخطوطات أصليّة لمحاكمة إدانتها في أرشيفات قديمة خلال القرن التاسع عشر. كما وجد المؤرخون سجلات إعادة المحاكمة كاملةً، احتوت على شهادات مأخوذة من 115 شاهد، بالإضافة إلى المدونات الفرنسية الأصلية المتعلقة بمحضر محكمة الإدانة المخطوط باللاتينية. ظهرت بالإضافة إلى ما سبق العديد من الوثائق المعاصرة الأخرى ثلاثة منها يحملون توقيع جان (Jehanne) بخط يدل على عدم إلمام كاتبه بالكتابة.[74] هذا الغنى غير العادي من المصادر الأوليّة هو أحد أسباب قول المؤرخة دايفرس الذي معناه: "لم يكن هناك موضوع دراسة لأي شخص عاش في العصور الوسطى سواءً كان ذكراً أو أنثى كما كان لجان دارك".[75]

                                                            جاءت جان دارك من قرية مجهولة وبرزت على الساحة عندما كانت في سن المراهقة كفلاحة غير متعلمة. وبينما برر الملوك الفرنسيون والإنجليز الحرب الجارية بتأويلاتهم للقانون السالي ذا الألف عام، إلا أن الصراع في الحقيقة كان يتمحور حول الوراثة بين الملوك. وقالت جان بخصوص هذا الشأن ما معناه: "أليس من الواجب أن يكون ملكنا من مملكتنا، أم هل يجدر بنا أن نكون إنجليزاً؟".[26] وعلى حد تعبير ستيفن ريتشي: "فقد حولت جان دارك ما كان مجرّد شجار بين الأسر الحاكمة لم يسبّب للناس سوى المعاناة إلى حرب ذات شغف شعبي بالتحرر الوطني."[76] كما يقول ريتشي:[28]

                                                            جان دارك تحدث الناس الذين عاشوا على مدار الخمسة قرون التي تلت وفاتها عن جان واصفين إياها بكل شيء: متعصبة للشيطان، روحانية متصوفة، ساذجة وأداة استُخدمت بشكل مأساوي، رمز الوطنية الشعبية الحديثة، بطلة معشوقة، قديسة. أصرت جان دارك بالرغم من تهديدها بالتعذيب ومواجهتها للموت حرقاً على أنها كانت تسترشد بأصوات من الله. وسواءً كان ذلك صحيحاً أم لا، تُجبر إنجازاتها أي شخص يعرف قصتها بأن يهز رأسه في دهشة وعجب.

                                                            جان دارك
                                                            تمثالٌ من الذهب لِجان دارك في قصر الأهرام بباريس، من تصميم عمانوئيل فريميه.

                                                            لطالما كانت نظرة النساء إلى جان دارك نظرة إيجابية باعتبارها مثالاً للمرأة الشجاعة وذلك منذ زمن كريستين دي بيزان وحتى الوقت الحاضر.[77] قدمت النساء في حياة جان بعضاً من أهم المساعدات التي قُدمت لها، فوالدة شارل السابع -يولاندا الأراغونية- أكدت على عذرية جان وكانت هي من موّل رحلتها إلى أورليان. كما أن جان عمة كونت لوكسمبورغ كانت المرأة التي وضعت جان دارك بعهدتها بعد أسرها في كومبيين، كما ساعدت في تخفيف الأوضاع التي واجهتها جان دارك أثناء الأسر، بالإضافة إلى كونها سبب في تأخير عملية بيع جان دارك للإنجليز. وأخيراً آن دوقة بيدفورد وزوجة

                                                            J-Man

                                                              You may want to go to your local doctor and get that figured out Dio

                                                              D the Superior
                                                                Цей коментар був видалений модератором
                                                                J-Man

                                                                  I don't know. We might get anime fanservice next page.

                                                                  dioxgamingpro
                                                                    Цей коментар був видалений модератором
                                                                    J-Man

                                                                      D the Superior
                                                                        Цей коментар був видалений модератором
                                                                        Nah, I'd win

                                                                          Chiwa

                                                                            I got cancer opening this page smh

                                                                            D
                                                                            D

                                                                              damn this is lit, middle finger up

                                                                              chicken spook,,,,

                                                                                I'm still wondering why this dimwit still isn't banned